إن الولوج إلى سوق العمل يستلزم كفاءات وقدرات تمكن الفرد من إتقان عمله بكل أريحية، غير أن هذا السوق بات يخصص نحو 40% لـ«مقابلة العمل» من معدل قبول الموظفين.
كورس كيفية اجتياز مقابلة العمل بنجاح من هنا!
عناصر ومكونات مقابلة العمل
التواصل غير اللَّفظي La communication non-verbale
وهو التواصل الذي يحدث دون ألفاظ يصرح بها المتسابق أمام اللجنة القائمة بالتوظيف، ويتكون من 7 عناصر أساسية:
الصوت
الحجم
قد يكون حجم الصوت قويًّا ومتغيرًا وضعيفًا، لكن على المتسابق اعتماد حجم صوت يتغير حسب ما هو مقبل على قوله أو شرحه.
الصياغة والنطق
ومعناه أن المتسابق يتحمل كل المسؤولية في نطق الكلمات بطريقة صحيحة ومنسجمة.
الصبيب
يقصد به صبيب تدفق المعلومات المصرح بها من طرف المترشح للمقابلة، ويأتي الصبيب عامة في 3 أنواع مختلفة: بطيء، ومتغير، وسريع، لكن الأمثل أن يتبنى المتحدث صبيبًا متغيرًا في أثناء تكلمه، فهذا يعطي الصوت جمالية ونبرة خاصة.
اللهجة والتنغيم
وتعني التركيز على كلمة معينة أو تعبير معين، مع اعتماد حجم صوت متغير كما هو مبين في المثال التالي:
· "التفاصيل الصغيرة" هي التي تخلق الفوارق الكبيرة.
· التفاصيل الصغيرة هي التي تخلق "الفوارق الكبيرة".
النظرة
تعد النظرة المتبادلة بين اللجنة والمترشح بمنزلة مفتاح وموجه خفي للتواصل بين الاثنين.
الإيماءات والإشارات
تمثل دعامة الحديث وتعمل على توصيل الرسالة وتأكيدها بطريقة واضحة وبارزة، فالمترشح عندما يصنع دائرة بإبهامه وسبابته أمام اللجنة أو اعتماد إشارة الكف المفتوح، فإنه يقدم رسالة مفادها الاعتبار والقبول في حين تشير اليد الصلبة إلى شدة الغضب والتوتر.
تعابير الوجه
· تعابير الوجه التي تدل على الفرح.
· تعابير الوجه التي تدل على الحزن.
· تعابير الوجه التي تدل على الخوف.
· تعابير الوجه التي تدل على التوتر.
الوضعية الجسمانية
وتعني الوضعية العامة للجسم، والتي تضم طريقة الجلوس واستغلال الفضاء وترتيب اليدين والرأس، ليأخذ الجسم لغة خاصة به.
المظهر ولغة الجسم
هي كل ما يعطي الجسم لغة ومظهرًا أمام اللجنة القائمة بالتوظيف، من ملابس واختيار الألوان وتصفيفة الشعر بالنسبة للرجال، والماكياج والمجوهرات بالنسبة للنساء.
سياق الرسائل غير اللفظية
يجب أن يكون للرسائل غير اللفظية كلغة الجسد سياق زمني ومكاني، يبدأ بالتكوين الأكاديمي للمترشح ويمتد حتى التكوين المهني له.
ويعني أن طريقة لباس المترشح ومظهره يعطيان رسالة عن ماضيه الأكاديمي وما تعلمه في مسيرته الدراسية، وكذا فكرة عن مستقبله المهني وما سيعلمه للأجيال في مسيرته المهنية.
قد يهمك أيضًا 10 محظورات عليك تجنبها أثناء مقابلة التوظيف
الاستماع الفعال L'écoute active
يعرَّف الاستماع الفعال بالتعبير الفرنسي الآتي: "Comprendre pour mieux répondre"، ويشتمل على 3 أنواع حسب تفاعل المستمع مع الرسالة، التي يستقبلها:
أنواع الاستماع الفعال
الاستماع الكلي
يكون هذا الاستماع الكلي فقط عندما يكون المستمع في تركيزه الكامل واهتمامه الكبير وفي حالة صبر، ومعناه أن المترشح يتلقى الرسالة من اللجنة حتى آخر حرف منها.
الاستماع المتقطع
يتلقى المستمع الرسالة في هيئة مقطوعات تفصل بينها فقدان الانتباه، أي استماع «الذهاب والإياب»، إذ يستمع المتسابق للكلام ثم يغيب تركيزه فيفقد تسلسل الحديث.. وهكذا دواليك حتى تتكوَّن عنده رسالة متقطعة وناقصة.
