صَدَرَ هذا الكتاب عام 1934، ويتحدث كاتبه عارف باشا العارف، عن البلاد المكونة لقضاء بئر السبع، وتاريخ بئر السبع التي يحدها من الشمال جبل الخليل، ومن الشرق البحر الميت ووادي عربة الذي يفصلها عن الأردن، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط وشبه جزيرة سيناء، ومن الجنوب خليج العقبة.
وعلى الرغم من ندرة الكتب التي تناولت بئر السبع، لكن كاتبنا قد استقى في كتابة كتابه هذا عشرات الكتب والمراجع العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية التي قد وَصَلَ عددها أكثر من أربعين كتابًا ومرجعًا، وقد تُرّجِمَ هذا الكتاب إلى الإنكليزية والألمانية والعبرية.
وقد ذكرنا في ملخص كتاب تاريخ بير السبع وقبائلها لعارف باشا العارف ج 1، ما رُوِي عن بئر السبع في الكتب والأسفار القديمة، ونستكمل حديثنا عن الكتاب في هذا الجزء الثاني.
الأحاديث والأخبار
أولًا: الترابين
إنهم "عيال صلدم"، فإذا أردت أن تستحضر نخوتهم، فما عليك إلا أن تقل لهم ذلك.
يعد الترابون من أكثر القبائل عددًا، وأكثرهم امتلاكًا للأرض، وقد بذل كاتبنا مساعيَ حثيثة بالبحث عن أصلهم وتاريخهم، لكنه لم يعثر إلا على معلوماتٍ وآراءٍ متضاربة ومتناقضة كانت على النحو التالي:
جاءت تسمية الترابين بهذا الاسم لأن جدهم الأكبر (عطية) (وهومن قبيلة قريش) كان يسكن في (تربة) الواقعة شرقي (مكة)، وهناك بالحجاز توجد قبيلة تُدعى (البغوم)، وتحديدًا شرقي جبل حطون، ويلقب (نجمات الصانع) الموجودين غربي (بئر السبع)، وهم من نسل جدهم الأكبر (عطية) بـ(البغوم) أو (المزارعة).
ويرى عضو المجمع اللغوي بـ(دمشق)، السيد (إسكندر عيسى معلوف) أن الطرابين من (آل طريبة). وقد تفاوتت الآراء في أصلهم، ومنها أنهم من سلالة (طرابن أسباباط) أو(اصبهذ اليوناني) وبذلك فهم من قبائل العرب المتنصرة.
وعَلِمَ كاتبنا من الشيخ (سلمان العرجاني) وهو شيخ (القصار) وهم من الترابين أيضًا، أن جدهم الأكبر (عطية) قد تزوج من سائحة إنكليزية مسيحية تُدعى (صلدم).
ويوجد من يقول إن (صلدم) هو جدهم الأكبر، وهو إنجليزي الأصل، وقد أسلم حينما تولى {عمر بن الخطاب} الخلافة.
يقول الترابون: إن جدهم الأكبر (عطية) قد جاء إلى (سيناء) قبل ستمائة عام، وقد دُفِنَ بـ(التيه) مع ولديه (نجم) و(حسبل)، وما برحت قبورهم مكانها على (تل الشرف) الواقع قرب (السويس).
بعدما مات (عطية) ترك في (سيناء) أبناءه الخمسة: (مساعد، حسبل، نبعة، صريع، نجم)، فبقي (مساعد وحسبل) في (سيناء) وأصبحا بذلك من ترابين سيناء، وبقي (نبعة وصريع) في طور سيناء وأصبحا بذلك من ترابين طور سيناء، ورحل (نجم) لـ(بئر السبع) وأصبح ترابين (بئر السبع) من نسله.
