سنعرض بهذا المقال ملخص رواية قلب ضعيف/صاحب القلب الكسير، إذ تُعدُّ هذه الرواية من أعمال دوستويفسكي الأولى، وقد نُشرت عام ١٨٤٨م بالعدد الثاني من المجلة الأدبية (مذكرات من قلب الوطن).
ملخص رواية صاحب القلب الكسير
عشية العام الجديد عاد (فاسيلي شومكوف) إلى منزله حيث يقطن في شقة بالطابق الرابع مع رفيقه في العمل (اركادي إيفانوفيتش نفيديفيتش)، فاستيقظ الآخر من نومه، فرأى رفيقه في أبهى صورة، فذُهل وتساءل في قرارة نفسه: تُرى أين كان؟
كان (فاسنكا) {اسم تدليل لفاسيلي شومكوف} مترددًا في إخبار (اركاشا) {اسم تدليل لاركادي إيفانوفيتش} فيما يلوج بداخله، لكنه بعد إصرار (اركاشا) أفصح له بأنه يرغب في الزواج من (ليزافنا ميخائيلوفنا) فطار (اركاشا) من الفرحة مُعانقًا خليله (فاسنكا) ويلح عليه أن يكمل.
فأخبره (فاسنكا) أنها قد خُطبت قبل عام، وسافر خطيبها فجأة في مهمة عمل ولسوء حظها توقف عن الكتابة إليها فانقطعت أخباره عنها تمامًا، وبينما تنتظر أن يرسل لها مكتوبًا يخبرها عنه.
عاد من سفره متزوجًا دون أن يخطر بباله فيعتذر منها عن فعلته الحقيرة، فأخذ قلبي المولع بعشقها يواسيها ويطيب خاطرها كلما ترددت عليها فلم تستطع عاطفتي الجياشة كتمان حبي لها فصارحتها بذلك فأفصحت عن حبها لي، بيد أنها كانت متوجسة فقالت: لكني فتاة بائسة فقيرة...
فقاطعتها سائلًا: كيف سأخبر والدتكِ؟
فأجابتني أن نتريث قليلًا خشية أن ترفض، لكني لم أكترث، فذهبت اليوم لأمها العجوز وتحدثت معها أمام (ليزنكا) {اسم تدليل لليزافنا ميخائيلوفنا} فغمر قلبي بالفرح وحلقت روحي حين وافقت.
بينما كان (فاسنكا) منتشيًا سأله (اركاشا): ما المورد الذي ستعيش منه؟ فأجابه (فاسنكا): أمها نفسها لم تفكر في ذلك بعدما سردت لها كافة تفاصيل حياتي وأحوالي.
أتعلم يا (اركاشا) أن موردهم في العام خمسمائة روبل لها وأمها وشقيقها الصغير من معاش والدها المتوفى، أما أنا فأُعد من الرأسماليين مقارنة بهم، فدخلي يصل إلى سبعمائة روبل في العام، فقال له (اركاشا) تقصد ثلاثمائة فقط؟
فقال (فاسنكا) له: وماذا عن (يوليان ماستاكوفيتش) أنسيته؟
فقال له (اركاشا): إن عملك معه ليس مُستديمًا ولا يُقارن براتبك الثابت على الرغم أني أُكِنُّ لـ (ماستاكوفيتش) كل الحب والتقدير والاحترام كونه يحبك ويعطيك عملًا بأجر إضافي، وكيف لا، فالمرء لن يجد في كافة أرجاء مدينة (بطرسبورغ) أحدًا يُجاريك في جمال وحسن خطك وروعته في النسخ، لكن كيف سيكون الحال لو قرَّر - لا قدر الله - الاستعانة بأحدٍ آخر بدلًا منك؟
فأجابه (فاسنكا) بالطبع هذا أمر جائز، لكن لمَ يستغنِ عن خدماتي، فأنا أقوم بكل شيء بمنتهى الدقة، وهو إلى ذلك رجل طيب، فقد أعطاني اليوم خمسين روبل نظير خدماتي له.
قد يعجبك أيضًا رواية "صاحب الظل الطويل".. رواية مؤثرة
تهنئة العام الجديد
كان (ماستاكوفيتش) قد كلف (فاسنكا) بعملٍ جديد، فنصحه (اركاشا) بأن ينجزه في أسرع وقتٍ ممكن، فوعده (فاسنكا) بذلك قائلًا له: لا تقلق سأنكب على الأوراق حتى أفرغ من كتابتها؛ فلم يتبق إلا القليل.
