«الإنسان ما إلا ما يفعله مرارًا وتكرارًا» أرسطو.
الإنسان كتلة من العادات، طريقة مشيتك، نوعية ما تأكله، طريقة ضحكك، نوعية الكلام الذي تقوله وتردده، كل هذه عادات تعبر عنك وعما بداخلك، فالعادة ما هي إلا مجموعة من الأفعال أنت تفعلها الآن دون وعي منك تلقائيًّا.
اقرأ أيضًا ملخص كتاب "كيف تصبح إنساناً؟" للدكتور شريف عرفة.. أحداثه واقتباساته
حلقة العادة
· تبدأ العادة بوجود حافز داخلي أو خارجي، شيء تراه أو تسمعه أو تقوله أو إحساس تشعر به.
· ثم الفعل أو السلوك المعتاد التلقائي.
· ثم المكافأة المتوقعة من السلوك (متعة متوقعة أو إحساس جيد).
· بعد تكرار هذه الدورة أكثر من مرة، يتداخل الحافز مع الشعور المتوقع، فبمجرد أن يظهر الحافز يظهر معه إحساس قوي بالرغبة واشتهاء السلوك، للحصول سريعًا على المكافأة المتوقعة.
عندما تفقد بوصلة التحكم
· سيطرة الفكرة عليك، فعندما تريد الحصول على (الأكل بشراهة أو أي شيء آخر تفعله) تصبح في حالة توتر وانفعال، فلا تستطيع مقاومة الفكرة.
· ستكتسب صفات لم تكن في شخصيتك من قبل (الكذب، ضعف إرادتك، قلة ثقتك بذاتك، عندما لا تستطيع التحكم في نفسك).
اقرأ أيضًا ملخص كتاب جنون المستديرة .. اقتباسات من الكتاب وأشياء لن تصدقها عن كرة القدم
عوامل تساعد على اكتساب العادات السلبية
نقص أو عدم إشباع الاحتياجات الأساسية لديك (هرم ماسلو)، فيسبب لك شعورًا بالفراغ أو الخواء، وإحساسًا داخليًّا مزعجًا، وشعورًا بالخجل والخزي من عيوبك ونواقصك، أضف إلى كل هذا تحديات الحياة والمشكلات اليومية التي نواجهها.
فالبنت التي تتوتر بسبب قرب الامتحانات مع ضغط الأهل والمجتمع، تجد نفسها بطريقة غير واعية تأكل بشراهة كل ما يقف في طريقها، في محاولة غير واعية للهروب من ألم وتوتر الامتحانات.
فالعقل يحاول إلهاءك بشيء آخر، وبالتكرار يخلق ارتباطًا شرطيًّا خاطئًا بين سلوك مدمر وشعور إيجابي مرغوب تحتاج إليه.
اقرأ أيضًا قراءة في كتاب "المبادئ السبعة لحل النزاع"
مصادر العادات السيئة
تبدأ من البيئة المحيطة، من أقرب الناس إلينا (أصدقائنا، والدينا، إخواننا) فهؤلاء لن تكون حريصًا معهم، سوف تقتنع بكل ما يقولونه ويفعلونه، تتأثر بهم بدرجة كبيرة دون وعي منك، حتى تفاجأ يومًا أن لديك هذه العادة أو تلك.
تبدأ العادات السلبية بتنازل بسيط، قد تتنازل يومًا ما عن مبدأ معين ومن ثم يجرب عقلك المتعة بطريقة ما، ويُخزَّن هذا الإحساس بالمتعة في عقلك ويرتبط بالسلوك.
تبدأ العادات السلبية بطريقة تدريجية بطيئة، نكاد لا نشعر بها، ومرة بعد مرة تجد نفسك مقيدًا بالسلوك، وكلما حاولت التخلص منه، وجدت نفسك تتعمق فيه أكثر.
فالشخص البدين لم يصبح هكذا في يوم وليلة، بل أخذ الأمر منه سنوات حتى وصل لهذا الحد، وربما كانت الزيادة اليومية مجرد جرامات قليلة، ولهذا فهي أصعب من أن يلاحظها، ليستيقظ يومًا على الوزن الزائد وعادات الأكل غير الصحية.
لماذا لا نستطيع أن نتوقف عن العادات السيئة، رغم أننا نعلم أنها تسبب لنا كثيرًا من المشكلات، ورغم أننا ندرك أن علينا أن نتغير؟
فمريض السكري يعلم أن عليه أن يمتنع عن تناول الحلويات والنشويات، ويعرف أن هذا يؤدي إلى مضاعفات ورغم كل ذلك لا يتوقف، لماذا؟
اقرأ أيضًا ملخص كتاب "الأب الغني والأب الفقير" وأهم نصائح الكتاب
السبب الحقيقي وراء صعوبة تغيير العادات
أولًا: نقص المعرفة، فنحن لا نملك استراتيجية عملية واضحة لتغيير سلوكنا، فأنت تحاول أن تفتح بابًا لا تملك مفتاحه، فلن تنجح محاولاتك التي تصنعها في غير موضعها.
ثانيًا: الجهل بالكيفية التي تتكون بها العادة في الجهاز العصبي، فهي تكوِّن مسارات عصبية داخل مخك، ما يجعل التغيير شبه مستحيل، دون خطة واضحة مبنية على الطريقة التي تعمل بها العادات أصلًا داخل مخك.
اقرأ أيضًا هل باتت القراءة حكراً على فئة دون أخرى؟
معوقات التغيير
· الخوف من التغيير والتعود على أمور معينة، من أكبر معوقات التغيير التي تجعلك واقفًا في مكانك لا تتحرك ولا تصل لما تريد.
· محاولة تغيير السلوك دون أن نبحث عن الدافع وما وراء السلوك، فكل سلوك الإنسان هادف، أي يهدف إلى سد احتياج داخلي، فالسلوك نتيجة والاحتياج هو السبب.
· فقدان الأمل بسبب كثرة محاولاتنا الفاشلة في التخلص من هذه العادة، فنبقى في حالة انتظار شيء يحدث يغير ما نحن فيه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.