استهل الكاتب جيمس كلير كتابه بقصته عندما كان في المدرسة الثانوية، وهي إصابته في مباراة بيسبول بمضرب الكرة بعد أن ارتطم في وجهه مخلفًا سحقًا وتشوهات في أنفه وأنسجة دماغه؛ ما أدى به إلى دخول المستشفى وتشخيصه بتورم في الدماغ ودخوله في غيبوبة.
لكن لحسن حظه استطاع النجاة بعد ذلك، لكن كان عليه القيام ببعض الأنماط الحركية الأساسية من أجل العودة إلى ما كان عليه بالكامل. بعد عام من إصابته استطاع العودة إلى لعب البيسبول من جديد، لكنه عانى كثيرًا من أجل الرجوع إلى مستواه في هذه الرياضة؛ كونها كانت جزءًا من حياته ولا يستطيع التخلي عنها، لكنه قاوم واستطاع العودة إلى الفريق الأول لمدرسته.
كيف علم جيمس كيلر بشأن العادات؟
التحق جيمس كيلر بالجامعة، وحصل على مكان في فريق البيسبول، وقد كان سعيدًا بذلك. بعد ذلك قرر التركيز على تنظيم حياته، وبذلك اكتشف أهمية العادات وتأثيرها الكبير في إحداث فرق في حياة الشخص، حيث رسخ عادات جديدة كالنوم مبكرًا وتنظيم غرفته؛ ما جعله يشعر بالثقة مجددًا في حياته بعد أن فقدها في أثناء إصابته تلك.
وطوال سنواته الجامعية كان يرسخ عادات بسيطة لكنها دائمة ومتكررة على نحو عفوي وتلقائي؛ ما أعطاه نتائج جيدة في حياته. تمكَّن أيضًا من الحصول على جوائز عدة من جامعته، كجائزة الرياضي الأول، إضافة إلى ميدالية الرئيس، واستطاع دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية. وطيلة مدته الجامعية كان قد تعلَّم درسًا في أثناء إصابته، وهو أن التغييرات البسيطة التي قد تبدو بلا قيمة في البداية قادرة على التراكم والتحول إلى نتائج مذهلة إن التزمت بها وقمت بالمدوامة عليها، وأضاف أن تلك الإنجازات والمكاسب البسيطة هي الملهمة له ليكتب هذا الكتاب.
الأسس: لماذا تؤدي التغييرات البسيطة لاختلافات كبيرة؟
يقدم هذا الجزء الفكرة الرئيسة للكتاب، وهي التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه ممارسة بعض العادات البسيطة والطفيفة. فقدم مثالًا حيًّا يفسر ما يريد إيصاله، وهو أن متسابقي الدراجات البريطانيين مدة مئة سنة لم يفوزوا إلا بميدالية واحدة في المسابقات العالمية، إضافة إلى الأداء السيئ الذي قدموه على مدار تلك السنوات.
إلى أن تم تعيين مدير جديد لهم، كان بريلسفورد مختلفًا عن باقي المُديرين، كان يؤمن باستراتيجية تسمى "تراكم المكاسب الهامشية" وهي استراتيجية تقول إنك لو استطعت تجزئة شيء ما وتحسين كل جزء بنسبة 1% فستحصل على زيادة في الأداء، فطبق هذا القانون على الدراجات والدراجين، ومع تراكم هذه التعديلات، وبعد خمس سنوات من توليه المسؤولية، هيمن الفريق البريطاني على أغلبية الجوائز في جميع المسابقات العالمية. كل ذلك كان نتيجة تراكم تلك التغييرات والتعديلات البسيطة.
لماذا تحقق العادات البسيطة فارقًا كبيرًا؟
في هذا الجزء أشار جيمس كلير إلى أن التحسن بنسبة 1% يؤدي إلى نتائج مذهلة مع مرور الوقت والعكس صحيح، فالتدهور البسيط كل يوم يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية ومتدهورة.
وأضاف قائلًا: إن النجاح لا يحتاج إلى تغيير ضخم ومفاجئ، ولكن يحتاج إلى مئات التعديلات والتحسينات البسيطة. مشيرًا إلى أن الإنسان ليس صبورًا ويريد أن يرى نتائجه بسرعة، وهذا ليس ممكنًا؛ ما يجعل عودته إلى ممارساته وسلوكياته أمرًا سهلًا، وبذلك يتوقف التغيير الذي يرجوه.
ويرى جيمس كلير أن التأثير الذي يقوم به التغيير مثل تأثير تغيير مسار طائرة ببعض درجات، فإن الطائرة التي تتجه إلى نيويورك إذا غيَّرت مسارها جنوبًا بثلاث درجات فإنك ستهبط في واشنطن العاصمة. وكذلك بتغيير بسيط في عاداتك سوف تتحول حياتك رأسًا على عقب.
وقد أوصى جيمس كلير بالانتباه إلى مسار حياتك وإلى أي اتجاه تقودك إليه، فإن عاداتك يمكن أن تتراكم لمصلحتك أو ضدك.
انس أمر الأهداف و ركِّز على الأنظمة بدلًا منها
استهل جيمس كلير فقرته هذه بتصحيح مغالطة شائعة وهي أن الناس يضعون الأهداف كثيرًا كالمظهر الذي يريده الفرد لجسده والتقديرات الدراسية التي يطمح إليها، ناسيًا أن الأنظمة هي أهم شيء لتصل إلى طريق النجاح أو إلى النتائج المرجوة.
فالأهداف معنية بالنتائج التي تريد تحقيقها، في حين أن الأنظمة هي ذلك الطريق وتلك العمليات التي تؤدي إلى تلك النتائج؛ فالنجاح يأتي من ذلك النظام المتبع.
إن الهدف من أي رياضة على سبيل المثال هو الانتهاء بنقاطٍ أكثر، لكن لا يمكن تحقيق ذلك إن وقفت تحدق في الجماهير طيلة المباراة ولا تفعل شيئًا؛ لذلك فالأهداف التي تضعها مفيدة فقط لتحديد اتجاه ومسار حياتك، أما الأنظمة فهي كل شيء. مشيرًا أنه تظهر مشكلات حين تركِّز فقط على الأهداف وتهمل الأنظمة.
يتبع...
ملخص رائع وشامل احسنت التلخيص
عظيم أحسنت التلخيص
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.