كان الهكسوس مجموعة من رعاة الشاة والإبل، نزحوا إلى مصر عن طريق سيناء واستقروا في منطقة شرق الدلتا، إلى أن تزايد عددهم جدًّا وأصبحوا قوة لا يُستهان بها. ففكروا في إنشاء دولة خاصة بهم وتكون عاصمتها ممفيس، التي تقع حاليًا في منطقة صان الحجر في محافظة الشرقية، وأخذ ملوكها لقب فرعون، حتى إن الأسرة الخامسة عشرة الفرعونية كلها من الهكسوس، وبعد أن وطدوا ملكهم أغاروا على باقي المدن المصرية.
اقرأ أيضًا ملخص 8 روايات رومانسية تستحق القراءة
رسالة من ملك الهكسوس إلى ملك طيبة وقيام الحرب بينهما
في يوم من الأيام قرر أبو فيس ملك الهكسوس أن يبعث أحد رجاله وهو القائد خيان برسالة إلى ملك طيبة الفرعون سكننرع. وعليه جهَّز خيان سفينة ضخمة تحمل كثيرًا من التجهيزات والمؤن، واتجه جنوبًا قاصدًا طيبة، وبعد وصوله رأى الجنود وأهل طيبة هذه السفينة الضخمة فذهب أحد الجنود ليسألهم: من أي البلاد أتيتم، وماذا تريدون؟
فرد عليه خيان: أتينا من ممفيس، وأنا رسول الملك أبوفيس فرعون الشمال والجنوب أيضًا!
فقال الجندي: من عند الرعاة؟!
فقال له خيان: أين أميركم؟ (يقصد الملك سكننرع)!
فأخذه الجندي وذهب إلى الملك، فأعطى خيان رسالة أبوفيس إلى سكننرع، وكان مضمون الرسالة: من أبوفيس ملك الشمال والجنوب إلى حاكم طيبة الأمير سكننرع:
أما بعد فإن أصوات أفراس النهر في بحيرة طيبة تضايقني هنا في بلادي، وعليك أن تجد طريقة لإسكاتها وإلا فعليك بتحمل العواقب.
فشعر الملك بالضيق وعرض الأمر على ولي عهده وابنه كاموس وقائد الجيش بيبي.
فقال له كاموس: نعلن الحرب عليهم يا مولاي.
وقال بيبي أيضًا: أنا مع الأمير كاموس يا مولاي.
فأعد بيبي جيشًا ضخمًا من أبناء طيبة، وخرج معهم الملك سكننرع لملاقاة الأعداء، وتركوا الأمير كاموس خلفهم في طيبة، ولكن فوجئ جيش طيبة بأن جيش الهكسوس يستخدم سلاحًا لم يعهده المصريون من قبل وهو العجلات الحربية التي تجرها الخيول، والتي بسببها انتصر الهكسوس على الجيش المصري وقُتل الملك سكننرع ومثَّل الأعداء بجثته.
ولما علم كاموس بالخبر حزن حزنًا شديدًا لهزيمة الجيش ومقتل والده ووقوع أراضي جديدة من صعيد مصر في يد الهكسوس. وبعد انتهاء مراسم الجنازة نُصِّب كاموس ملكًا، وتولى أخوه القائد أحمس منصب ولي العهد، وفي أثناء حكم كاموس استمر في النضال أيضًا ضد الهكسوس، ولكن مدة حكمه كانت قصيرة حتى وفاته.
اقرأ أيضًا 3 روائيين رومانسيين.. من هم وما أهم رواياتهم؟
أحمس وطرده الهكسوس من مصر
بعد وفاة الملك كاموس نُصِّب أخوه ولي العهد أحمس الأول ملكًا على طيبة، فاستحث أحمس الهمم، ودعا شعب طيبة إلى النضال والتوحد لطرد العدو الأكبر وهم الهكسوس من جنوب وشمال مصر، كما أرسل برسائل إلى ملك النوبة يدعوه لمعاونته في الكفاح ضد الأعداء.
وعلم أحمس أن سر قوة الهكسوس في العجلات الحربية، فاستدعى الصناع المهرة ودعاهم لصناعة العجلات الحربية التي تجرها الخيول، بل إنه طوَّرها، وكذلك صناعة المعدات والسفن الحديثة وكل ما يلزم لبناء جيش قوي. ولما رأى شعب طيبة إصرار ملكهم وقوة عزيمته، دعموه وانضموا طواعية إلى جيشه. وتحرك أحمس بجيشه الجرار نحو المدن التي يحتلها الهكسوس.
وطهَّر المدن بداية من صعيد مصر حتى وصل إلى ممفيس عاصمتهم، وهزمهم شرَّ هزيمة، إلى أن لاذوا جميعًا بالفرار إلى خارج مصر قادةً وجنودًا وكل من يتبعهم، فتعقبَّهم أحمس حتى طهَّر مصر من شرورهم. وعاد الملك إلى طيبة، وأصلح شؤونها وعمل على توفير سبل الراحة لشعبها العظيم وفاءً لما فعلوه معه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.