ترك (نجم) وراءه ولدين، قُتِلَ أحدهما على يد واحدٍ من نسل (نبعة) يُدعى (أبو غالية)، وبعد خمس سنوات قرروا أن يتصالحوا، فزوج (أبو غالية) ابنتيه (غالية وزارعة) لولدي القتيل، فجاء من نسل (غالية) كل من (الغوالي، الستوت، العويليون، الحصينات، المغاصبة، البكور)، وجاء من نسل (زارعة) كل من (الشبايبة، الصناع، الدهانية)، وأما ولد (نجم) الذي لم يقتل، فجاء من نسله كل من (الصوقة، السنايمة، العوايشة، الدبارين).
النجمات
يُعد النجمات أحد أفرع الترابين الكبار، وهم يدعون بالمزارعة، وذلك نسبةً لـ(زارعة) سالفة الذكر، وقد كان لهم في السابق شأن كبير، لأنهم كانوا بمنزلة درع الترابين الأول في حروبهم مع خصومهم.
كانوا في السابق يأتمرون بأمر شيخهم (أبو سنيمة)، ثم الشيخ (حمدان الصوفي)، فالشيخ (عطية أبو شباب)، إلى أن شاخ عليهم الشيخ (حماد باشا الصوفي) فانقسموا بعد ذلك إلى:
الصوفة: برئاسة الشيخ (حماد الصوفي)، ثم الشيخ (جدوع الصوفي)، فالشيخ (أحمد بن محمد بن حمدان بن حميد الصوفي).
الصواصين: برئاسة الشيخ (منصور أبي صوصين)، ثم ولده (محمد أبي صوصين).
العوادرة: برئاسة الشيخ (عودة أبي عواد أبي عادرة)، ثم (عودة أبي سلمى أبي عادرة).
القصار: برئاسة الشيخ (عودة أبي زكار)، ثم الشيخ (سلمان العرجاني).
الصناع والشبابية: برئاسة الحاج (حسن أبي شباب)، ثم الشيخ (حماد الصانع)، فالشيخ (محمد حسن الخضري).
النعيمات والضوابحة: برئاسة الشيخ (موسى أبي جليدان)، ثم أخيه (عودة أبي جليدان).
وقد انفصل النعيمات والضوابحة بعد ذلك، فتولى الشيخ (جبر أبو حرب النعيمي) أمر النعيمات، وتولى أمر الضوابحة الشيخ (ضيف الله أبو جليدان)، ثم اتحدوا مجددًا تحت إمرة الشيخ (محمد أبوصهيبان).
على الرغم من كثرة فروع النجمات، لكن الصوفة كان الفرع الأبرز فيهم، فقد اشتهر رجاله بالكرم والفروسية، وكان لشيخهم (حماد باشا الصوفي) شأنٌ كبير، فقد عيَّنه العثمانيون رئيسًا لبلدية (بئر السبع) عندما تشكل القضاء، وظل في منصبه حتى مجيء الإنكليز .
يسكن النجمات في الشويحي وأم صيرة وأم عجوة وأبو صدر وسويلة وخربة الصوفي والربوة والشوشة والخلالات وقوز الزول والقرن وما بينها.
الغوالي
ينقسم الغوالي إلى تسع عشائر، وهم كالتالي: الستوت، الحصينات، الشلاهبة، الختالين، البكور، العمرات، العمور، النبعات، الزريعيون، إضافة إلى الحسنات والوحيدات.
يعد الستوت هم أول من تولى أمر الغوالي، ويرجع تسميتهم بهذا الاسم نسبةً إلى (حمد أبو دهشان)، كونه كان تحت أمرته ستة من العبيد.
يرى الملاك (وهم من الأسرة التي ينتمي إليها العرسان من بني صقر، والمقيمين في بيسان، والذين يرجع أصلهم إلى طيء) أن الستوت ينتمون إليهم ولا ينتمون للغوالي.
حينما تولى (صقر بن دهشان) المشيخة، قتل ابنه (دهشان) في عام 1290 ه، رجلًا من الصوفة يُدعى (محمد بن حمدان الصوفي) (وهو والد حماد باشا الصوفي سالف الذكر)، فارتحلوا على إثر ذلك، وتركوا منازلهم، وسكنوا عند العلامات ثم ذهبوا عند الهزيل، وظلوا هناك تحت حماية (سلمان الهزيل).
