يجهل كثير منا كيفية التعايش مع الحياة اليومية، وبالذات حينما يكون الرجل والمرأة قد دخلا حياة جديدة، وأصبحا تحت سقف واحد.
بالبداية تكون الحياة وردية وممتلئة بالحب والمشاعر التي يُعتقد أنها نار متقدة لن تنطفئ أبدًا مع مرور الأيام، ويبدأ الروتين اليومي وأشغال الحياة وضغوطاتها، وتبدأ المشكلات والاستياء، سواء من طرف المرأة أو الرجل، منها ما يتعلق بالحاجات بين الطرفين، ومنها ما يتعلق بالأمور الحياتية والضرورية.
ومن عنوان هذا الكتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" فمعنى ذلك أنهما مختلفان كليًّا، وهذا الذي ينساه الشريكان، فيعتقد الرجل أن المرأة التي يحبها تشبهه، والمرأة كذلك الأمر تعتقد أن شريك عمرها الذي أحبته يشبهها، ويصطدمان في النهاية في جدار الاختلاف الذي تبدأ به المشكلات وتغير المشاعر بينهما.
إن الاعتماد على أساس التشابه بين الشريكين لبناء علاقة مستمرة على مدى الأيام والسنين لا يُعد أساسًا متينًا وسليمًا؛ فهو أساس مهدد بالسقوط والانهيار وإنهاء العلاقة لأتفه الأسباب، سواء لمشكلة صغيرة أو حتى مشكلة كبيرة، والوصول لطريق مسدود لا يمكن حل المشكلات فيه أبدًا.
لذا يجب الانتباه لنقاط مهمة في أي علاقة، فعليك أيها الرجل وأيتها المرأة:
عدم الاعتقاد أن من نحب هو يشبهنا تمامًا؛ فلكل منا أفكاره وعاداته وشخصيته، وعاطفة الرجل تختلف عن عاطفة المرأة، إذ يكون أكثر عقلانية.
القناعة بوجود الاختلاف بينكما. فعدم القدرة على الاقتناع أنكما مختلفان -حتى وإن كنتما تشبهان بعضكما بعضًا في بعض الأمور- يمكن أن يخلق المشكلات وتنتهي العلاقة بمدة قصيرة، حتى وإن كانت العلاقة قائمة على الحب ومعرفة طويلة قبل الارتباط والزواج.
باختصار، وملخص عن الفصل الأول من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" ما أراده الكاتب ببداية الكتاب هو توضيح وجود الاختلاف بين الرجل والمرأة، حتى يتمكن من خلق جو من الألفة بين الجنسين، وإن تقبل الاختلاف يؤسس لعلاقة قوية ومتينة قادرة على التوقف أمام عواصف الحياة وعواصف الاختلاف في الآراء والأفكار والمواقف، وتقبل الجنس الآخر بكل اختلافاته، يخلق حياة قائمة على المودة والرحمة بين الرجل والمرأة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.