سجل ميشيل حنّا في كتابه (كنوز وسط البلد) بعدسته عدّة آثار في منطقة وسط البلد، وقام بتقديمها مع كتابة نبذة مختصرة عن تاريخها المعماريّ وسط رحلة شيّقة حوت الكثير من المعلومات المكتوبة والمرئيّة، تابعوا من خلال منصّة جوّك أهمّ التّفاصيل الخاصّة بهذا الكتاب...
اقرأ أيضاً ملخص كتاب "مسافر الكنبة في إيران".. للكاتب عمرو بدوي
تحوّلات طرأت على منطقة وسط البلد
حيّ الإسماعيليّة سابقاً الملقّب بوسط البلد الآن زخر بعدّة آثار معماريّة وقفت شامخة وشاهدة على مجد سابق أو غيرها ممّا محي وأعيد بناؤه لتتحوّل لمسخٍ حاليّ.
قصّة مكانٍ اعتدنا التّجوّل فيه والتّطلّع إلى أبنيته ومعالمه، حيث يأخذنا الكاتب في جولة معه لنقرأ فصولها بأعيننا ونشاهد صورها المرئيّة عبر مصادر موثوقة استخدمها الكاتب لاستيفاء معلوماته، وقام بذكرها في الفصل الأخير من كتابه.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير
مصادر المعلومات التّاريخيّة عن الكتاب
تناول الكتاب العديد من المعالم والأبنية الّتي استطاع الكاتب الحصول على تسلسلها موضّحاً تاريخها ومستدلّاً عليه من عدّة مصادر منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب (cairo)، وكتاب (The glory years) للأستاذ سمير رأفت.
وأيضاً كتاب التّطوّر العمرانيّ لشوارع مدينة القاهرة من البدايات حتّى القرن الحادي والعشرين للأستاذ فتحي حافظ الحديدي.
وأيضاً استعان بمحرّك البحث الأشهر عالميّاً (جوجل) وأعدادٍ من مجلّة العمارة الّتي ترأّس تحريرها سيّد كريم.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"
أهمّ المصمّمين المعماريّين المذكورين في الكتاب
ناقش الكتاب عبر نبذات مختصرة كيفيّة تحوّل المعالم المعماريّة المميّزة إلى صورتها الحاليّة مع ذكر أمثلة لأهمّ المصمّمين المعماريّين المصريّين منهم مثل المصمّم محمّد كمال إسماعيل مصمّم مجمّع التّحرير، وأيضاً أنطوان سليمان نحّاس مصمّم عمارة ليبون بالزّمالك، وكنيسة قصر الدّوبارة ونادي الصّيد بالدّقي.
أو المعماريّ موريس يوسف قطاوي مصمّم معبد بوّابة السّماء المعروف بكنيس عدلي، أو أشهر المصمّمين المعماريّين الأجانب مثل المهندس أنطونيو بك لشياك كبير مهندسي القصور الخديويّة، أو المعماريّ النّمساويّ إدوارد متاسيك، أو المهندس أرنولد زارب، أو الإيطاليّ ألكساندر لوريا مصمّم عمارة الشّواربي، والإيطاليّ إرنستو فيروتشى مصمّم ومهندس القصور الملكيّة في أيّام الملك فؤاد الأوّل ومصمّم واجهة قصر القبّة، وقصر الحرملك في المنتزه، وأيضاً المهندس فرنسوا موريه مصمّم كنيسة العائلة المقدّسة بالفجالة.
مصادفات وطرائف
التقطت عدسة الكاتب أيضاً غرائب من وسط البلد، وليس فقط الكنوز المعماريّة مثل مجموعة العمارات الواقعة في التقاء شارع الجيش مع ميدان العتبة الّتي تتشارك جميعاً في وجود شكل زخرفيّ يعلوه وجه أسد ويحيط به حرف (W) وهو الحرف الأوّل من اسم الصّاحب القديم لهذه العمارات الذّي لم يعرفه أحد حتى الآن.