على إثر مغادرة الستوت لمنازلهم، نشبت حربٌ بين الترابين والتياها، وقد أبلى (صقر بن دهشان) بلاءً حسنًا بتلك المعارك، وقد انضم الستوت في تلك الحرب بصفوف التياها ولم ينضموا لأقربائهم من الترابين، فطالبت سائر عشائر الترابين من شيخهم (حماد الصوفي) بإرجاع الستوت لمنازلهم، فوافقوا بعد أن قرر منحهم منحة سنوية، وعندما عاد الستوت لمنازلهم، كانت المشيخة قد انتقلت للزريعيين وظلت كذلك حتى نشبت الحرب الكونية الأولى .
يُقال إن (صقر بن دهشان) هذا قد غزا جنوب (مصر)، وقد انتصر على المعازة وعلى رأسهم شيخهم (حسب الله المعازي)، كما أنه غزا الأيدة والغفير (وهم من عربان مدائن صالح) وانتصر عليهم، وقد أنعم عليه الخديو (إسماعيل)، فمنحه خمسمائة فدان من أخصب الأراضي الزراعية الواقعة بشمال (مصر)، وقد أثار ذلك حفيظة العثمانيين، فقرروا نفيه إلى (القدس)، فظل بها حتى وافته المنية، في حين ظل ولده (حماد) هناك هو وذريته.
تولى (دهشان) المشيخة خلفًا لوالده (صقر بن دهشان)، وقد استمرت في عهده المعارك والمناوشات بين الترابين والتياها بسب مقتل الصوفي، وكان من أبرز تلك المعارك موقعة رمضان التي تقاتل الترابين والعزازمة فيها مع بعضهم بعضًا، وقد شعر (دهشان) أنه ستتم ملاحقته على إثر تلك المعارك، لذا فرَّ من بيته، وتوجه لشرق الأردن، واحتمى بـ(طراد بن زين)، وهو أحد مشايخ الصخور، وانضم إليهم في معاركهم مع الرولة، وكان النصر حليف الصخور.
يعد الحاج/ منصور بن نصر الزريعي هو أول من شاخ على الغوالي من الزريعيين، وخلفه ولده (عودة) بالمشيخة، ويوجد من يقول إن ولده (عودة) هو أول من شاخ على الغوالي من الزريعيين، وقد خلفه أخوه (أحمد) ثم ابن أخيه (سليم بن حسين الزريعي)، واستمر الحال على هذا المنوال حتى نشبت الحرب في عام 1915 م.
فانقسم الغوالي إلى عشائر عدة، فتولى (أحمد بن صقر أبو ستة) أمر الستوت، وتولى (محمد جمعة أبو بكر) أمر البكور، وتولى الشيخ/ عبد ربه أبو الحصين أمر الحصينات والمغاصبة.
أيضًا قد انفصل الختالون عن الستوت وشاخ عليهم (إسماعيل أبو خلتة)، وانفصل العمور عن الزريعيين وشاخ عليهم (عميرة بن سالم العمور)، وأما العمرات فهم مزارعون أصلهم من (معن)، وكان الشيخ (محمد أبو عمرة) هو أول من شاخ عليهم.
يسكن الغوالي في الشويحي وتل جمة والمعين والصليب والمنيل والدماث والعجرة والقرين والرابية وما بينهم.
الحسنات
لا يعد الحسنات من الغوالي على الرغم من أنهم ينسبون إليهم بالوقت الحالي، لكنهم في الأصل من الليائنة الموجودين بوادي موسى، وهذا ما أكد عليه أحد كبار الليائنة، فقد قال إنهم قد افترقوا عنهم فقط حينما حل بهم القحط وأصابهم الوباء.
يرى كاتبنا أن حسنات أبي معيلق ربما يكونون أقدم عشائر بئر السبع؛ وذلك لأن إسم شيخهم (موسى بن سالم بن سلمان أبي معيلق) يتشابه إلى حدٍّ كبير مع إسم الملك الفلسطيني (أبيمالك) آنف الذكر.
