نسمع دائمًا جملة «حارس المرمى هو نصف الفريق»، وذلك تقديرًا لأهمية مركز حارس المرمى.. يوجد كثير من حراس المرمى المتميزين في الأداء وسرعة التصدي وردة الفعل السريعة.
لكن في هذا المقال سوف نتحدث عن جانلويجي بوفون وإيكر كاسياس علامتي حراسة المرمى في القرن الواحد والعشرين.
اقرأ أيضاً المسيرة الكروية للاعب الإيطالي سيلفيو بيولا
نشأة جانلويجي بوفون
ولد جانلويجي بوفون سنة 1978 في 28 يناير، ونشأ في عائلة رياضية بحتة، فوالده كان حامل أثقال ووالدته رامية قرص، وأطلق عليه المتابعون لقب الأسطورة بوفون جانلويجي، وقد حصد عددًا من الألقاب في سن العشرين من ضمنها أفضل حارس مرمى في الدوري الإيطالي.
التحق جانلويجي بوفون بفريق بارما الإيطالي في الـ12 من عمره وكان يلعب خط وسط، وانتقل بعد ذلك إلى حارس مرمى لتميزه وسرعة ردة فعله.
ظهر جانلويجي بوفون في فريق بارما للشباب الأول سنة 1995، وتمكن من الفوز في بطولة أوروبا للشباب عن طريق تصدياته الخرافية، وأثبت نفسه حارس مرمى أساسيًّا لبارما سنة 1997.
حاز جانلويجي بوفون في هذه المرحلة كثيرًا من البطولات، إذ فاز في بطولة كأس أوروبا وبطولة كأس إيطاليا وكأس السوبر سنة 1999، لتبدأ شخصية بوفون القيادية في الظهور والبروز.
تمكَّن جانلويجي بوفون من ترك بصمة خاصة به منذ ظهوره الأول مع المنتخب الوطني سنه 1997 في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم، وحصل جانلويجي بوفون بعد ذلك على مقعد في الصفوف الأولى في منتخب إيطاليا في بطولة الأمم الأوروبية سنة 2000 لكن الحظ لم يحالفه، وأصيب بشرخٍ في اليد، ولم يتمكن من اللعب في ذلك الحين، وانتهت رحلته مع فريق بارما بعد 92 مباراة و3 ألقاب.
اقرأ أيضاً تعرف إلى أبرز إنجازات سيرجيو راموس
بوفون مع يوفنتوس
انتقل بعد ذلك جانلويجي بوفون إلى فريق يوفنتوس سنة 2001 بصفقه قياسية قيمتها 51 مليون يورو! والذي كان رقمًا ضخمًا للغاية في هذا الوقت بالنسبة لحارس مرمى.
ولكن ثبت بعد ذلك أنه يستحقه، إذ فاز بأربعة ألقاب متتالية للدوري الإيطالي وحصد أيضًا لقبي كأس وسوبر إيطاليا وأفضل لاعب في أوروبا سنة 2003.
وفى ذلك الوقت كانت توجد بعض المفاوضات الجدية من برشلونة لضمه، لكن نصيحة والده كانت واضحة وهي الاستمرار في يوفنتوس، وتقبل جانلويجي بوفون تلك النصيحة وعمل بها.
اقرأ أيضاً تعرف على مسيرة اللاعب دراغان ستويكوفتش
بوفون أفضل حارس في العالم
لعب جانلويجي بوفون رفقة يوفنتوس 656 مباراة منذ موسم 20012002 -حتى موسم 2017- 2018، وعاد مرة أخرى في موسم 2019- 2020 ورحل بعدها في موسم 2020- 2021 بعد أن لعب 29 مباراة أخرى رفقة يوفنتوس في كل البطولات.
فاز جانلويجي بوفون رفقة يوفنتوس بلقب أفضل حارس مرمى في الدوري الإيطالي في 11 مناسبة، كما حقق بوفون جائزة اليويفا لأفضل حارس مرمى في العام مرتين، وحقق جائزة أفضل حارس من الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم 5 مرات كاملة، يتفوق عليه فقط إيكر كاسياس أكثر من فاز بالجائزة بجانب مانويل نوير.
ثم إن بوفون فاز بجائزة أفضل حارس مرمى في القرن الواحد والعشرين، وبوفون أفضل حارس مرمى في آخر 25 سنة منذ 1987 حتى 2012!
أرقام خيالية للاعب خيالي واستثنائي مثل جانلويجي بوفون، كان لا بد لنا أن نذكر بعضها بالطبع بكثير من الاحترام والتعجب والتقدير لهذه الأرقام المرعبة لجانلويجي بوفون!
