ملخص كتاب "ذوي الاحتياجات الخاصة" للدكتورة كلير فهيم

الكتاب رائع جدًّا ويتناول موضوعًا مهمًّا؛ لأنه يشجع على إنهاض إمكانات وطاقات ذوي الاحتياجات الخاصة والاستفادة منها. ومن وجهة نظري، فهم متميزون. ويوجه إلى دور الدولة والمؤسسات نحو رعايتهم صحيًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا وإدماجهم في المجتمع.

اقرأ أيضًا ملخص كتاب "أفكار وجدت لتبقى" لشيب هيث ودان هيث

المؤلفة متخصصة في الطب النفسي بجامعة لندن، وقد مثَّلت مصر في عدد من المحافل.

الكتاب يهتم بالمعاقين ذهنيًّا، كما يعرض جميع أنواع الإعاقات وأسبابها وأعراضها، والآثار النفسية المترتبة عليها، وكيفية التعامل معها، مع التركيز على ضحايا القصور العقلي المستديم ودور الجميع في المساعدة وتدعيم شعورهم بالقبول والثقة بالنفس حتى يتحملوا مسؤولياتهم بنجاح.
الكتاب سهل وبسيط، وصُدِر في عام 2004 ونشرته مكتبة الأسرة.

ذوي الاحتياجات الخاصة قضية مئات الآلاف من البشر، والكتاب يُقدم معلومات مفيدة ومهمة لكل من الوالدين والأقارب والمدرسة والمعلمين والمتطوعين والعاملين في هذا الحقل، وكذلك يستفيد منه المتخصصون في ميدان رعاية وتعليم وتأهيل المعاقين ذهنيًّا.

الكتاب يُحدِّد ويعرف المقصود بذوي الاحتياجات الخاصة، وما فئاتهم وتصنيفاتهم تفصيلًا وبإيضاح، حسب أصحاب العجز البدني أو الحسي أو الاجتماعي أو العقلي.

ويُبيِّن كيفية العلاج والعوامل المؤثرة. ومن الجدير بالذكر أن المصابين بمرض القلب يُعَدُّون من ذوي الإعاقة. فمنهم مرضى يؤدون أعمالهم دون الحاجة إلى الراحة، ومنهم من يحتاج إلى الراحة، ومنهم من لا يستطيع أداء الأعمال العادية أو بذل المجهود كصعود السلالم. وأيضًا المصابون بمرض الصرع.

منهم من يعاني من أكثر من إعاقة أو مرض مزمن، ومنهم من يعاني من عجز اجتماعي، مثل المنطوين، والعدائيين، والغاضبين، والخائفين، وذوي التأخر الدراسي. وقد يكون لديهم اضطرابات سلوكية كالشجار، والعدوانية، والكذب، والسرقة، والتخريب، وإيذاء الغير.

أما أصحاب العجز العقلي، فيعانون التأخر الدراسي والتخلف العقلي. وتكون أسباب ذلك عوامل عقلية تسبب التأخر في الذكاء، وعوامل نفسية مثل حالات القلق والتوتر النفسي الشديد، والاكتئاب، وضعف الثقة بالنفس، والخجل، والخوف.

اقرأ أيضًا ملخص كتاب الأب الغني والأب الفقير للكاتب روبرت كيوساكي

وهناك عوامل جسمية مثل ضعف الحواس أو فقدان إحداها، والأمراض المزمنة كالقلب والصرع.

وتوجد عوامل بيئية تشمل الأسرة وتفككها، والخلافات، وإدمان الكحول أو المخدرات، وسوء الموارد، والقسوة والعنف. وأيضًا العوامل المدرسية، مثل قسوة العقاب، وفقدان السلطة الضابطة، وكراهية المدرس لمهنة التدريس، وعدم اتزان شخصيته، والقصور في تدريس الدين، وضيق الفصول، وزيادة الكثافة، وقلة الأفنية والحدائق.

إضافة إلى ذلك، توجد عوامل اجتماعية كالزيادة السكانية، والزحام، والعلاقات الجنسية الخاطئة، والفقر، وعدم توفر القدوة، بين خليط من تلك الأسباب السابقة.

وللعلاج، يجب تحديد الأسباب بدقة، ويكون العلاج إما دوائيًّا أو نفسيًّا أو بالتوجيه والإرشاد، أو عن طريق المدرسة والأسرة، أو بتوفير الوسائل التعليمية المناسبة، أو بالتشجيع والتحفيز، أو بخليط من الطرق العلاجية السابقة.

ويعرف الكاتب التخلف العقلي ويُبيِّن أسبابه من حيث إنها وراثية أو بيئية أو نفسية أو اجتماعية أو خليط منها. كما يفصل الكاتب في الحاجات النفسية للمتميزين، فمنها الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الترفيه واللعب، فاللعب وسيلة للتعبير وإزالة التوتر والخوف والإحباط.

فيجب على المدرسين مراقبة طلابهم خلال لعبهم لاكتشافهم، ويراعى في المدرسة أن يبدأ التلاميذ المتميزون يومهم باللعب على أنغام الموسيقى لإزالة كل توتر نفسي لديهم، كذلك إتاحة الفرص لهم للقيام بالرحلات العلمية والترفيهية.

ويحتاجون أيضًا إلى الاهتمام بصحتهم العامة، وإلى الجو الأسري المستقر، وإلى إشباع حاجاتهم النفسية من طعام وحب وحنان وعطف واحتضان، وإشباع حب الاستطلاع، وتنمية الثقة بالنفس.

والكتاب يشتمل على فصل عن التنشئة النفسية للأبناء المعاقين، وفصل عن احتياجات أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، وعن الرعاية الاجتماعية والنفسية لأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة. فعدم استثمار طاقات هؤلاء يضر الاقتصاد القومي ويعوق التنمية الاقتصادية، وبذلك يؤثر في زيادة طاقة الإنتاج، ويجنب المجتمع أعباء كثيرة متزايدة مستقبلًا كالإدمان والانحراف الخلقي والتشرد والسرقة والتسول. ثم إن العناية بهم واجب أخلاقي وإنساني.

وفي النهاية، الكتاب مفيد جدًّا ليس فقط لكل من له صلة بأحد المعاقين، ولكن لكل إنسان ومعلم وأب أو أم، لأن هذه النواقص الموجودة لدى المعاقين قد تكون إحداها أو أكثر، بإحدى الصور البسيطة أو المركبة، لدى شخص عادي ليست لديه أي إعاقة؛ مثال على ذلك: مشاعر القلق والتوتر والخوف والغضب والعدوانية. لذلك، قراءة الكتاب مفيدة ونافعة جدًا.