سندس إبراهيم أحمد أغسطس 24, 2023, 5:27 م

مقابر المحروسة ما بين التاريخ والفن والإبداع

هل يمكن أن تحمل المقابر معنى آخر غير الذي نعرفه؟ وهل من الممكن أن تمثل شيئًا غير أنها ملجأ الجثمان بعد أن تغادره الروح.

أهمية مقابر المحروسة

في كبرى بلاد العرب كانت ولا تزال بعض المقابر تشكل أهمية تاريخية ينجذب إليها الزائرون لذا تسجل على أنها من عجائب الدنيا السبع.

هذه المقابر التي بنيت من حجارة لا من حديد، وصمدت لآلاف السنين ترتفع بشكل يحتاج إلى بحث ودراسة، هذه المقابر اسمها الأهرام، ورغم أنها تحمل جثمانًا واحدًا مع مقتنياته الدنيوية؛ لأنهم يعتقدون بعثه مرة أخرى واحتياجه له، إلى أنك تتعجب لماذا كل هذا الارتفاع وكل هذا الاتساع؟

ربما لأن بعض الحضارات تُعرف من عماراتها فتستدل على قوة التفكير والبنيان، لم نشاهدهم، لكن آمنا أن حضاراتهم كانت عظيمة، وأنهم كانوا أكثر قوة وعمروا الأرض أكثر منا.

وفي مدينة مجاورة وفي أثناء مرورك بإحدى الطرق السريعة ترى مآذن وقبابًا وأبنية تتعجب منها وتتأمل، لكن ستعلم أنها مقابر أيضًا، لكن ثباتها كان قصيرًا، فقد كان لألف عام فقط لا لسبعة آلاف، وهي تضم رفات عائلات ملكية حكمت المحروسة، ورفات بعض الأئمة والعلماء وأصحاب المراتب والشعراء، والمار في الطريق لا يقف ليرى إلى من تنتسب هذه الأبنية فقط.

اقرأ أيضًا شواهد قبور الحيوانات الأليفة

تابع أهمية مقابر المحروسة

بل تجذبه روعة البناء ونقوشه، فيتطلع إلى شواهد القبر وما تحتويه من عبارات مكتوبة بالعربية، لكن بخط بديع يعبر عن آية من كتاب الخالق أو عبرة، قد اختاروها بأنفسهم قبل وفاتهم أو تركوا الإبداع لمن خلفهم.

لكل شخصية ضريح لا يشبه الذي بجواره تمامًا لا في النقوش ولا في المرتبة ولا في الحقبة الزمنية.

معرض أثري مفتوح يختلف عن المتاحف في روحانياته؛ لأنه يحتوي المشاعر، هنا عالم حقيقي وليس مشاهد تصويرية فقط تحرك بصرك.

أنت تمشي في مكان تُليت فيه صلوات ودعوات وسكبت دموع، مكان مملوء بالعبرة والسكون تفكر فيه في أحوال السابقين.

ولهذا كان المكان ذا قيمة أكثر من كونه مجرد مقبرة، ورغم وجود بعض الشواهد في متاحف داخل صوبات زجاجية، إلا أنك لن تلقى لها حسابًا كما تشاهدها في موقعها الحي.

اسم هذا المعرض المفتوح مقابر الإمام الشافعي، يقع في القاهرة، لكن للأسف عند زيارتك التالية أو الأولى لها لن تراه؛ لأنه أزيل.

هل رأيت عزيزي بلدًا كثير الآثار والحضارات يهدم شواهد تاريخه وعراقته ليستبدل بها جسرًا خراسانيًّا؟

بقلم سندس إبراهيم أحمد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.