لقد استحوذ هذا الفصل من الكتاب على الحديث عن الرجال فقط، في الجانب الأكبر منه، حيث إن أي علاقة تبدأ بدورة طبيعية، كالحب الذي يبدأ بالشغف واللهفة والاهتمام، ورؤية من نحب ملاكًا من الجنة يصبح كل شيء جميلًا.
ومع مرور الأيام، يبدأ كل شيء يختلف من حيث المشاعر والاندفاع، لا يبقى الحب كما هو، وإنما تبقى المودة والعشرة والرحمة بين الرجل والمرأة.
اقرأ أيضًا ملخص الفصل الخامس من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"
الرجال مثل الأحزمة المطاطية
وعند هذه النقطة جاء عنوان الفصل "الرجال مثل الأحزمة المطاطية"
ابتدأ الكاتب بالحديث عن دورة الحب الذكرية. فعندما يشعر الرجل بالحب وبحاجته إلى الاهتمام، يكون في أقصى طاقته واندفاعه لاكتشاف الجديد.
فعلى الرغم من معرفته لكثير من النساء في علاقاته، ولكن في علاقته بشريكة حياته، التي يرغب فعلًا في إكمال حياته معها، يكون بالبداية مندفعًا بكل مشاعره وحبه تجاهها، يكون معها في كل الأوقات على مدار اليوم والساعات، سواء باتصاله بها أو إرسال رسالة لها، كل هذا يبدو ورديًا بالنسبة للمرأة؛ الاهتمام والحب، ما الذي تريده أكثر من ذلك؟
ولكن عندما يبدأ في الانسحاب فجأة، ويصمت ويتغير بدرجة كبيرة في طريقة تعامله معها، تبدأ هي بالذعر تجاه ما حدث له، دون أن تدري أنه يحتاج فعلًا إلى الانسحاب، ومنها جاء التشبيه بالحزام المطاطي.
فعلى قدر اقترابه يبتعد. عليها أن تستوعب أن ابتعاده عنها ليس كرهًا لها، ولكنه بحاجة إلى أن يشعر بأنه مستقل بذاته، ليس مسؤولًا سوى عن نفسه، ومهما طال انسحابه فسيعود أكثر قوة وأكثر عطاءً.
وأوضح الكاتب أن أكبر خطأ تقوم به المرأة وهو في هذه الحال أن تحاول إعادته إلى سابق عهده، أو تحاول أن تسأله عن حاله، عن مشاعره، لماذا تغير فجأة؟ لماذا يعاملها بهذه الطريقة الجافة والسلبية؟
كل هذه الأسئلة ستزيد حالته سوءًا. عليها أن تدرك أنه بحاجة إلى أن يكون بمفرده حتى يعود إليها كما تعرفه.
اقرأ أيضًا ملخص الفصل الرابع من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
كيف تتصرف المرأة؟
والذي تقوم به المرأة في حال انسحابه حينما يعود إليها، أنها تعاقبه بطريقتها، سواء كانت طريقة العقاب جسدية برفض الاقتراب منه ومنعه من الاقتراب منها، أو عاطفيًا بقول الكلمات الجارحة في حقه، أو عقليًا.
فتنظر إليه بنظرات ملؤها اللوم والعتاب، وربما ينطفئ حبه في داخلها فتشعره بالذنب، وهي في كل الأحوال لم تستوعب بعد كيف يتعايش الرجل مع نفسه.
إن تعاملها معه على هذا النحو يمكن أن يجعل العلاقة بينهما متوترة وغير مستقرة، وربما تنتهي بسبب عدم فهمها لما يمر به وتركه بمفرده، ولو حاولت الإصلاح في النهاية فإنها لن تعيده إلى سابق عهده. قد يعطيها فرصة ثانية، ولكن لا توجد فرص دائمًا.
على المرأة أن تحاول استيعاب شريكها حتى تكون حياتها معه مستقرة. ومهما ابتعد عنها، فإنه سيعود إليها في النهاية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.