حسبما وَرَدَ بكتاب "Studes In The Topography And Folklore Of Petra"، لمؤلفه د/ توفيق كنعان، والذي قد نُشِرَ في عام 1930 م، فإن الليائنة هم أحفاد بني ليث، وهم بطن من بطون بني كنانة بن مضر، وهذا ما ذكره بن فضل الله العمري بكتابه (مسالك الأبصار)، وقد أيده (المقريزي) في ذلك، إضافة إلى (القلقشندي)؛ فقد قال بكتابه (صبح الأعشى) إن الصحابي (الصعب بن جثامة الليثي) يرجع بنسبه إليهم، وتوجد طائفة تعرف بـ (أخميم) الواقعة جنوبي (مصر) تعود بأصلها إلى بني كنانة، وقيل إنهم جاءوا من (اليمن) وتحديدًا من (وادي الليث).
كان الحسنات ببادئ الأمر تابعين للحجاز، وحينما تغلب الوهابيون على (الحسين بن علي) وطردوه من الحجاز، صار الحسنات تابعين لما عُرِفَ حينها بإمارة شرق الأردن، وقد حاولوا في عام 1926 م التمرد على السلطات الأردنية، لكنهم سرعان ما عادوا لرشدهم.
وتنقسم الليائنة الموجودون بوادي موسى إلى أربع فرق وهم كالتالي: العبيديون والعلايا والشرور بالإضافة إلى بني عطا وهم أحفاد بني قضاعة، ويقول (فضل الله العمري) إنهم أحفاد بني جذام.
لا يقتصر وجود الحسنات بوادي موسى فحسب، فقد ارتحل منهم كثيرون لشمال بئر السبع، وذهب آخرون إلى (اللد) و(خان يونس).
الوحيدات
لا يعد الوحيدات من الغوالي على الرغم من أنهم ينسبون إليهم بالوقت الحالي، لكنهم في الأصل من الحسينيين حسبما يزعم البعض، ومن المؤكد أنهم ليسوا من الترابين، ويرجع أصلهم إلى جبل الشراه بشرق الأردن.
وحسبما عَلِمَ كاتبنا من السيد (عيسى إسكندر المعلوف)، فإن جدهم الأكبر (الوحيدي)، وهو من ذرية الحسن، قد تزوج من أحد ابنتي رجل من بني واصل الموجودين في (سيناء)
ويقطن الوحيدات في (السحماتي) و(وادي تحيتل) الواقعيْن بالقرب من (غزة)، وكان شيخهم بذلك الوقت هو (حسن بن نمر بن واكد بن عايش الوحيدي)، وهم على عداءٍ دائم مع الحسنات، وينقسمون لأربع فرق وهم كالتالي: الوحيدات والعايد والحمايدة والوديان.
المحافظة
عَلِمَ كاتبنا من (محفوظ أبو محفوظ) أن المحافظة يتبعون النجمات الصناع بذلك الوقت، وبذلك فهم من الترابين، وعَلِمَ أن أصلهم من السوالمة التابعين لعرب أبي كشك القاطنين مع العوجة بقضاء يافا.
على إثر حادثةٍ ألمَّت بهم من قبل، انقسم المحافظة لقسمين، فريقٌ منهم يتبع الترابين، والفريق الآخر يتبع العزازمة.
يسكن المحافظة بمنازلٍ على بعد ثلاثة أميال شرقي بئر السبع.
الجراوين
يدَّعى الجراوين أن أصلهم من الحجاز وأنهم ينتمون لقبيلة (بني جرى)، ويرفضون ما يقال عنهم إنهم من نسل مزراع يدعى (كلوب)، وقد غادر جدهم الأكبر (جروان) الحجاز، ونزل بسيناء، وتحديدًا بجبل الحلال، ويقال إن الترابين بعد أن تخاصموا مع العيايدة، تصالحوا ببيت الجراوين، وتكريمًا له أنزله الترابون (بئر السبع)، فنزل (جروان) عدة أمكنة كان من بينها منطقة (الصليب)، وقد أنشأ هناك بركة ماء ما زالت تحمل إسمه حتى اليوم.