الاستماع الانتقائي
ويسمى انتقائيًّا؛ لأن المترشح هو من ينتقي ويختار ما يريد أن يستمع له مما لا يريد، فقد يختار الاستماع فقط لآخر ما تلقيه اللجنة في حديث المقابلة.
آليات الاستماع الفعال
الاستجواب Le questionnement
إن الأسئلة التي يطرحها أعضاء اللجنة على المترشحين تضمن استمرار الحديث، وتوجيه المقابلة نحو أهداف معينة والحصول على معلومات.
وهي إلى ذلك في غالب الأحيان لا تكون استجوابات بهدف الحصول على أجوبة دقيقة، بل لمعرفة قدرة وكيفية تعامل المتسابق مع الأسئلة وتحليلها، سواء أكانت أسئلة مفتوحة أم مغلقة أم مُوَجَّهة.
إعادة الصياغة La reformulation
يعيد المتسابق خلال هذه المرحلة صياغة وترتيب أفكار أعضاء اللجنة القائمة، عن طريق إضافة أفكار أخرى قوية وفعالة، وهكذا ستبدو كأنها من صنعه الخاص وابتكاره الذهني، وهي 3 أنواع:
· إعادة الصياغة بالصدى La reformulation écho بتكرار جزء من الفكرة المُقَدَّمة واستخدامه في سبيل توجيه المتلقي نحو الموضوع، الذي نرغب في التكلم عنه.
· إعادة الصياغة بالتلخيص La reformulation résumée بالحفاظ على موضوع الرسالة كله وترجمة فهمنا للمغزى وراءه بإعادة توجيه الرسالة في شكل «رسالة مصغرة».
· إعادة الصياغة بالتوضيح La reformulation clarification وتسمى أيضًا التحليلية، إذ يسلط فيها المتسابق الضوء على الأفكار والنقاط التي لم يشَر إليها في الحوار.
إعادة التذكير Les relances
وهي مجموعة من الآليات والتقنيات، التي يلجأ إليها المترشح، ليظهر مدى تركيزه وحضوره الفكري أمام اللجنة، وذلك بـ:
· استخدام تعبيرات لفظية: صحيح، معكم حق، فعلًا، مفهوم... إلخ
· تكرار الكلمة الأخيرة أو التعبير الأخير، الذي تلفظت به اللجنة.
· تكرار الكلمة الأخيرة من الجملة المتلفظ بها.
· اعتماد بعض المفردات اللغوية مثل "أوه"، "حسنًا"، "اه"، "نعم"،... إلخ
قد يهمك أيضًا دليلك لاجتياز المقابلة الشخصية بنجاح مهما كانت إمكانياتك
أنواع مقابلة العمل
مقابلة الوجه لوجه Entretien en tête-à-tête
تتكون من طرفين اثنين (مترشح + القائم على التوظيف)، وتتميز بكون المترشح فيها يكون أكثر تركيزًا وأقل توترًا، غير أنه دائمًا ما سيخضع للجهاز النفسي الخاص بالقائم على التوظيف بإسقاطه تحت «الذاتية» لا «الموضوعية».
مقابلة المجموعة Entretien du groupe
لا يهم عدد أفراد اللجنة لكن المهم هو أن هذا النوع من المقابلات يكون فيه أكثر من مترشح يجتازون الاختبار في الآن نفسه، ما يستدعي من كل واحد من هؤلاء معرفة الوسيلة الأنسب والأسرع، لإقناع اللجنة بأفكاره وقدرته على معالجة الوضعيات دون تحضير قبلي وقوة معطياته.
مقابلة السيناريو Entretien de la mise en situation
هي نوع من أنواع المقابلة، التي تقوم على وضع المترشح(ين) في سيناريو «العمل»، أي ضمن حيز تنفيذ مجموعة من المهام بغية مراقبة تعاملهم داخل الورشات واستغلالهم الفضاء، ثم تقييم نتائجهم بنسب معينة.
المقابلة الثلاثية L'entretien triparti
يعرف هذا النوع ترددًا كبيرًا داخل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وسميت بهذا الاسم لأنها تضم 3 أطراف: المترشح، والرئيس، ثم الشخص الذي سيشتغل معه المتسابق، لذا فهو ملزم بتوزيع النظر بالتتابع على الاثنين والتفكير مليًّا في أجوبته دون التسرع.
تقنيات مقابلة العمل
تقنية المقابلة التلقائية
يتمتع فيها المتسابق بالحرية الكاملة في التعبير عن أفكاره والتصريح بمعطياته وتجاربه الأساسية فقط؛ لأن الوقت محدود أمامه، دون أن يتعرض للاستجواب من طرف أعضاء اللجنة، لكن سرعان ما يفقد المترشح استقراره إذا لم يكن مستعدًا بدرجة كافية.