فقال له (اركاشا): طالما لم يتبقَّ سوى القليل لمَ لا نذهب سويًّا وتعرِّفني على(ليزنكا)؟
فوافق (فاسنكا)، وقصد الصديقان حي (كولومنا). كان (اركاشا) يتعاطف كثيرًا مع (فاسنكا) بسبب قصوره الحركي؛ فقد وُلد بإعاقةٍ جسدية جعلته يسير بخطواتٍ غير متزنة بعض الشيء، واصل الصديقان السير حتى وصلا إلى شارع (فوزنيسينكي)، وبالتحديد متجر السيدة الفرنسية «مدام» (ليرو) لشراء قبعة كهدية لـ (ليزنكا).
ومن ثم اتجهوا لمنزلها، فعرفها على خليله (اركاشا) الذي كان يبدو عليه الارتباك لافتقاره الثقة بالنفس في التعامل مع النساء، وما أن جلسا أومأت العجوز لـ (فاسنكا) ليتبعها لتريه خلسة الهدية غير المكتملة التي تعدها (ليزنكا) له بمناسبة العام الجديد، ألا وهي محفظة نقود مطرزة بالخرز والخيوط الذهبية.
في تلك الأثناء كانت (ليزنكا) قد اجتذبت أطراف الحديث مع (اركاشا) سائلة إياه عن أحوال (فاسنكا).
عندما عادا إلى البيت انكب (فاسنكا) بسرعة على الأوراق ليكمل العمل المكلف به خوفًا من ألّا يستطيع تسليمه في الوقت المطلوب فبذلك يكون جاحدًا وناكرًا للجميل والعرفان، فبدا الرعب جليًّا عليه، حتى إن يديه صارت ترتجف، فنصحه (اركاشا) أن يأخذ قسطًا من الراحة، لكن (فاسنكا) لم يستمع إليه، وأخذ يكمل ما بدأه.
اقترح (اركاشا) على رفيقه أن يذهب غدًا للمكتب لتقديم التهنئة بالعام الجديد بدلًا منه ، فرفض (فاسنكا) قائلًا له سأذهب أنا بنفسي وأوقِّع على عبارات التهاني والتبريكات بمناسبة العام الجديد، فأنا أخشى أن يلاحظ (ماستاكوفيتش) توقيعي مختلف ومن ثم سأعود لإكمال الكتابة.
في اليوم التالي أرسلت (ليزنكا) أخاها (بيتنكا) حاملًا معه رسالة مع خصلةٍ من شعرها لـ (فاسنكا) ودعوة لتناول طعام الغداء معهم في الغد ففتحت له الخادمة (مافرا) الباب وأدخلته.
قد يعجبك أيضًا ماركيز يعلمنا.. الحب باق في زمن الخوف والقهر والأوبئة
إلى المشفى
ألحَّ (اركاشا) مرة أخرى على (فاسنكا) أن يذهب بدلًا عنه لتقديم التهاني ومن ثم يذهب لتلبية دعوة الغداء وليبقى هو ليكمل عمله، فأبدى (فاسنكا) موافقته، عندما ذهب (اركاشا) ليوقِّع في صفحة التهاني رأى توقيع (فاسنكا) فاندهش لذلك وعندما غادر بيت (ليزنكا) بعد أن أنهى طعام الغداء اصطدم على ضفاف نهر (نيفا) بصاحبه المضطرب (فاسنكا) فسأله: إلى أين أنت ذاهب يا (فاسنكا)؟
فأجابه: لقد كنت أتجول فحسب، هيا لنعد إلى البيت لكي أنام ثم أكمل عملي بالصباح الباكر.
في صباح اليوم التالي جاء أحد معارف (اركاشا) فاصطحبه بجولةٍ في المدينة وعندما عاد لم يجد (فاسنكا) فسأل (مافرا): أين ذهب؟
فأجابته أنه لم ينم وخرج في نزهة، فأخذ (اركاشا) يفكر: أين يمكن أن يكون؟
لا بد أنه ذهب لبيت (ليزنكا)، آه يا عزيزي (فاسنكا) لو أعرف ما يجول في خاطرك وما سبب توترك واضطرابك.
في تلك اللحظة عاد (فاسنكا) مُرتجفًا شاحب الوجه، فأصر (اركاشا) عليه أن يخبره عما يختلج به صدره، عله يجد له حلًّا فيرحمه من ذلك العذاب، فأخبره (فاسنكا) أنه لم يُنهِ حتى الآن سوى كتابة ربع ما طُلِبَ منه.
