يعد التواصل وسيلة أساسية لتدعيم العلاقات، وتعد المجادلات هي الأكثر والأسرع تدميرًا لها؛ لأن سوء الفهم يؤدي إلى خلق كثير من المشكلات بين الآخرين، وتزداد المشكلات تعقيدًا حينما يكون الأشخاص مرتبطين برباط الزواج، وتصبح المشكلات أكثر صعوبة في وجود حل لها.
ومن هنا جاء عنوان الفصل "كيف نتفادى المجادلات؟"..
كيف نتفادى المجادلات؟
وقد أوضح الكاتب في هذا الفصل أهمية المجادلات التي تؤدي إلى إفشال العلاقات وإنهائها دون فهم الأسباب الجوهرية التي تؤدي إليها.
إن السر وراء تفادي المجادلات هو الاتصال الودي المملوء بالاحترام. وكما ذكر الكاتب في فصل سابق أن الاحترام هو أحد أصناف الحب الاثني عشر، وأن وجوده أساس أي علاقة، وأي علاقة قائمة على الاحترام هي علاقة ناجحة؛ لأن الاحترام يؤدي إلى مشكلات أقل وتفاهم أكبر بين الطرفين.
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل الأول من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" للكاتب: د. جون غراي
إن التساؤل الذي طرحه الكاتب بهذا الصدد:
لماذا المجادلات تؤلم الطرفين؟
إن السبب وراء الشعور بالألم والاكتئاب، هو عندما يبدأ أحد الطرفين في الحديث عن مشكلة ما سواء كانت مشكلة يومية أو شخصية، يتحول الحديث إلى مجادلة لا يمكن إيقافها، وبعدها يستفحل الأمر حول الطريقة التي بدأ بها الحديث، وهنا يختلف الرجل والمرأة.
فالطريقة التي تتكلم بها المرأة ونبرة صوتها في أثناء الحديث عن مشكلة تؤثر في طريقة استماع الرجل إليها، فإذا كانت نبرة صوتها حادة ولهجتها فيها نوع من التحدي للرجل، يتخذ موقفًا دفاعيًا وهجوميًا، فتتغير ملامحه من كونه لطيف اللهجة إلى رجل يدافع بأسلوبه عما يُتهم به، ويشعر هنا بالألم الذي لا تشعر به المرأة ويستمر في الجدال.
وعند هذه النقطة يصبح الاحترام بين الطرفين معدومًا، فهو يتجاهل مشاعرها وما تقصده، وهي تؤلمه بطريقة كلامها وصياغتها للعبارات.
اقرأ أيضًا: الفصل الثاني من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" للكاتب: د جون غراي
وقد ألقى الكاتب الضوء على 4 كلمات لتجنب الألم الذي ينجم عن المجادلات:
4 كلمات لتجنب الألم الذي ينجم عن المجادلات
1. القتال
ليس المقصود بالقتال بالمعنى الحرفي له، وإنما اتخاذ الموقف الهجومي والدفاعي، وهذا ما يتخذه الرجل في أثناء المجادلة، ويتحول الموقف إلى معركة مليئة باللوم والانتقاد وكثير من الغضب والصراخ. والدافع الداخلي هو إكراه الشريك على تقديم الدعم والحب، والإكراه في النهاية يؤدي إلى إضعاف الثقة في العلاقة.
2. الهروب
وليس الهروب كما هو معروف، ولكن المقصود هو الانسحاب إلى الأبد، وهذا ما يقوم به الرجل أيضًا، حينما تبدأ المرأة في الجدال يصمت وينسحب إلى داخل كهفه إلى الأبد، وهذا ما يجعل المرأة تشتعل غضبًا لأنه غير مهتم بما تقوله، ويُشعرها بأنه يكرهها ولا يحبها. هذا أشبه بحرب باردة مشتعلة، وتبقى المشكلات دون حل. إن هذا الأسلوب يؤدي إلى الحرمان من الحب ببطء، وهذا يؤدي على المدى الطويل إلى فقدان المشاعر العاطفية بين الطرفين.
3. التظاهر
وهنا يأتي دور المرأة في تجنب الألم عن طريق التظاهر بأن كل شيء يسير على ما يرام، حتى لا تؤذي مشاعر شريكها، ومع مرور الوقت يؤدي إلى لجم التعبير الطبيعي عن الحب.