تقنية المقابلة التوجيهية
تطرح اللجنة سلسلة من الأسئلة المحضرة مسبقًا، وسميت التوجيهية لأن الأسئلة فيها نصف الجواب، فهي التي توجه المتسابق نحو الجواب المرغوب فيه متجنبًا الإجابة بـ«نعم» أو «لا».
وتتميز بغياب الفرصة أمام المترشح للتوسع في تجاربه والانحراف إلى مواضيع أخرى كان من الممكن أن تزيد فاعلية تجاربه وقوة شخصيته.
تقنية المقابلة شبه التوجيهية
تعد هذه التقنية مزيجًا بين تقنية المقابلة التلقائية وتقنية المقابلة التوجيهية، وذلك أن المتباري حر في التعبير عن وجهات نظره، مع الأخذ بعين الحسبان بعض الأسئلة التوجيهية من أفراد اللجنة المسؤولة.
أهمية لغة الجسد في مقابلات العمل
تلعب لغة الجسد دورًا محوريًا في مقابلات العمل؛ فهي وسيلة قوية للتعبير عن الثقة والاهتمام والتواصل غير اللفظي. تعكس لغة الجسد المفتوحة، مثل الابتسام وتواصل العينين، روحًا إيجابية وتقبلًا للتفاعل، بينما تظهر إشارات مثل الوقوف بشكل مستقيم والجلوس بثقة الالتزام والاحترام للموقف.
تساهم الحركات الدقيقة، كالإيماء عند الاستماع، في بناء رابطة بينك وبين المُحاوِر وتظهر استماعك الجيد. تجنب التململ والحركات العصبية لأنها قد توحي بالتوتر أو الارتباك، مما قد يؤثر سلبًا على الانطباع. لذلك، فإن فهم لغة الجسد وتوظيفها بشكل صحيح يعزز فرص النجاح في أي مقابلة عمل.
ما الأسئلة المتوقعة في مقابلة عمل؟
في مقابلة العمل، قد تتوقع أسئلة تتعلق بخبراتك السابقة ومهاراتك ومدى ملاءمتك للوظيفة. من الأسئلة الشائعة: "حدّثنا عن نفسك"، حيث يُطلب منك تلخيص تجربتك المهنية بسرعة. كذلك، "ما الذي يجذبك إلى هذه الوظيفة؟" ويهدف إلى قياس مدى فهمك للشركة والدور. سؤال "ما هي نقاط قوتك وضعفك؟" يقيّم مستوى وعيك الذاتي. وأيضًا، قد تسأل عن تجارب سابقة مثل "أخبرنا عن موقف صعب واجهته في العمل وكيف تعاملت معه". من المفيد أن تكون مستعدًا أيضًا لأسئلة تتعلق بتوقعاتك المالية وأهدافك المستقبلية.
كيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة في المقابلة الشخصية
التعامل مع الأسئلة الصعبة في المقابلة الشخصية يتطلب التركيز والهدوء. أولاً، حافظ على ابتسامتك وتجنب التوتر، حتى إذا كان السؤال محرجًا أو غير مريح. إذا شعرت بالحيرة، يمكنك طلب مزيد من التوضيح أو التوقف لحظة للتفكير.
عندما تواجه سؤالاً يتعلق بنقطة ضعف أو خطأ سابق، اعترف به بصدق ولكن ركز على كيفية تعلمك منه وتحسين أدائك. الأهم هو إظهار أنك قادر على التعامل مع التحديات بطريقة بناءة. حاول دائمًا توجيه الإجابة نحو مهاراتك أو إنجازاتك، مع مراعاة البقاء مهذبًا وموضوعيًا، وألا تتسرع في الرد.
كيفية بناء ثقتك بنفسك قبل مقابلة العمل
لبناء ثقتك بنفسك قبل مقابلة العمل يجب أن تبدأ بالتحضير الجيد. ابدأ بدراسة الشركة والوظيفة التي تتقدم لها، وكن على دراية تامة بما يبحثون عنه. قم بمراجعة سيرتك الذاتية وتحديد نقاط قوتك ومهاراتك التي تتناسب مع متطلبات الوظيفة.
تدرب على الإجابة عن الأسئلة المحتملة، مع التركيز على تقديم إجابات واضحة ومقنعة. كما أن تحضير ملابسك بطريقة مهنية وملائمة يعزز شعورك بالثقة. تذكر أن الثقة تأتي من التحضير الجيد والممارسة المستمرة. وأخيرًا، حافظ على إيجابية التفكير وتخيل النجاح في المقابلة، لأن العقلية الإيجابية تساهم في تحسين أدائك وتعزيز ثقتك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.