متلازمة أسبرجر هي اضطراب طيف التّوحّد، ويظهر الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة صعوبات كبيرة في تفاعلهم الاجتماعيّ مع الآخرين، مع رغبات وأنماط سلوكيّة مقيّدة ومتكرّرة تختلف هذه المتلازمة عن الاضطرابات الأخرى في طيف التّوحّد من حيث الحفاظ النّسبيّ على استمراريّة تطوّر الجوانب اللّغويّة والمعرفيّة للمريض غالبًا ما تُذكر المهارات الحركيّة الضّعيفة واستخدام اللّغة غير النّمطيّة في التّشخيص، على الرّغم من أنّ التّشخيص غير مطلوب.
اقرأ أيضاً متلازمة أليس في بلاد العجائب.. عندما ينتقل عالم الأحلام إلى الواقع
هل يوجد علاج للمتلازمة؟
لا يوجد علاج واحد للمتلازمة، وفعالية بعض التّدخّلات المحدّدة لا تستند إلى بيانات كافية، يهدف التّدخّل إلى تحسين الأعراض والوظيفة.
يشكّل العلاج السّلوكيّ الدّعامة الأساسيّة لإدارة المرض، مع التّركيز على معالجة أوجه القصور في خصائص معيّنة مثل مهارات الاتّصال الضّعيفة، والهوس أو الإجراءات الرّوتينيّة المتكرّرة، والمهارات البدنيّة، يتحسّن معظم النّاس بمرور الوقت، لكن صعوبات التّواصل والتّكيّف الاجتماعيّ والقدرة على العيش المستقلّ تستمرّ حتّى مرحلة البلوغ.
دعا بعض الباحثين والمصابين بمتلازمة أسبرجر إلى تغيير الموقف الحاليّ اتّجاه المرض، قائلين إنّه ليس مرضًا ولكنّه "فرق" بين الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة وأفراد المجتمع الآخرين، وليس "إعاقة"، يجب التّعامل معها أو معالجتها.
اقرأ أيضاً متلازمة عض الأظافر.. الأسباب وكيفية التغلب عليها
الرغبات والسلوكيات المقيدة والمتكررة
غالبًا ما يظهر المرضى المصابون بمرض أسبرجر سلوكيّات ورغبات وأنشطة مقيّدة ومتكرّرة، وفي بعض الأحيان قد يكون اهتمامهم بهذه المناطق شديدًا أو مركّزًا بشكل غير طبيعيّ، قد يستمرّون في القيام ببعض الأنشطة الرّوتينيّة، أو التّحرّك في أشكال متكرّرة، أو قد يشغلون أنفسهم بأجزاء من منطقة ما.
اقرأ أيضاً متلازمة الحب.. أنواع متلازمة داون وكيفية علاجها
السلوكيات النمطية والتكرار الحركي
السّلوكيّات النّمطيّة والتّكرار الحركيّ جزءان أساسيّان في تشخيص مرض أسبرجر والأنواع المختلفة لاضطراب طيف التّوحّد، وتشمل هذه الحركات بعض الحركات باليد مثل التواء أو رفرفة اليدين، وكذلك الحركات المعقّدة الّتي تشمل الجسم كلّه، تتكرّر هذه الحركات عادةً في دفعات سريعة وتظهر بشكل عفويّ أكثر من التّشنّجات، الّتي تكون عادةً أسرع وأقلّ إيقاعًا وأقلّ تناسقًا.
النطق واللغة
على الرّغم من أنّ الأفراد المصابين بمرض أسبرجر يمكن أن يكتسبوا مهارات لغويّة دون تأخير كبير وعادة لا يعانون من أيّ تشوّهات في الكلام، فإنّ اكتساب اللّغة واستخدامها غالبًا ما يكون "غير نمطيّ"، تشمل التّشوّهات: الإسهاب، المنعطفات المفاجئة، التّفسيرات الحرفيّة، عدم الفهم (بطريقة بسيطة)، استخدام الاستعارات فقط لمن يخاطبهم، عدم القدرة على إدراك المستمعين، الرّصانة غير العاديّة، التّحدّث الرّسميّ، الرّتابة في الحجم، النّبرة، التّجويد والإيقاع.
قد يكون لدى الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر لغة معقّدة بشكل غير معتاد في سنّ مبكّرة، وغالبًا ما يطلق عليهم "الأساتذة الصّغار"، لكنّهم غالبًا ما يجدون صعوبة في فهم اللّغة التّصويريّة ويميلون إلى استخدام اللّغة الحرفيّة كما أنّ الأطفال المصابين بمرض أسبرجر لديهم نقاط ضعف في مجالات اللّغة غير اللّفظيّة، وتشمل هذه النّقاط: الفكاهة، الدّعابة، السّخرية، وإزعاج الآخرين، على الرّغم من أنّ غالبيّة الأفراد المصابين بمرض أسبرجر يمكنهم فهم مسألة "الفكاهة، فإنّهم يفتقرون إلى فهم معنى الفكاهة، الّذي يمنعهم من مشاركة متعتهم مع الآخرين، ممّا دفع المنظرين في مجال أسبرجر والتّوحّد لمحاولة حلّ هذا اللّغز.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.