خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان بروح منه، وفضله على كثير من مخلوقاته، إذ منحه هبة عظيمة ألا وهي العقل، هذه الهبة التي أخذته إلى آفاق بعيدة في تفكيره واستكشافاته، ولولاه ما كان يستطيع الإنسان أن يعمر الكون ولا يطوره، إذ استطاع بفضله أن يتوصل إلى التجارب والبحوث التي تقوده في النهاية إلى عدد من الاختراعات والاكتشافات التي تفيد البشرية.
ومن أهم ما استطاع أن يتوصل إليه الإنسان بلوغه الفضاء، هذا الحدث الجلل الذي تتحدث عنه البشرية حتى وقتنا هذا، هذا المكان المملوء بالغموض والأسرار والتحديات التي حركت غرائز الإنسان نحو اكتشافه.
ويقدم مقالنا اليوم معلومات عن رواد الفضاء، هذه المهنة الصعبة، إذ يواجه رواد الفضاء عددًا من الصعوبات والمخاطر التي تؤثر في أجسادهم وصحتهم، لذلك فإن حياة رواد الفضاء تختلف تمامًا عن الحياة على سطح الأرض، فإذا كنت مهتمًا بالتعمق أكثر في هذا الموضوع، تابع معي هذه السطور القليلة.
اقرأ أيضاً ماذا يستكشف الإنسان في الفضاء؟
طريقة عيش رواد الفضاء في الفضاء
إن تأثير الجاذبية يجعل كل شيء مختلفًا، لذلك يتدرب رواد الفضاء على العيش في الفضاء قبل صعودهم إليه، وفي ما يلي سنقدم لك طريقة عيش رواد الفضاء في الفضاء.
الطعام
يأخذ رواد الفضاء معهم طعامًا مجففًا بالكامل، خاليًا من الماء تمامًا، يُحفظ هذا الطعام في أكياس بلاستيكية تُعقَّم ويُحكم إغلاقها لمنع وصول البكتيريا، وعند تناولهم الطعام، يجلسون على طاولة مثبتة في جدران السفينة الفضائية، ويثبتون أنفسهم باستخدام أربطة.
اللباس
يمتلك رواد الفضاء مجموعة متنوعة من الملابس التي يرتدونها وفقًا لكل مهمة، فمثلًا يحتاجون إلى بدلات خاصة للخروج في المشي الفضائي خارج المركبة، وبدلات أخرى مخصصة للإقلاع، بالإضافة إلى بدلات لممارسة التمارين والأنشطة البدنية داخل المركبة.
النوم
تُجهز السفينة بأكياس نوم خاصة، وتثبت هذه الأكياس عادةً على الحائط.
الاستحمام
عملية الاستحمام في الفضاء تختلف عن تلك التي نعتادها على الأرض، إذ إن رواد الفضاء يستخدمون قطعة إسفنج مبللة بالماء والصابون لفرك أجسامهم، ولتجفيف أجسامهم، يلجؤون إلى خرطوم هواء مفرغ يشبه خرطوم المكنسة الكهربائية، ويعمل الباحثون على تطوير مكان للاستحمام في السفينة الفضائية، يتميز بكونه مغلقًا تمامًا لمنع انتقال الماء منه إلى السفينة.
اقرأ أيضاً استكشاف الفضاء من الخيال إلى الحقيقة وأهميته في المستقبل
أشياء يجب على رواد الفضاء تحمل القيام بها
لتحقيق حلم أن يصبح رائد فضاء، يجب على الشخص أن يخضع لتدريب مكثف ومتنوع، ويتضمن هذا التدريب التعامل مع الظروف الصعبة في الفضاء مثل انعدام الجاذبية، إضافة إلى التدريب تحت الماء أوقاتًا طويلة، ما يساعد على تطوير مهارات البقاء والتكيف في بيئة معزولة مشابهة للفضاء.
الوجود في الفضاء أو المشي على سطح القمر ليس تجربة ترفيهية، بل تحدٍ شديد يتطلب من رواد الفضاء تحمل ظروف قاسية كثيرة مثل:
النوم في أثناء شروق الشمس عدة مرات كل ليلة
الأمر في الفضاء على غير عادة الإنسان، فالشمس تشرق وتغرب 16 مرة في اليوم الواحد، أما على الأرض فالإنسان يعتاد النوم بعد الغروب والاستيقاظ بعد الشروق، في يوم مدته 24 ساعة، فالأمر مختلف.
مراوغة كرات العرق
يمارس رواد الفضاء التمارين الرياضية بكثافة في الفضاء، ما يؤدي إلى التعرق بدرجة طبيعية، ونتيجة لعدم وجود الجاذبية، قد تتكون كرات عرقية عائمة يجب عليهم التعامل معها أو تفاديها بوسائل مختلفة.
ربط أنفسهم في أثناء النوم
أما النوم فمن الممكن أن ينام رواد الفضاء ملاصقين للسقف إذا أرادوا ذلك، ولكن ليكون الوضع أكثر سلامة وأقل ارتباكًا يتعين عليهم أن يربطوا أنفسهم في أثناء نومهم.
التوقف عن البكاء
إذا دخل قليل من الغبار في عين رائد الفضاء، أو إذا شعر بالاشتياق إلى وطنه أو عائلته أوغيرها من العواطف، ما يجعله يشعر بالحزن والرغبة في البكاء، فلن يتمكن من التخلص من دموعه أو تصفيتها، لكن بدلًا من ذلك، تبقى الدموع داخل العيون، ما يجعل هذا الأمر مؤلمًا لبعضهم.
فقدان حاسة الشم
تتضاءل حاسة الشم لدى رواد الفضاء بسبب تجمع المخاط داخل الأنف، ومن الممكن أن هذا يكون السبب في شهرة الصلصة الحارة والأطعمة الحارة لدى رواد الفضاء.
مضاعفة التدريبات الرياضية
يختلف التمرين على الأرض اختلافًا كلًّا عن التمرين في الفضاء، فالتدريب على الأرض يتمثل في حمل الأثقال أو غيرها من التدريبات الرياضية الصعبة، أما في الفضاء وفي ظل انعدام جاذبية، فالأمر هنا يكون أصعب، وتكون التدريبات مضاعفة، ويتعين على رائد الفضاء فعلها من أجل الحفاظ على كتلته العضلية.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن معلومات عن رواد الفضاء، وطريقة عيش رواد الفضاء في الفضاء، وأشياء يجب على رواد الفضاء تحمل القيام بها، فشكرًا لك عزيزي القارئ، وإلى لقاء آخر في مقال جديد إن شاء الله.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.