تدور أحداث رواية الأرض في إحدى قرى محافظة المنوفية بمصر، ووقعت أحداثها في ثلاثينيات القرن الماضي، ومن المعلوم أن هذه الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي اشترك في بطولته كل من محمود المليجي ويحيى شاهين ونجوى إبراهيم وآخرين، وأخرجه يوسف شاهين.
تبدأ أحداث الرواية عندما صدرت الأوامر بتقليل عدد أيام إرواء الأراضي من 10 أيام إلى 5 أيام فقط، وتكون مناصفة بين فلاحي القرية جميعًا ومحمود بيه مفتش الإرواء، ما أدى لشعور أهل القرية بالظلم البيِّن والإجحاف، فانتفضوا جميعا وذهبوا إلى محمد أبو سويلم ليخبرهم ماذا يفعلون؟ وكيف سيواجهون هذا الأمر؟ لأنه لو نُفذ هذا الفرمان، ستجف الأرض ويموت الزرع، ولن يستطيعوا إطعام أطفالهم.
فاجتمع بهم محمد أبو سويلم صاحب الرأي السديد في مقهى القرية، وفي نهاية الجلسة أشار عليهم أبو سويلم بحسه الثائر بضرورة التحرك فورًا لهدم الحاجز الذي يحول بينهم وبين تدفق المياه إلى أراضيهم، وعلى الفور انتفض عبد الهادي ومعه شباب القرية سريعًا وهدموا الحاجز عنوة وتدفقت المياه لأراضيهم، وعمت الفرحة جميع أهل القرية.
وعلى الفور أبلغ عمدة القرية السلطات بما فعله فلاحو القرية، وعلى الفور أتت السلطات وألقت القبض على كل من تجرأ بارتكاب تلك الفعلة.
وهنا حضر إلى القرية الشيخ حسونة لقضاء إجازته، وهو صديق محمد أبو سويلم وشاركا معًا في ثورة 1919م، والشيخ حسونة كان قد أكمل تعليمه بالأزهر، وعمل مدرسًا، ولأن له مواقف سابقة في النضال الوطني فقد نقل إلى منطقة بعيدة عقابًا له، ويأتي كل عام فقط لقضاء الإجازة بين أهل بلدته، وفي أثناء وجوده هذه المرة فقد عاصر الأحداث الجارية في القرية، وحينها ظهر اقتراح بتقديم شكوى للسلطات يوقع عليها جميع أبناء القرية ومعهم محمود بيه لعودة أيام إرواء الأراضي لسابق عهدها، ولأن غالب أهل القرية أميون لا يعرفون القراءة والكتابة، فكان لكل رجل ختمه الخاص الذي يوقع به على الأوراق.
وجمعوا الأختام والشكوى وأرسلوها لمحمود بيه ليوقع معهم ويقدم الشكوى بدلًا عنهم، إلا أن الرجل استغل الأختام وقدم طلبًا إلى السلطات لشق طريق يصل بين قصره الخاص والطريق العمومي، وكأن أهل القرية هم من قدموا الطلب، وهم لا يعلمون شيئًا، ولأنه من أصحاب النفوذ فقد وافقت السلطات سريعًا على إنشاء الطريق.
وفي يوم من الأيام فوجئ أهل القرية بإنشاء طريق جديد يبدأ من قصر محمود بيه وينتهي عند الطريق العمومي.
ووضع المختصون الزوايا الحديد لتبين مسار الطريق الجديد، ويخترق هذا الطريق أرض محمد أبو سويلم وآخرين، فشعر الرجل بحزن شديد وأحس بضياع الأرض منه لأن الأرض هي محور حياة أي فلاح، ومصدر رزقه، لذا تضامن الأهالي معًا ونزعوا زوايا الحديد وألقوها في الترعة، ظنًّا منهم أنه بذلك ستتوقف الحكومة عن تنفيذ الطريق.
وهنا ظهرت محاولات أخرى من الشيخ حسونة للتوسط عند السلطات ومحمود بيه لإثنائهم عن تنفيذ الطريق، ولكن محاولته فشلت، بل ووعده محمود بيه أن مسار الطريق سيبتعد عن أرضه، وبعدها اختفى الشيخ حسونة، وهنا بدأ محمد أبو سويلم يشعر بخيبة الأمل وربما بخيانة أعز صديق له وهو الشيخ حسونة، وكذلك من أهل قريته لضعفهم وهوانهم، وبدأ يتسرب إلى نفسه فقدان الأمل في الحفاظ على الأرض.
ولكن فلاحي القرية فكروا بطريقة أخرى وهي أنهم إن لم يستطيعوا إنقاذ أرضهم من هذا الطريق اللعين فيمكنهم في الأقل جمع المحصول قبل مجيء المسؤولين وأخذ الأرض منهم بالقوة لإنشاء الطريق، وعلى الفور بدؤوا في ذلك، ولكن محمود بيه أجرى اتصالات بالمسؤولين عن إنشاء الطريق فأرسلت الحكومة فرق الهجانة وهي قوات تابعة للشرطة للسيطرة على التمرد الموجود بالقرية كما أبلغهم محمود بيه، ولكن فرق الهجانة تعاطفت مع الأهالي في نهاية الأمر وشعرت أنهم مظلومون فقررت الانسحاب من القرية.
وحينئذ حضر مأمور المركز أو مدير الشرطة ومعه القوات، وعندما رأى الأهالي متجمهرين لحماية أرضهم، ولأن محمد أبو سويلم هو رمز الثَّبات أمام أهل القرية جميعًا، فقد فكر في كسر شوكتهم، لذا فقد أمر مدير الشرطة وهو راكب على فرسه بتقييد أبو سويلم من قدميه وربطه بحبل طويل في الفرس، وضرب الفرس للسير بأقصى سرعة أمام الناس.
ولكن أبو سويلم تشبث بأشجار القطن، وهنا دب الخوف في قلوب الناس ولم يحركوا ساكنًا، وعن موقف أبو سويلم يرمز الكاتب إلى أنه استمر يدافع عن أرضه حتى وهو مقيد بالحبال.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.