اقرأ أيضاً اللاعب الإسباني خوسيه أنطونيو رييس
نشأة إيكر كاسياس
ولد إيكر كاسياس في 20 مايو سنة 1981، ونشأ في أسرة متوسطة، وكان والده خوسيه كاسياس موظفًا في التعليم ووالدته تدير صالون تجميل خاصًّا بالسيدات.
تقدم في اختبارات ريال مدريد في التاسعة من عمره وقُبل، وعلى الرغم من صغر سن إيكر كاسياس فإنه نال إعجاب المدربين وكان يعد طفرة في حراسة المرمى في الفئات العمرية في ريال مدريد حينها، ثم ترقى كاسياس إلى الفريق الأول في سن الـ16، إذ قضى إيكر كاسياس 25 عامًا في ريال مدريد.
كاسياس وريال مدريد
أول ظهور رسمي لإيكر كاسياس مع ريال مدريد كان في 12 سبتمبر سنة 1999 في ملعب سان ماميس ضد بري بارو، وانتهت المباراة بالتعادل 2-2.
وقدم كاسياس في هذه المباراة مستوى كبيرًا، ما جعله يلعب مباراة ضد أولمبياكوس في دوري الأبطال في سنة 1999، وكان عمر كاسياس 18 عامًا فقط، ليصبح أصغر حارس مرمى في تاريخ دوري الأبطال.
كاسياس رفقة إسبانيا
في هذا العمر الصغير انضم إيكر كاسياس إلى منتخب إسبانيا في موسم 2000/ 2001، وفي كأس العالم 2002 لعب كاسياس مع منتخب إسبانيا وبسبب تصدياته القوية وسرعة ردات فعله كان إيكر كاسياس السبب الأول لتأهل إسبانيا لربع النهائي.
وفي 2008 أصبح كاسياس قائد منتخب إسبانيا، وفي مونديال 2010 لعبتْ إسبانيا نهائيات كأس العالم، وكان القائد إيكر كاسياس حارس مرمى منتخب إسبانيا باعتباره أكثر حارس مرمى حافظ على شباكه نظيفةً في تاريخ إسبانيا، وبالفعل لعب كاسياس ربع النهائي ونصف النهائي أساسيًّا، وفي النهائي تصدى لانفراد آريين روبن ومد قدمه في خفةٍ لينقذ إسبانيا بالكامل من كرة الجناح الهولندي آريين روبن، وفازت إسبانيا وتوج كاسياس بطلًا للمونديال والعالم.
وفي 2011 أصبح القائد إيكر كاسياس حارس مرمى منتخب إسبانيا أكثر لاعب شارك دوليًّا في تاريخ إسبانيا وأكثر الحراس خروجًا بشباك نظيفة على المستوى الدولي، بعد أنْ كسر لقب الأسطورة حارس المرمى فان دير سار برقم قياسي، هو 74 مباراةً.
كاسياس والاعتزال
في عام 2012 استبدل كاسياس من منصب الحارس الأول لريال مدريد إلى الحارس الاحتياطي من قبل المدير الفني، ثم في موسم 2014 لعب كاسياس حارس مرمى في دوري الأبطال وكأس الملك، وفي ذلك الموسم حقق كاسياس رقمًا تاريخيًّا بإجمالي 962 دقيقةً بدون دخول أهداف في مرماه، وجدير بالذكر أن كاسياس لعب مع ريال مدريد 700 مباراة أو يزيد.
في موسم 2015 أعلن كاسياس رحيله عن ريال مدريد وانتقل لبورتو البرتغالي، وبهذا الصدد صرح والده في ذلك الوقت بأن ابنه رحل عن الريال بطريقة مهينة، وبأن ريال مدريد لم يقدر خدماته!
لتنتهي القصة في 2019 بعد أن أصيب كاسياس بمرض في القلب يمنعه من الاستمرار في مسيرته مع كرة القدم، وحاول الاستمرار في الملاعب ولكن محاولاته لم تنجح، ليعلن اعتزاله في أغسطس 2020.
بإجمالي 1049 مباراةً لكاسياس، قائدًا تاريخيًّا وصاحب أرقام قياسية من الصعب جدًّا تكرارها، حقق في مسيرته ما لم يقدر غيره على تحقيقه، وحصل على ما حلم به وهذا ما قاله في مؤتمر الوداع: "لا يهمني أنْ يتذكرني الناس بأني لاعب عظيم، لكن ما يهمني أن يتذكروني بأني إنسان عظيم".
إيكر كاسياس وبوفون
ونحن سنتذكر إيكر كاسياس وبوفون حارسين عظيمين عشنا معهما كثيرًا من اللحظات الكبيرة في مختلف البطولات، وقدما للكرة العالمية نموذجًا للقائد صاحب الرقم واحد في الشباك، والذي يصدر الأمان لكل الفريق.
شاركنا الرأي في التعليقات
ما أبرز اللحظات التي تتذكرها لكلا الحارسين الأسطوريين؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.