ملخص كتاب «العادات الذرية» للكاتب جيمس كلير.. الجزء الثاني

بعد عرض الجزء الأول من ملخص كتاب العادات الذرية للكاتب الأمريكي جيمس كلير نتناول اليوم الجزء الثاني من الكتاب، وفيه يشير الكاتب جيمس كلير إلى ظهور بعض المشكلات عند التركيز على الأهداف وإهمال الأنظمة وهي:

المشكلة الأولى: الرابحون والخاسرون لهم الأهداف عينها

يؤكد المؤلف في هذا الجزء اعتقادنا وافتراضنا الخاطئ الذي يقول إن الأهداف الطموحة هي التي أدت إلى نجاح الناجحين، ويشير إلى أن كثيرًا من الأشخاص في العالم لديهم تلك الأهداف الطموحة نفسها، لكنهم لم يستطيعوا النجاح. وبهذا نجد أنفسنا أمام حقيقة مفادها أن الأهداف لا تُحدث فرقًا أبدًا، فالأهداف موجودة على الدوام، وهي أشياء نظرية، وغير ملموسة، لكنها لا تؤدي إلى نتيجة، وإنما الأنظمة المتبعة هو جوهر تحقيق النتيجة.

المشكلة الثانية: تحقيق الهدف ليس إلا تغيير لحظي

استهل جيمس كلير هذه المشكلة بالغرفة التي تعمها الفوضى. فالهدف هو تنظيم وتنظيف تلك الغرفة. وقد استطعت فعل ذلك ببعض الإرادة القوية. لكن يرى جيمس كلير أن ذلك الهدف لحظي، فقد تعود لممارسة عاداتك المهملة مرة أخرى وستجد نفسك وسط فوضى أخرى "لأنك تعالج العرَض ولا تعالج المرض". إن تحقيق الهدف يغير حياتك لحظيًّا، فما أنت بحاجة إلى تغييره حقًّا هو النظام الذي يسبب النتائج. أصلح المدخلات وستنصلح المخرجات من تلقاء نفسها.

المشكلة الثالثة: الأهداف تحد من سعادتك

يرى جيمس كلير في هذه المشكلة أن ربط سعادتك بتحقيق هدف معين هو قتل ودفن لسعادتك، ولن تكون راضيًا عن نفسك حتى تحقق ذلك الهدف. فمثلًا لو قلت لنفسك إنك بمجرد اكتساب عضلات أكبر ستكون سعيدًا، فهنا قد جعلت سعادتك مرهونة بالهدف الذي وضعته، ولن ترى سعادتك حتى تحقق ذلك الهدف. مشيرًا إلى أنك يجب عدم الاقتصار ووضع حدود على سعادتك في سيناريو واحد، في حين توجد مسارات كثيرة يمكنك أن تكون سعيدًا فيها.

المشكلة الرابعة: الأهداف تتعارض مع التقدم طويل الأمد

يشير جيمس كلير أن العقلية التي تؤمن بالأهداف أمدها محدود، لأن التركيز على الأهداف يجعل الشخص يفقد الحافز عند تحقيقه لذلك الهدف؛ ما يجعله يعود إلى عاداته القديمة، وهذا ما يتعارض مع التغيير الذي نريده. أضاف أن هدفك من لعب المباراة هو الفوز بها، أما النظام فهو الأساليب، الوسائل والتقنيات التي تجعلك تفوز بها. فالتفكير طويل الأمد لا يعتمد على الأهداف، وإن التزامك "بالعملية " هو ما يحدد تقدمك.

نظام العادات الذرية

يرى جيمس كلير أن الصعوبات التي يواجهها الشخص في تغيير عاداته رهينة ومقترنة بالنظام المتبع. فالشخص لا يرتقي إلى مستوى أهدافه بل يهبط إلى مستوى أنظمته. فالتركيز على تحسين النظام هو الفكرة الجوهرية من الكتاب. العادات الذرية هي الوحدات البنائية للنتائج المذهلة، قد تبدو تلك العادات البسيطة غير مؤثرة لكن سرعان ما تتراكم وتعطي نتائج، بكونها تتسم بالقوة والصغر في الوقت نفسه.

الفصل الثاني: كيف تكوِّن العادات هويتك (والعكس بالعكس)

يطرح جيمس كلير في بداية فصله هذا سؤالًا يراودنا أحيانًا وهو مدى صعوبة بناء عادات حسنة ومدى سهولة تكرار العادات السيئة، حتى لو اكتسبت عادات حسنة فإنه من الصعب الاحتفاظ بها طويلًا، وقد وصفها بكونها عبئًا إذا مارستها أكثر من يومين، في حين أن العادات السيئة تترسخ مدة طويلة ولا تعدها عبئًا. إن تغيير العادات صعب لسببين وهما:

شعورنا بأن ما نريد تغييره هو الشيء الخطأ، وأيضا نحاول التغيير بالطريقة. فالسبب الأول قد أعطى له الكاتب ثلاث طبقات:

1- تغيير في النتائج: هذه الطبقة معنية بتغيير النتائج والأهداف، كالفوز بمنصب معين أو فقدان الوزن.

2- تغيير في العمليات: هذا المستوى يستهدف التغيير في أنظمتك المتبعة وعاداتك، كتنفيذ نظام جديد للتدريب.

3- تغيير في الهوية: هذا المستوى يتسم بالعمق وهو الأكثر فاعلية في التغيير؛ كونه يستهدف معتقداتك ونظرتك للأمور وكل أركان هويتك، فهو يغوص في أعماقك البشرية ويغير طباعك وأحكامك.

فالنتائج هي ما تحصل عليه، والعمليات هي ما تفعله، أما الهوية فهي ما تؤمن به. فالتغيير الحقيقي ينبعث من أعماق الفرد -أي هويته- وليس من الخارج -أي نتائجه- لذا فإنّ تغيير الفرد لهويته يعطيه عادات مستمرة ودائمة ويغير نظرته إلى نفسه ويُسقط أفكارًا ومفاهيم خاطئة ويولد أفكارًا جديدة وصحيحة. فالهوية القديمة يمكن أن تحبط خطط الشخص في التغيير، وأيضًا السلوك غير المتوافق لمعتقدات الذات وهويتها لن يدوم.

وقد قدم جيمس كلير قصة لتدعم موقفه هذا. وهي عن برايان كلارك رائد أعمال أمريكي كانت لديه عادة قضم الأظفار، فقد كان لا يستطيع منع نفسه من فعل تلك العادة، لكن في أحد الأيام عقد العزم على ألا يفعلها مجددًا، وقد تركها تنمو بمقدار بسيط، ثم حجز موعدًا مع مقلمة أظفار. وقد قالت له إن أظفارك صحية وجذابة؛ ما جعله فخورًا بأظفاره، فلم يقضمها مجددًا منذ ذلك الحين.

والعبرة هي أنه كلما كنت فخورًا بجزء ما من هويتك صرت مدفوعًا إلى ممارسة العادات المرتبطة بهذه الهوية. "فالتغيير السلوكي هو تغيير في الهوية"، وأيضًا أفعالك هي نتيجة لنوعية الشخص الذي أنت عليه.

يتبع...

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة