انطلق الكاتب في الفصل العاشر من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" إلى الحديث عن الطرق التي يتم بها كسب النقاط الإيجابية في علاقتنا بشريكنا، والمقصود بكسب النقاط تحقيق الرضا والقبول في العلاقة، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الحياة اليومية ومتطلبات الحياة.
وقد أوضح الكاتب في فصول سابقة كم العطاء والبذل الذي يبذله الطرفان في سبيل إرضاء الآخر.
وما يميز هذا الفصل أنه ألقى الضوء على أن القيام بالأشياء الصغيرة يعطي مفعولًا أسرع وأكبر من القيام بالأشياء الكبيرة والأساسية، وأن الاهتمام بتفاصيل الأمور يدعم العلاقة بين الطرفين ويزيد من الحب والمودة بينهما.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل التاسع من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
إحراز النقاط مع الجنس الآخر
بدأ الكاتب في الحديث عن مدى إدراك الرجل لفهم التقديم والعطاء. فهو يظن أنه كلما كانت الأشياء التي يقدمها كبيرة وذات أهمية، فإنه يحرز الرضا والحب لشريكته. ولكن هذا لا يكفي، وإدراكه هذا محدود للغاية. وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار أن المرأة لا تقيس الأشياء بكبرها أو صغرها. بما أنه يهتم بها وبتفاصيلها من تلقاء نفسه، فهو يخلق في داخلها أثرًا كبيرًا، ولا يهم حجم الشيء الذي يقدمه، ولو كان صغيرًا.
وقد قدم الكاتب عددًا من النصائح للرجل كي يزيد رضا المرأة أو يزيد نقاطه لديها: أيها الرجل، عليك أن تتمرن على الإنصات لها، وهذا تم إيضاحه في فصول سابقة. قدم لها الهدايا الصغيرة كالورد مثلًا أو اصنع لها طعامًا تحبه، فهذا يشعرها بالسعادة. امدحها بتسريحة شعرها وبلباسها، ولو ارتدته للمرة المئة. تعاطف معها ومع مشاكلها، وعاملها كما لو أنك تعرفت عليها أول مرة... وغير ذلك من الأمور الصغيرة.
إن عمل الأشياء الصغيرة للمرأة يجعلها معطاءة أكثر وتشعر بالرعاية التي تحتاج إليها. بمقابل ذلك، يتخلص الرجل من استيائه ويشعر بأنه قوي وفعال وذو أهمية عند شريكته.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل الثامن من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
دور المرأة في تعزيز العلاقة
وأوضح الكاتب بصدد ذلك أنه يجب على المرأة أن تقدر ما يقدمه شريكها لها. وبما أن الرجل يختلف في العطاء عن المرأة ويقدم القليل في علاقاته، عليها أن تقدم له التشجيع والدعم والتقدير. وهذا يؤدي إلى شعوره بالثقة ويبذل المزيد بكل ما يملكه من أجل إسعادها.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل السابع من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
أسباب توقف الرجال عن العطاء
وقد أدرجت الأسباب التي تجعل الرجال يتوقفون عن العطاء، ومن هذه الأسباب:
-
إن الرجال غير محفزين آليًا للقيام بالأشياء الصغيرة، وذلك كون تركيزهم ينصب على الأشياء الكبيرة كالعمل أو الدخول في مشروع معين ذي ربح عالٍ. وحسب ظنهم، فإن ذلك يحرز الرضا لشركائهم، وأن العطاء القليل بالنسبة إليهم له مدى محدد، كونهم أعطوا الشيء الكبير، كتحقيق دخل مادي عالٍ. وقد أعطى الكاتب نصيحة للمرأة ألّا تأخذ الأمر على نحو شخصي حينما يكون عطاؤه لها قليلًا. فقط عليها أن تقدم له الدعم والتشجيع والتقدير كي يدرك أن الأشياء الصغيرة لها أهمية من وجهة نظرها. وهو في هذه الحالة سيستمر في العطاء.
-
إن الرجال يتوقفون عن العطاء بشكل طبيعي، ولا يتم تحفيزهم إلا بواسطة إشارات تخبرهم بها شريكاتهم متى وكيف يعطون أكثر. وهنا، يتوقف دور المرأة حينما تشعر أنها تعطي أكثر وتتلقى أقل، فتحفز شريكها بالتشجيع والتقدير بما يقدمه لها. كما يجب أن تكون لهجتها لطيفة في طلب دعمه، وهو تلقائيًّا سيهتم بالأشياء الصغيرة ويقدم أكثر مما تتخيله.
-
إن الرجل بطبيعته يحب أن تكون شريكته راضية وقنوعة بما يقدمه لها. وكلمة "نعم" بالنسبة له علامة على الرضا والقبول والاكتفاء. ولكن ليس دائمًا كلمة "نعم" تعني الموافقة على ما يريده الرجل. عليها في هذه الحالة أن تختار أسلوبًا لطيفًا ومحترمًا في عدم موافقتها على شيء ما، لأن اختلاف طريقة الكلام والطلب يؤثر في عطاء الرجل. وعليها قول ذلك بلطف لتصبح أكثر تقبلًا واستماعًا من طرفه.
-
إن ما يميز الرجل عن المرأة، أنه يعطي نقاطًا جزائية تجاه شريكته، سواء أكانت نقاطًا إيجابية أو سلبية. والنقاط السلبية أشد تدميرًا للعلاقات، حيث يتوقف الرجل عن العطاء على نحو جزئي أو كامل. فعندما تخطئ المرأة تجاه شريكها، يكون عقابها بنقاط جزائية، ولا سيما عندما يشعر بالألم أو أنه مجروح. تصبح ردة فعله سلبية، وينسحب إلى كهفه، ويصبح أقل عطاءً وأقل حبًا لها. حتى يتم تخفيف الضغط عليه، يجب أن يتذكر اللحظات الجميلة وكل ما قدمته له شريكته، وهذا يساعد على التخفيف من وضع النقاط الجزائية السلبية.
ومن هنا...
على الرجل أن يحدد سلوكيات الحب التي يجب عليه اتباعها مع شريكته، وهذا يضمن بدرجة كبيرة رضاها وإشباع حاجاتها، فإن الاهتمام بالأشياء الصغيرة له تأثير كبير.
وعلى المرأة أن تحدد اتجاهات ومشاعر الحب، فإن إشباع حاجات الرجل من الاهتمام والتقدير والتشجيع سيكون أكثر عطاءً وتقبلًا من قبله.
ولا ننسى أن الشعور المتبادل المبني على الاحترام له دور كبير في البذل والعطاء. وعلينا دائمًا أن نتذكر أننا مختلفون في الحاجات والأفكار والتعبير عن مشاعرنا. إن تذكُّر هذا الاختلاف يسهم بدرجة كبيرة في معرفة واجباتنا وحقوقنا تجاه شريكنا وتجاه أنفسنا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.