هل تساءلت يومًا عن معنى «حلقاتك برجالاتك» التي تتردد في احتفالات السبوع المصري؟ هذه الجملة ليست فقط كلمات عشوائية، بل تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا يمتد إلى الحضارة الفرعونية. في هذا المقال، سنكشف عن أصولها اللغوية، ودلالتها الثقافية، وكيف أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تراثنا المصري.
(حلقاتك برجالاتك ... يوم وراء يوم تبقى بشنبات، تتجوز على أد حالاتك.. وتخلف صبيان وبنات) تلك أشهر أغنية شعبية تغنى في (السبوع) المصري، لكن ما معناها؟
ما معنى «حلقاتك برجالاتك»؟
(حلقاتك) جملة مصرية فرعونية قديمة مكونة من كلمتين، الكلمة الأولى مكونة من كلمة (حلكا) التي حُرفت وصارت مع الوقت كلمة (حلق)، والحلق كما يعرفه الجميع حلي يوضع في الأذن، والثانية كلمة (تك) هي أيضًا كلمة مصرية قديمة تعني (يخصك) أو (تمتلكه)، وجرت العادة المصرية القديمة عن استقبال مولود جديد بوضع حلق في أذنيه أو دائرة ظنًا منهم أن هذا الحلق يحميه من الأرواح الشريرة.
(برجالاتك) أيضًا مكونة من أكثر من كلمة، الكلمة الأولى (برج) كلمة مصرية قديمة تعني امدد، في حين كلمة (لات) تعني الساق، وكما ذكرنا من قبل كلمة (تك) تعني (ما يخصك)، وبذلك تصبح (برجالاتك) تعني (افرد ساقيك)، وهذا تمنٍ أن يكبر الطفل ويمشي.
كيف أصبحت «حلقاتك برجالاتك» جزءًا من الأغاني الشعبية؟
ومع الوقت أصبحت جملة (حلقاتك برجالاتك) من المصطلحات التي توارثتها الأجيال، وتقال عند استقبال المواليد، وفي عام 1958 وُثق هذا المصطلح في أغنية من تأليف الشاعر فتحي قورة، وألحان الموسيقار منير مراد وغناء شادية.
وقد سُجلت الأغنية في فيلم (غلطة حبيبي)، وهو من بطولة شادية وعمر الشريف، واستخدم هذا المصطلح في أكثر من أغنية بعد ذلك، وصورت في أكثر من فيلم؛ مثل (الحفيد) و(عيال حبيبة) وغيرهما من الأغنيات التي وثقتها الأعمال الفنية سواء كانت في السينما أم في الدراما.
وأصبح مصطلح (حلقاتك برجالاتك) من أشهر الجمل التي تدل على السعادة، ويرددها المصريون عند استقبال مولود جديد، ويذكر أن قدماء المصريين هم أول شعب في العالم يحتفل باستقبال المولود في حفلة خاصة ذات مراسم خاصة مثل دق الهون ورش الملح والغربال، وغيرها.
وهذه الحفلة تكون في اليوم السابع من الولادة، واختار المصري القديم اليوم السابع اعتقادًا منه أن حاسة السمع تنضج عند الطفل ويستطيع حينها أن يسمع من اليوم السابع من ولادته، وفي اليوم السابع في أثناء مراسم (السبوع) تعطيه نصائح عدة.
وقال بعض المتخصصين في علم المصريات إن اختيار اليوم السابع يرجع إلى أسباب دينية منها تقديس المصري القديم لهذا اليوم، ولا يزال (السبوع) من العادات المصرية القديمة التي يحتفلون بها في مصر حتى يومنا هذا.
اول مرة اعرف معناها
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.