فقال له (اركاشا): لا عليك، سأذهب لـ(ماستاكوفيتش) وأشرح له كل شيء وأطلب منه أن يُمهلك يومًا آخر، فرد عليه (فاسنكا): لا تذهب، سأذهب أنا وأخبره.
وحينما فرغ من كلامه وقع مغشيًّا عليه، ولما أفاق أوعز إليه (اركاشا) بأن يأخذ قسطًا من الراحة وينام، لكن (فاسنكا) عانده وراح يكتب، فنام (اركاشا) وقرر عندما يستيقظ أن يذهب ليخبر (ماستاكوفيتش).
لكنه عندما استيقظ من نومه وجد (فاسنكا) ما زال يكتب بريشة خلت من الحبر، فأخذ الريشة من يده وحمله ووضعه على فراشه لينام ثم سأله: أخبرني ماذا بك؟ فأجابه (فاسنكا) وهو يهذي: لقد طلبوني للجندية، لماذا؟! ماذا فعلت أنا؟!
قد يعجبك أيضًا رواية ابتسم فأنت ميت.. رواية مصرية
خصلة الوداع
على الفور ذهب (اركاشا) ليحضر له طبيب لكنه لم يفلح في ذلك، فقد اعتذر الطبيب عن عدم الحضور لانشغاله، ونصحه أن يأخذه إلى المشفى، وعندما رجع (اركاشا) إلى البيت لم يجده، فذهب لبيت (ليزنكا) عله يجده هناك لكنه لم يجده فذهب لمكتب (ماستاكوفيتش).
وما أن وصل حتى أخذ العاملون يسألونه: ماذا حل بـ(فاسنكا)؟ لا بد أنه أُصيب بالجنون، إنه يظن أنهم سيجندونه لإهماله في العمل المكلف به، فلم يعرهم اهتمامًا ودخل مكتب صاحب السعادة (ماستاكوفيتش) بعد أن علم أن (فاسنكا) بالداخل فرآه مفزوعًا شاحب الوجه.
فسأله صاحب المعالي (ماستاكوفيتش): ماذا حل به؟ فأجابه (اركاشا): بسبب العرفان بالجميل، وأخذ يفسر له ما حدث بالتفصيل، فاندهش (ماستاكوفيتش) وبدا الأمر غريبًا بعض الشيء وقال: إن العمل الذي أوكلته إليه لم يكن مُهمًّا على الإطلاق.
جاءت عربة لتنقله إلى المشفى وأعطى (فاسنكا) ورقة مطوية لـ (اركاشا) والدموع تنهمر من عينيهما لما وصل إليه حاله، ففتح (اركاشا) الورقة ليجد بها خصلة من شعر (ليزنكا) وبعدها توجه لحي (كولومنا) ليخبر (ليزنكا) بما حدث، وفي طريقه للبيت طرأ بباله أن يستأجر شقة جديدة بعدما أصبح البيت عابسًا خاليًا من رفيق دربه (فاسنكا).
بعد عامين شاهد (ليزنكا) وأمها تقف من خلفها حاملة رضيع ابنتها بعد أن تزوجت، فألقى عليها التحية وتبادلا أطراف الحديث وقالت له: إن زوجها رجل طيب يحبها وأنها سعيدة بذلك. وفجأة امتلأت عيناها بالدموع وأدارت رأسها لتخفي حزنها.
تنويه: إن ما قرأتموه يعرض فقط بعض ملامح الرواية ولا يغني عن قراءتها.
إذا حاز ما كتبناه إعجابكم لا تنسوا الاشتراك حتى يتسنى لكم قراءة كل جديد.
ملخصات روايات قد تعجبك
وعلى منصة جوك يمكنك الاطلاع عزيزي القارئ على ملخصات كتب وملخصات روايات قد توفر عليك الوقت في قراءة الرواية كاملة، مثل: ملخص رواية "دون كيشوت".. للكاتب الإسباني ميغيل دي ثربانتس.
وملخص رواية "الحب المحرر".. روايات رومانسية.
و ملخص رواية "في قلبي أنثى عبرية" لخولة حمدي.. روايات رومانسية
وفي الختام، نتمنى أن تكون قد استفدت عزيزي القارئ من هذا المقال الذي قدمنا فيه ملخص رواية صاحب القلب الكسير، وإلى لقاء آخر وملخص رواية أخرى على منصة جوك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.