يُقال إن الترابين قتلوا رجلًا من الجراوين، ولم يستطع الجراوين الانتقام منهم لقلة عددهم، لذلك ارتحلوا إلى الشمسانيات، لكنهم تصالحوا بعد ذلك، وكان هذا قبل عشرين عامًا من هجوم (نابليون) على (عكا).
على الرغم من هذا الصلح، بقي الجراوين تابعين للترابين حتى مجيء متصرف القدس (رؤوف باشا)، فنصَّب الحاج (سلامة أبو غليون) شيخًا عليهم، وقد انقسموا عقب الاحتلال الإنجليزي لثلاث فرق، ونصَّبت سلطات الانتداب شيخًا على رأس كل فرقة، فتولى الشيخ (سليمان أبوغليون) أمر جراوين أبي غليون، وتولى الشيخ (منصور أبي صعيليك) أمر جرواين أبي صعيليك، وتولى الشيخ (فرحان أبويحيى) أمر جراوين أبي يحيى.
ثانيًا: العزازمة
أصلهم من قضاعة، وبذلك فهم من قريش.
عَلِمَ كاتبنا من (شكيب أرسلان) أنه يظن أن أصل العزازمة من الشرارات، فمنهم فرقة يُقال لها العزازمة، ولا بد أن توجد صلة بين عزازمة الشرارات وعزازمة بئر السبع، و(آل عزام) القاطنون بمنطقةٍ تُسمى الجيزة في (مصر) هم من عزازمة فلسطين، بالإضافة لبني عزام الدروز الموجودين في (حوران).
وعَلِمَ كاتبنا من الشيخ (عودة بن جخيدم)، وهو شيخ عشيرة المحمديين وهم من العزازمة، أن جده الأكبر (عزام) حينما كان رضيعًا أخذته أمه وذهبت به إلى (عينون) و(أقيان) بالحجاز، فترعرع (عزام) هناك، وتزوج.
وبعد وفاة (عزام)، ذهب أبناؤه الستة وهم (سرحان)، (محمد)، (فرحان)، (سعيدة)، (اشتيه)، (نصرة) إلى (سيناء) وجنوب (فلسطين).
وجاء من نسل (سرحان) السراحون والزربة، وجاء من نسل (محمد) المحمديون، وجاء من نسل (فرحان) الفراحون والمريعات، وجاء من نسل (اشتيه) المسعوديون والسواخنة والطبايعة/ الصبحيون، وجاء من نسل (سعيد) الصبيحات والعصيات والزيادون، أما (نصرة) فقد قُتِلَ قبل أن يتزوج.
اضطر العزازمة للرحيل إلى (العريش) بـ(مصر) بسبب محاربة الجبارات والتياها لهم، لكنهم عادوا مجددًا لأرضهم، واضطروا مرةً أخرى لمغادرة منازلهم، فتوجهوا نحو الجبال بسبب محاربة الترابين لهم، فسكنوا بـ(المشاش) و(الظاهرية)، وذلك على الرغم من أنهم كانوا حلفاء للترابين.
عَلِمَ كاتبنا من الشيخ (عودة بن جخيدم) أنه توجد طائفة كبيرة من المحمديين تُنسب للعزازمة، لكنهم مع ذلك ليسوا من العزازمة، لأن أصلهم يرجع لـ (حمد بن سليمان) وهو من قبيلة حرب، وهي إحدى قبائل الحجاز، وقد سكن بـ(شرمة) و(عينون)، وأنجب (مساعد) وهو جد الجخادمة والشياحين والمصافير، وأنجب (محمد) وهو جد الملاطعة والفنشان والشماعلة والعمارات والحجوج، وأنجب (خميس) وهو جد الحجيات والزبيلان والمشاهير، وأنجب (عويمر) وهو جد العويمرات والمواضي، وأنجب (موسى) وهو جد العرون والبوشيه.