ذكر الكاتب عدّة مصادفات وطرائف عن تاريخ العمارات الّتي تناولها، مثلاً ستعرف أنّ عمارة سوارس سُميّت باسم الخواجة رفائيل سوارس صاحب شركة نقل الرّكاب، أو سترى صورة للنّتيجة المعلّقة على أحد جدران منزل سعد باشا زغلول، وقد توقّفت على تاريخ وفاته من يومها بأمر من السّيّدة صفيّة زغلول وفاء لذكرى زوجها.
أو ستصادف اللّافتة الموجودة في شارع محمد حلمي إبراهيم الّتي كتب عليها "ثمّ أعود في أيّام الشّتاء القديمة المصبحة والتّوابيت المطليّة بالفضّة"، من وضعها هناك؟ وماذا يقصد بهذه العبارات الغامضة؟ إنّه لغز آخر من ألغاز وسط البلد.
أنواع التّصاميم المعماريّة
عبر 237 صفحة استطاع الكاتب بوصف أدبيّ سلس وجميل الرّبطَ بين فنيّات التّصميم المعماريّ للمعمار وتاريخه سواء السّياسيّ أم الاجتماعيّ، وكذلك المدرسة الفنيّة المنتمي إليها أو الطّراز المعماريّ المشيد عليه مثل قصر خيري أو الحرم اليوناني أو مبنى محافظة القاهرة أو عدّة آثار معماريّة مما حوّاه الكتاب.
أشار الكاتب أيضاً في شرحه للمعالم المعماريّة إلى طراز بنائها المعماريّ مع تقديم شرح مبسّط أحياناً كذكره فنّ الآرت نوفو الذّي نشأ في باريس في القرن التّاسع عشر، ويتميّز بالتّجديد والتّدفّق في التّصميم مع استخدام المنحنيات واستيحاء الأشكال الطّبيعيّة وبصفة خاصّة الأزهار والنّباتات مثل تلك الشّرفة السّاحرة الّتي تطلّ من ميدان طلعت حرب في وسط البلد، وأيضاً مثل طراز النيوباروك، والنّيو كلاسيك، وفن الآرت ديكو، الّذي كان سائداً في العالم في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثّانية أو المشيد على الطّراز المملوكيّ المستحدث مثل معهد الموسيقى العربيّة.
عمارة شاهدة على التّاريخ
أحياناً تطرق الكاتب لمعمار شاهد على حدث تاريخيّ معيّن مثل مدخل عمارة رقم 14 شارع عدلي الّذي اغتيل فيه الوزير أمين عثمان وزير الماليّة الأسبق.
معلومات أساسيّة عن ميشيل حنّا
تنبع أهميّة الكتاب من تأريخه لمعالم القاهرة وخاصّة القاهرة الخديويّة في منطقة وسط البلد التي اختفى الكثير منها بفعل الإهمال أو الجهل أو الدّفن تحت ركام القبح والتّشويه.
سنجد الكاتب مصوِّراً بعدسته لافتات، أو واجهات مبانٍ، أو تماثيل، أو شرفات، أو نقش على مدخل عمارة هي كلّها كنوز وسط البلد التقطتها عدسة الكاتب وقدّمها لنا في كتاب شيّق ممتع وجولة مفيدة ومسليّة.
يمكنكم أيضاً قراءة:
ميشيل حنّا كاتب وروائيّ وقاصّ مصريّ ولد في الرّابع من يونيو عام 1977، وتخرّج من كلية الصّيدلة، وتخصّص في الكتابة السّاخرة، والقصص المصوّرة، وأدب الأطفال، من أهمّ أعماله "30 طريقة للموت"، و"الكتاب البنفسجيّ"، و"أرض الخيال"، و"السّاحرة والكلب"، و"جسر الدّيجيتال" الّتي صدرت عام 2019 عن دار الشّروق، ووصلت القائمة الطّويلة لجائزة الشّيخ زايد لأدب الطّفل عام 2021.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.