مفهوم الهوية الاجتماعية وتأثيرها في حياة الفرد واختياراته

هل سألت نفسك في يوم من الأيام ما المجتمع؟ هل هو الأسرة التي تعيش فيها؟ أم المنزل متعدد الطوابق الذي تعيش فيه؟ أم الشارع أم المدينة أم المحافظة أم البلد؟ لقد تاه مفهوم المجتمع وسط كل هذه التجمعات، ولكن ما لا خلاف عليه أنه مجموعة من الناس يتفاعلون معًا وفقًا لقواعد معينة، فما علاقة ذلك بمفهوم الهوية الاجتماعية.

هل تخص الهوية الاجتماعية المجتمع كله أم كل فرد من أفراد المجتمع على حدة؟ وهل من الممكن أن تؤثر الهوية الاجتماعية في حياة الفرد واختياراته؟ كلها تساؤلات تحتاج إلى إجابات لكي نغوص أكثر في مفهوم المجتمع وماهيته وكيفية تنميته في ما بعد، ونتعرف أيضًا على أهم مشكلاته وآفاته. 

مفهوم الهوية الاجتماعية

لكل فرد في الحياة هويته التي تميزه عن غيره، وتنقسم تلك الهوية لمجموعة من الفروع، ومن ضمن هذه الفروع فرع الهوية الاجتماعية، ونحن هنا بصدد تعريف هذا النوع.

باختصار تختص الهوية الاجتماعية بالنوع الاجتماعي للفرد، وقد أظهرت دراسات تأثر الفرد بما يطلق عليه تحيز الهوية الاجتماعية، إذ يشعر الفرد شعورًا بالغًا بانتمائه لنوع اجتماعي معين، ويمثل هذا النوع الهوية الاجتماعية للفرد، إذن يشعر الفرد بالهوية الاجتماعية، أي أنه هو من يعبر عن تلك الهوية وتظهر في سلوكه، خاصة عندما يتفاعل مع مجتمعات أخرى تحمل نوعًا مختلفًا من الهوية الاجتماعية. 

وفقًا لهذه الهوية تتحدد القواعد والقوانين والنظريات التي يتعامل بها الأفراد مع بعضهم ويؤثرون في بعضهم بعضًا بها، وتسمى أحيانًا تلك القواعد العادات والتقاليد، والعادات والتقاليد التي توجد في المجتمع الريفي، تختلف عن تلك التي توجد في المجتمع الجنوبي، وتختلف أيضًا عن المجتمع الحضري، وتظهر هذه الفُرُوق عندما يتقابل أفراد معًا في مكان واحد ولكنهم ينتمون إلى هويات اجتماعية مختلفة. 

ولكل فرد هويته الخاصة به، وفي المجتمع، يتفاعل كل فرد مع الأفراد الآخرين انطلاقًا من هويته الشخصية، وبذلك تتكون الهوية الاجتماعية التي تعود وتؤثر في الفرد ذاته، فتغير من هويته الشخصية ليتكيف مع المجتمع المحيط به. 

وإن كنت تريد معرفة مفهوم الهوية الاجتماعية بدرجة أوضح، فهو ذلك الانتماء الذي تشعر به تجاه مجتمع معين من المجتمعات، ولا سيما عندما توجد في مجتمع آخر غير المجتمع الأصلي الخاص بك، مثل القادم من المجتمع الريفي ويعيش في الحضر، فهو متفاعل مع الأفراد المحيطين به، ولكنه يشعر بالانتماء للمجتمع الريفي القادم منه، ومن الناس من ينكر هذا الانتماء ويتنصل منه، ومنهم من يتخذه مصدرًا للعزة الفخر، وهذا يرجع إلى دور الثقافة الشعبية وتأثيرها في هوية المجتمعات.

التصنيف الاجتماعي

مراحل الهوية الاجتماعية

تتألف الهوية الاجتماعية من مجموعة من المراحل، وهي مرتبة على النحو المبين في السطور التالية: 

التصنيف الاجتماعي

عندما ننظر في المجتمع الواحد نجد أنه يتكون من مجموعات مختلفة، وتتحدد هذه المجموعات وفقًا لمدى التشابه والاختلاف بين أفراد المجتمع، فمن يتشابهون في كثير من الفئات ينتمون إلى التصنيف الاجتماعي نفسه. 

التحديد الاجتماعي

وحينئذ نبدأ في تحديد الشرائح الاجتماعية داخل المجتمع، حيث تجتمع كل مجموعة من الأشخاص في المجتمع بناء على الصفات الشخصية المتشابهة والعلاقات الفردية بينهم، وطبيعة هذه العلاقات، وهو يشمل جانبًا مهمًّا من الهوية الاجتماعية، وهو جانب المفهوم الذاتي وإحساس الفرد بانتمائه للشريحة الاجتماعية. 

الفئة الاجتماعية الأفضل

هنا وبعد أن تعرف الشخص على تصنيفه الاجتماعي والشريحة التي ينتمي إليها يبدأ في مقارنة نفسه مع الفئات الأخرى، إذ تحاول كل فئة اجتماعية إظهار أنها هي الفئة الأفضل من غيرها، وتنتشر هذه المقارنة على وسائل التواصل الاجتماعي وتستطيع أن تكتشفها حتى من الترندات والكوميكس وغيرها، وذلك لكي يكوَّن الفرد نظرة إيجابية صوب الهوية الاجتماعية التي ينتمي إليها. 

التنمر.. أسبابه وآثاره على الفرد والمجتمع

قد تكون الهوية الاجتماعية للتنمر بين الطبقات والفئات الاجتماعية، ولكن، يجب أولًا أن نتعرف على التنمر. 

ما التنمر؟

التنمر هو أحد أنواع العنف اللفظي أو غير اللفظي الموجه من طرف قوي ضد طرف ضعيف، ولا يشترط أن يكون الطرف القوي هو الطرف الأقوى جسمانيًّا، فقد يكون قويًّا بسبب انتمائه للجماعة أكثر من الطرف الأضعف، ونستطيع عدَّ التنمر الصورة الأبرز للسخرية. 

أشهر أنواع التنمر الشائعة هو التنمر المنتشر بين الأطفال وطلاب المدارس، ولكن في الحقيقة نجد أن التنمر موجود أيضًا بين الناضجين في ساحات العمل، وفي كثير من الأمكنة التي يتجمع فيها الناس لأغراض مختلفة. 

أسباب التنمر وآثاره على الفرد والمجتمع

أسباب التنمر

  • يشعر الشخص المتنمر أنه هو الطرف القوي، ويشعر بشيء من الفوقية على الشخص الذي يتنمر عليه. 

  • يريد الشخص المتنمر أن يحظى بشعبية بين أقرانه.

  • قد يكون التنمر رد فعل عن عملية تنمر أخرى تعرض لها الشخص المتنمر، أي إنها نوع من أنواع التنمر سواء من الشخص الذي تنمر عليه سابقًا أو على من شخص آخر لا ذنب له. 

  • تتسبب المشكلات المنزلية التي تضعف ثقة الشخص في نفسه في أن يكون عرضة للتنمر. 

آثار التنمر في الفرد والمجتمع

  • يفقد الشخص الذي يتعرض للتنمر الثقة في نفسه وفي أنه قادر على تحقيق أي هدف. 

  • يتراجع مستوى الطالب الدراسي عندما يتعرض للتنمر بدرجة كبيرة. 

  • تنتشر أمراض نفسية في المجتمع مثل الاكتئاب والرهاب الاجتماعي والقلق المرضي والحزن المستمر. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة