بطلة روايتنا دلال، فتاة ثرية شربت منذ نعومة أظفارها حليبًا في كأس من ذهب، لا لتكون ثرية، لكن لتعيش طوال حياتها تجهل أن الثراء الحقيقي يكمن داخل الإنسان لا بين يديه...
اقرأ أيضًا ملخص كتاب جنون المستديرة .. اقتباسات من الكتاب وأشياء لن تصدقها عن كرة القدم
حول الرواية
تبدو دلال لمن يراها فتاة قوية مغرورة، لكنها من الداخل هشة جدًا، تكتم مشاعرها وألمها، تتجرع همها، وتحبس دموعها في وجه والدها المتحكم بها، هي عاطفية جدًا، تهوى الكتابة والأدب، ولأنها الوريثة الوحيدة لوالدها تراه يجبرها على أن تكون مديرة أعماله لا كاتبة، ولا يريد لها أن تتزوج.
تروي لنا أم دلال مأساتها من طفولتها حتى مشيبها، وما عانته المرأة من ظلم وتهشيم لحقوقها، فقد كانت تُهان وتُجرح وتُكسر ولا تجد صدرًا حنونًا يؤويها، ويدًا تربت على كتفها بكلمة عطف صادقة، كانت تعيش في مجتمعٍ يعمه الجهل، في مجتمع تحارب فيه لتعيش سليمًا معافًى من العقد النفسية والخوف والبدع والعادات البالية.
رواية بنفحة نثرية تأخذك أسيرًا لعذوبة كلماتها وانسياب حروفها بين السطور، تارةً تقف مشدوهًا تتأمل جمال الكلام، وتارةً تبكي لقسوة بعض النصوص.
كانت بعض الفقرات المستفزة تصور المرأة كائنًا ضعيفًا هشًا، وتدعي أن هذا الضعف خُلق في تكوينها مع أنه في كثير من الفقرات الأخرى أكدت الكاتبة على قوة المرأة وأهمية دورها في المجتمع، فبدت لي الرواية تحمل كثيرًا من التناقض والتردد، نلمحه بين سطورها: «كانت تظن نفسها قوية، حتى أقوى من صفعات القدر لكنها امرأة، والضعف فيها ليس دخيلًا أو ضيفًا عابرًا، هو ميزة ولدت بها وكبرت معها واستقرت في شخصها كما يستقر القلب بين الضلوع».
اقرأ أيضًا ملخص كتاب "نهاية عصر الخصوصية ".. لماذا لا يمتلك المجرمون حسابات على فيسبوك ؟
اقتباسات من الكتاب
- «هل تشيخ أحاسيسنا كما تشيخ وجوهنا.
- «أحيانًا تأخذ الأجمل لتعطينا الأبشع، في وقت يظن الآخرون من حولنا أننا سعداء، يا ليتهم يدركون أن المال لا يشتري قطعة من الإحساس، ولا يصنع الروح، ولا يعيد الأنفاس».
- «فهمت متأخرة أننا نبكي بعينين ونضحك بفم واحد كيلا تنتصر ابتساماتنا على أشجاننا، وتنهزم كما تنهزم الأشجار أمام الإعصار».
- «أحيانًا نخطئ في تقديرنا للمشاعر، نظن بها ضعفًا في عز قوتها، ونجهل الكثير عن سطوتها ونفوذها في أوج لحظات وهنها، لربما تنقصنا البصيرة، ولربما هنالك بين الأسطر في كتاب حياتنا أحرف أخرى وجمل ثانية تأبى الظهور ولو بمجهر دقيق للحدس لا لشيء سوى لأنها لم تدخل قبلًا في مواجهة صريحة مع ما نسميه الشجاعة، لم نمنح فرصة دخول امتحان الشخصية كي نعرف من نحن، جبناء أم أقوياء؟»
- «حيال الموت نصبح آخرين، أكثر رعبًا من أي وقت مضى، كأنما الخوف صفحة من كتاب الحياة مرفوضة بداخلنا، مرسوم عليها ألمنا المكتوب والمختوم بشمع الأقدار، لا شيء يضاهي أفراحنا وقت الانكسار وكل أملاكنا وعملاتنا الصعبة وصفقاتنا الرابحة تصبح من أخف من وزن السراب».
- «نعم هناك أشخاص في حياتنا لا نعرف قيمتهم إلا عندما يغادرون، يتركون وراءهم عطرًا جميلًا وهم يرحلون، يحدثون تجويفًا عميقًا بأرض الذاكرة، لا تملؤه أتربة الدنيا وجبالها وسهولها وهضابها».
- «لا السماء ترضى بخفتي، ولا الأرض تقبل صحبتي».
- «الجرح فينا أصيل الروح وعميق عمق القروح».
- «أحيانًا ونحن نهرب من الماضي نجد أنفسنا وجهًا لوجهه معه، نسترجع أيامه بتفاصيلها المرة والحلوة، ونذرف من أجله دموعًا كان من الأجدر بنا لو احتفظنا بها للحظات في المستقبل».
- «كم هو مؤلم أن يصبح الشخص نفسه الذي كان مصدر أمنك وسلامك مصدر خوفك من آلامك، وتغدو هاربًا منه إلى الدنيا بعدما كنت تفر منها إليه».
أغسطس 1, 2023, 5:55 م
جميل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.