إن القاعدة العامة تقول: "إذا أردت أن تأخذ يجب عليك أن تطلب"، حينما نتخذ هذه القاعدة مسارًا في حياتنا اليومية، فإننا نقع في مطبات عن كيفية الطلب. والنساء بوجه خاص تواجه صعوبة في الطلب، وبوجه خاص مع شريكها. إن آلية الطلب تتطلب كثيرًا من الفهم والتدبر، وإن طلب الحب والاهتمام والدعم في علاقتنا بالشريك يُعدُّ ضروريًّا لنجاح أي علاقة.
وقد ألقى الكاتب الضوء في هذا الفصل من الكتاب على كيفية طلب الدعم الذي نحتاج إليه حينما نكون أشخاصًا مرتبطين عاطفيًّا. إن العلاقات الاجتماعية بين الناس تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء، وكذلك الأمر في العلاقة بين أي شخصين. ليس شرطًا أن يكون الأخذ والعطاء ماديًّا؛ فالعطاء المعنوي له دور أساسي في استقرار العلاقة على الصعيد النفسي.
إن النساء بطبيعتهن يملن إلى العطاء حينما يكون الحب مشتعلًا ومتقدًا في داخلهن، وكلما كانت المرأة محبة أكثر، فإنها تكون أكثر عطاءً. وعلى هذا الأساس، تعتقد المرأة أن الحب يعني ألا يكون عليها أن تطلب أبدًا. وبذلك أوضح الكاتب صعوبة المرأة في طلب الدعم من شريكها، فهي تعتقد أنه، بما أنه يحبها، سيقدم لها الدعم دون أن تطلب منه ذلك، وأنه يعرف حاجاتها ويتوقعها تمامًا.
ولكن يجب على المرأة أن تدرك أن الرجال غير محفزين على تقديم الدعم من تلقاء أنفسهم؛ فهم بحاجة إلى أن يُطلب منهم ذلك. وإن طُلِبَ الدعم من الرجل بطريقة خاطئة، فإنه يؤدي إلى نفوره.
وحسب اعتقاد الرجل، فإن المرأة إذا لم تطلب الدعم، فمعنى ذلك أنها حصلت على ما يكفيها مما يقدمه. وأن الطلب الذي فيه نوع من المطالبة يؤدي إلى استيائه ورفضه لمطالبها.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل الحادي عشر من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"
وأشار الكاتب إلى الطرق الصحيحة في طلب الدعم من الشريك، وبوجه خاص وُجِّهت هذه الطرق كنصائح للمرأة:
-
الطلب بأسلوب صحيح للأشياء التي تحصل عليها الآن:
إن طريقة الطلب لها دور في استجابة الرجل لها، فحين تكون نبرة الطلب مطالبة، ولو كانت بطريقة مهذبة، فكل ما يدور في ذهنه أنه لا يعطي بما يكفي، ويميل حينئذ إلى أن يعطي أقل. لأن إشعار الرجل بالتقدير على ما يقدمه وفعله سيؤدي تلقائيًّا إلى استجابة الطلب الذي طالبت به شريكته. والأهم من كل ذلك أن تضع المرأة في ذهنها أن أسلوب الطلب يمثل 90% من إجابته.
-
التوقيت المناسب والموقف غير المطالب:
إن اختيار التوقيت المناسب عند الطلب له دور كبير في استجابته. فعندما يكون الرجل منهكًا أو داخل كهفه، لا يعطي ولا يأخذ. الطلب هنا سيكون غير ذي فائدة ويؤدي إلى استيائه، وعند استياء شريكته من عدم سماعه لها، ستشعر أن حاجاتها غير مقدرة. وهنا يكون الطلب وموقفها تعسفيًّا، مهما حاولت أن تختار الكلمات اللطيفة. فسيشعر الرجل بأنه غير مقدر ويرفض الطلب.
-
الإيجاز والأسلوب المباشر عند الطلب:
ما يجب أخذه بعين الاعتبار أن الإيجاز والأسلوب المباشر دون سرد قائمة بالأسباب يجعل الرجل أكثر ثقة بنفسه. إن الرجل لا يحتاج إلى السرد الطويل والشرح الكثير للوصول إلى ما يطلب منه تقديمه، وهو بذلك سيقدم الدعم كون المرأة واثقة بأنه سيستجيب لها. ويجب إدراك أن إعطاءه الثقة والقبول والتقدير سيجعله أكثر استجابة لها.
-
استعمال الكلمات الصحيحة:
حسب ما أوضحه الكاتب، فإن آلية الطلب لها دور في استجابته. فإن استعمال الكلمات له تأثير أيضًا، فاستخدام "هل تستطيع؟" أو "هل تقدر؟" تثير الرجل في طريقة استجابته للطلب، وتشعره بأنها لا تثق بقدراته. والأنسب من ذلك أن تستخدم "هل تفعل؟" أم "هل تفعل؟". إن إشعاره بقدرته على القيام بالأشياء له دور في شعوره بالتقدير والامتنان لما يقدمه، وهو بهذه الحالة سيستجيب دون استياء ويكون أكثر عطاءً.
-
تقبل المرأة رفض الرجل وقوله "لا":
إن عدم شعور الرجل بالتقدير المستمر لما يقوم به ويقدمه سيؤدي إلى عدم استجابة طلب الدعم. وعلى المرأة في هذه الحالة أن تقبل جوابه بالرفض ولا تستاء من ذلك، حيث إن تقوية قدراته على البذل عن طريق التشجيع والثقة لهما دور كبير في ذلك. ولا تنسى أن طريقة الطلب بلطف واحترام ستجعل الرجل أكثر تحفيزًا لقبول الطلب بكلمة "نعم"، ومن كل قلبه ما دام يشعر بالتقدير والامتنان.
-
الصمت بعد الطلب:
إن الصمت بعد الطلب له دور في قبوله، ولا سيما من طرف الرجل. وقد نصح الكاتب المرأة أن تتعلم الصمت بعد أن تطلب، ولو رأت شريكها مستاءً وعابسًا في وجهها ويتحدث مع نفسه بطريقة لا تسمعها، عليها أن تتريث. في هذه الحالة، فإن كلامه مع نفسه ودمدمته هما مقدمة لقبول طلبها، وإن المرور بهذه الحالة ليس بسببها. فهي طريقة كل الرجال. إن الإلحاح وإعادة الطلب مرارًا وتكرارًا سيجعله غاضبًا وغير قابل للعطاء، ولا حتى للسماع.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل العاشر من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
وفي الختام، أكد الكاتب على ضرورة وجود الاحترام والحب بين الطرفين، فلهما دور كبير في طلب الدعم. وإن على المرأة أن تفهم وتدرك تمامًا أن الرجل بحاجة إلى أن تطلب منه ما تحتاج إليه، ليس لأن الحب في قلبه قد انطفأ، ولكن هذه هي الطريقة التي يقدم بها الدعم. وإن تقديم التقدير والتفهم الذي يحتاج إليه سيسهم كثيرًا في البذل المقدم، ولو كان قليلًا. فالأشياء الصغيرة لها أثر كبير في العلاقة لتجعلها علاقة مثالية يشوبها السعادة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.