قَتَلَ (موسى) واحدًا من الحريصات وتحديدًا من فريق (أبي طقيقة) وهو (أبو ريشه)، فرحل هو وإخوته إلى (العريش)، وهناك تحارب العزازمة والترابون مع بعضهم بعضًا، وبنهاية المطاف تحالفوا مع بعضهم بعضًا.
ينقسم العزازمة لعشر عشائر، وهم كالتالي: المحمديون، الصبحيون، الصبيحات، الزربة، الفراحين، المسعوديون، السواخنة، العصيات، المريعات، السراحين.
أما المحمديون فشيخهم (عودة بن سليمان بن صالح بن سليمان أبو جخيدم).
والصبحيون شيخهم (سلام بن عيد بن مسلم كريشان).
والصبيحات شيخهم (سالم بن مسلم بن نصار بن عيادة أبو سمرة).
والزربة شيخهم (عيد بن سويلم بن عواد بن ربيعة).
والفراحون شيخهم (عيد بن مسلم بن سلامة بن خضيرة).
والمسعوديون شيخهم (سلامة بن مسلم بن سليمان بن سعيد).
والسواخنة شيخهم (عودة بن عواد أبو الخليل).
والعصيات شيخهم (سليمان بن سليمان بن عودة أبو عصا النميلي).
والمريعات شيخهم (سالم بن سويلم بن سلامة بن صبح الأزرق).
والسراحون شيخهم (سليم بن سعد وسالم الأتيم).
يتميز العزازمة بالصدق والصبر، وقد وصل عددهم بذلك الوقت أكثر من عشرة آلاف، وهم يسكنون من بئر السبع حتى وادي الخليل شمالًا، ومن وادي الرامان والحضيرة حتى وادي عربة جنوبًا، مرورًا بالشقيب ومرطبة والخزعلي والبقار ووادي الأبيض ووادي المرة ووادي الفقرا وبئر بئرين والجرافي.
على الرغم من أن بعض الباحثين يرى أن العزازمة من المعازة باستثناء السراحين، فربما جاءوا من وادي السرحان، ومع ذلك فالمعازة أعداؤهم، لكنهم قد وقعوا فيما بينهم وثيقة صلح بحضور كاتبنا في عام 1930 م.
الرياطية
أصلهم من (سوريا)، ويعيش جزءٌ منهم مع الصبحيين، والجزء الآخر مع المسعوديين، وقد عَلِمَ كاتبنا من كبيرهم وهو (عبد القادر بن حسن الرياطي) أن جده (عبد القادر الجندي) قد جاء من (بابنا) الواقعة بالقرب من (صهيون) إلى (بئر السبع) بزمن (إبراهيم) باشا.
و(عبد القادر الجندي) هذا من أسرة (سحلول)، وقد سُمِّىَ بهذا الاسم لأنه كان يعمل بالجيش مع عمال البرق والبريد، وقد ارتحل ببادئ الأمر إلى النعيمات، وتزوج من فتاةٍ تُدعى (مليحة)، وهي من الغرابيلة ويرجع أصلها إلى القرين بمصر، وأنجب منها أربعة أولاد وستة بنات، وقد خطف الترابون أكبرهن، ثم ارتحل (الجندي) إلى (مصر)، وتزوج من فتاةٍ تُدعى (فاطمة).
يمتاز الرياطية بالذكاء وطلبهم للعلم، وقد زاد عددهم بذلك الوقت عن المئتين، وهم يسكنون في الضبعي وأم عجرة، ويشتغل البعض منهم بالفلاحة، والبعض الآخر بتجارة الغنم والحلي والثياب.
تنويه: إن ما قرأتموه يعرض فقط بعض ملامح الكتاب ولا يغني إطلاقًا عن قراءة الكتاب.
إذا حاز ما كتبناه على إعجابكم؛ فلا تنسوا الاشتراك حتى يتسنى لكم قراءة كل جديد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.