للأشخاص الذين يحبون قراءة ملخصات الكتب قبل شرائها أو قراءتها قراءة كاملة، حتى للأشخاص الذين يملون من القراءة، نقدم هذا المقال الذي يتناول ملخص كتاب (كلمات نقتل بها أولادنا) أحد أفضل الكتب في التربية الذي حقق نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وترجم إلى لغات عدة ومنها اللغة العربية وهو مناسب تمامًا في أوقات التربية الأولى والمراهقة.
عن الكتاب
يأتي كتاب كلمات نقتل بها أطفالنا لعالم النفس والكاتب البلجيكي الأصل جوزيف ميسنجر الذي يعيش حاليًا في فرنسا ويمارس الكتابة والمحاضرات، وله شعبية كبيرة بجانب زوجته التي شاركته في هذا الكتاب وكتب أخرى وهي الصحفية المحترفة كارولين ميسنجر الحاصلة على ماجستير الفلسفة وماجستير الآداب.
يركز الكتاب تركيزًا كاملًا على مجموعة من العبارات والكلمات التي يرددها الآباء والأمهات على مسامع أبنائهم في فترات التربية المختلفة التي يكون لها تأثير سلبي على المدى القصير والمدى البعيد مع بعض الأمثلة والحلول لتفادي مثل هذه الأخطاء التي غالبًا ما يتعرض لها معظم الأطفال على مستوى العالم.
حتمًا ولا بد
من الأمور التي تتكرر كثيرًا هي أن يفرض أحد الوالدين على طفله أمرًا ما قبل أن يبدأ الطفل في اختباره مثل أن يقول له (لا بد أن تنجح) (لابد أن تتفوق) (حتما ولا بد أن تفعل كذا وكذا)، وهو ما يعرض الطفل بنسبة كبيرة إلى الحرمان والإحباط والإحساس بعدم القدرة نتيجة هذا الفرض قبل أن يكون الطفل مستعدًا لخوض هذه المعركة مهما كانت بسيطة، وهو ما يمكن للأب أو الأم أن يقيسه على نفسه بوضع نفسه محل الطفل، لذا يجب إلغاء هذه العبارة من قاموس التعامل مع الطفل واستبدالها بعبارات التشجيع والتحفيز والأمان.
عندما كنت في سنك
من العبارات التي يكررها الأهالي كثيرًا عبارة (عندما كنت في سنك كنت أفعل كذا وكذا وأحب كذا وكذا) وهي من العبارات الضارة التي تضعف ثقة الطفل بنفسه كثيرًا، وتضعه دائمًا في مقارنة مع والده أو والدته، لأن لكل زمن مقاييسه وفروضه وظروفه الخاصة.
لذا ليس على الأب أو الأم أن يكشف عن هذه الأنانية التي تحملها عبارة عندما كنت في سنك، فليس على الطفل أن يعيش الحياة بالطريقة نفسها التي عاشها والده بالضبط، وليس عليه أن يمشي على خطاه، فيحتاج إلى أن يجرب ويختار ويقرر ويحاول ويفشل وينجح حتى يصبح قادرًا على التعامل مع الحياة بنفسه دون مقارنة أو تشكيك.
سأحبك لو
يتوقف الكاتبان عند هذه العبارة السامة التي يقولها الأب أو الأم ويضع طفله أمام الحب المشروط دون قصد، فحينما يقول الأب (سأحبك لو فعلت كذا) أو تقول الأم ( لن أحبك إذا فعلت كذا)، فهذا الأمر وإن كان من باب الحب أو المزاح أو التربية والنيات الحسنة لكنه من أخطر العبارات التي يكون لها تأثير سلبي في الطفل، فيشعر بعض الأطفال أنهم لا يستحقون الحب بما أنهم لا يستطيعون الوفاء بالشروط، كذلك يشعر بعض الأطفال أنهم يستحقون الحب إلا أنهم يتعاملون مع الحب بكونه أمرًا مشروطًا، وهو ما ينعكس على سلوكهم بعد ذلك، فهو يضع شروطًا في عقله لمن يستحق حبه ومن لا يستحق، وقد ينعكس الأمر على علاقة الولد أو البنت بأمه أو أبيه نتيجة هذه العبارة التي تبدو بسيطة لكن تأثيرها كبير.
أنت الأكبر ويجب أن تكون قدوة
دائمًا ما تقال هذه العبارة للولد أو البنت البكر خاصة إذا كان له إخوة أو أخوات أصغر منه سنًّا، بذلك يفرض الأبوان نوعًا من المسؤولية الأبوية على الطفل، وهو ما يجعله يتصرف وكأنه الأب أو الأم في حالة عدم وجودهما دون أن يطلب منه ذلك، وقد ينتج عن هذا الأمر سلوكيات خاطئة عدة تؤثر في علاقته بإخوته.
وتوجد كثير من الأسر التي تشتكي من المشكلات والعلاقات السيئة والكراهية بين الإخوة وبعضهم التي غالبًا ما تكون بسبب هذه العبارة وعبارات أخرى يستخدمها الأبوان استخدامًا خاطئًا.
أنا أقول أو أفعل هذا لمصلحتك
تعد هذه العبارة أيضًا من العبارات المتكررة بين الأهالي وأبنائهم وهو ما يرجعه الكاتبان إلى أنها نوع من أنواع الحجج التي يحافظ بها الأهالي على امتيازاتهم وحقوقهم في السيطرة على الأبناء حين يتدخلون في حياتهم وقراراتهم، حتى ميولهم العاطفية، ولذا ينصح الكاتبان بأن يعبر الآباء والأمهات عن آرائهم بصراحة، ويسمحون للأبناء بمناقشة هذه الآراء دون ممارسة السلطة والكبت، حتى يتعلم الأبناء احترام الخلاف والنقاش، إضافة إلى اكتساب الاستقلالية وهو السلوك الذي يثبت للأبناء أنكم فعلا تعملون لمصلحتهم، وليس بالعبارات التي توحي بالتشبث بالسيطرة وعدم قبول الرفض أو الخروج عن النص.
ستفهم عندما تكبر
يقول الكاتبان في كتاب (عبارات نقتل بها أولادنا) إن هذه العبارة تؤدي إلى نزول مستوى الأطفال الفكري إلى مرحلة سيئة، فيمتلك الأطفال الرغبة في المعرفة والفضول الطبيعي الذي يدفعهم إلى التفكير والنقاش واكتساب المهارات والملكات المختلفة، وهو ما يجب أن يعززه الآباء في الإجابة عن الأسئلة وطرح الموضوعات بطريقة ديمقراطية ومنفتحة وعدم الانغلاق، وإبعاد الطفل عن الحقائق، وهو ما يجعله بعد ذلك إما غبيا لا يستطيع التفاعل مع هذه الأمور أو أنه غير مهتم بما يحدث حوله وغير متحمس لمعرفة مزيد.
وعلى الرغم من أن كتاب (كلمات نقتل بها أولادنا) للكاتبين المتخصصين في علم النفس جوزيف وكارولين ميسينجر يتناول عبارات وكلمات عدة تترك أثرًا سلبيًّا في سلوك وشخصية الطفل مع المدى؛ فإننا حاولنا الإشارة إلى أكثر هذه العبارات استخدامًا في عالمنا العربي في هذا الملخص، ويمكنك التعرف على باقي العبارات والكلمات التي يتضمنها الكتاب بقراءة النسخة الكاملة.
ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.