4. التطويق
حينما تكون المجادلة بين الطرفين عبارات اللوم والانتقاد، فإن أحد الطرفين سيقبل هذا اللوم بكلمات: "حسنًا، كل هذا بسببي... اهدأ لا داعي لذلك"، وغير ذلك من العبارات. كل ذلك تجنبًا لإزعاج الشريك، ويؤدي ذلك على المدى الطويل إلى فقد الذات والثقة بالنفس.
وقد أشار الكاتب إلى أن الاستراتيجيات الأربع لا تنفع أبدًا من أجل تجنب المجادلة، حتى يتم تفاديها ينبغي أن يوجد مزيد من التفاهم والاحترام بين الطرفين.
اقرأ أيضًا: الفصل الثالث من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
وتم صياغة السؤال تكملة لهذه الكلمات:
ما الأسباب وراء المجادلات؟
وكان الجواب باختصار أن عدم إشباع الحاجات العاطفية الأساسية في العلاقة وفي مقدمتها الحب الذي يقدمه كل طرف للآخر، يؤدي إلى الألم العاطفي، سواء للرجل أو المرأة، فحين يشعر الرجل بأنه محروم من الحب سيصبح دفاعيًا وهجوميًا، وهذا هو أسلوبه للدفاع عن نفسه، حينما يشعر أنه متهم وملوم.
إن إشباع حاجات الرجل الأولية سيؤدي إلى التخفيف من المجادلات المؤلمة، وسيكون أكثر استماعًا وإنصاتًا لشريكته، ويكون أكثر احترامًا لمشاعرها ومصادقًا عليها أيضًا.
ويمكن إجمال الأسباب الخفية وراء جدال الرجل في أن شريكته لا تثق به، وتلومه على تعاستها، وتخبره بما يجب فعله وما لا يجب فعله، وتتوقع أنه قادر على قراءة أفكارها، وتقدم له النصح دون أن يطلب، لا تفهم ما الذي يرمي إليه، وغير ذلك من الأسباب.
أما أسباب جدال المرأة فإن شريكها لا يسمعها، ولا يعطي مشاعرها أهمية، ولا يصادق عليها أيضًا عندما يأخذ موقف الاستعلاء عليها، ولا ينصت إليها، ويقدم لها حلولًا ليست بحاجة لها، وغيرها كثير.
وأوضح الكاتب مختلف الأسباب التي تؤدي إلى نشوب الجدال بين الطرفين وتحوله إلى ساحة حرب، فيُشهر كل منهما أسلحته للآخر، وتؤدي إلى تزعزع أساس العلاقة، فغضب الرجل وكلامه الجارح والمرأة بنبرة صوتها ولهجتها تؤدي إلى نشوء مشكلات لا أساس لها.
وقد قدم الكاتب كثيرًا من النصائح لكل من الرجل والمرأة..
اقرأ أيضًا: ملخص الفصل الثامن من كتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»
نصائح للرجل والمرأة
1. على الرجل أن يستوعب وينصت جيدًا لما تقصده شريكته، ولا يأخذ الأمر على أنه شخصي وأنه هو المتهم والملوم. حتى تهدأ المجادلة معها عليه أن يأخذ نفسًا عميقًا وينسحب مؤقتًا ويعود ليتكلم معها بهدوء وتفهم بإيضاح وجهة نظره دون أن يصرخ في وجهها.
2. على المرأة أن تتعلم الصبر في ضبط لسانها ونبرة صوتها، وعليها أن تكون أكثر لطفًا حينما تحدثه بأمر ما، حتى لا يشعر بأنه المتهم بكل شيء أصابها، ويشعر بقلة الثقة من طرفها.
3. على كلا الطرفين أن يتعلما كيف يحترمان بعضهما بعضًا، فعدم وجود الاحترام بينهما يؤدي إلى تشوه العلاقة، وتصبح المشكلات شخصية بينهما، وتتفاقم إلى إنهاء العلاقة ولو كانت قائمة على الحب.
4. إن تقديم الدعم في كل الأوقات، ولا سيما في المجادلات والمشكلات اليومية، يؤدي إلى القدرة على تجاوز الأوقات الصعبة بكل سهولة سواء كانت مرضًا أو فقرًا أو موتًا.
5 . إن تخفيف التوتر في أثناء المجادلات يكون بانتقاء العبارات المعدة سابقًا والمتفق عليها بين الطرفين، كلما كانت العبارات قليلة وصحيحة ومفهومة وواضحة ومليئة بالاحترام والمصادقة يؤدي ذلك إلى عدم تصعيد المجادلات.
6. وأخيرًا، إن فهم ما يحتاج إليه شريكنا وما نعطيه إياه يؤدي إلى تلافي المجادلات على نحو كبير.
واقع فعلا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.