معلومات عن تاريخ القهوة.. تعرف الآن

المعروف أن القهوة أصلها من الحبشة، ومنها جاءت إلى الجزيرة العربية، ولم تعرفها أوروبا قبل القرن الثامن عشر. لكن لفظة "قهوة" كان يستخدمها العرب قبل أن يعرفوا اللبن والقهوة.  

قد يعجبك أيضًا القهوة وطرق تحضيرها.. معلومات لا تعرفها من قبل

فكانت تُطلَق على اللبن وعلى الخمر أيضًا. ولأنها تعني الخمر، سُمِيت قهوة لأن الناس ظنوها من المسكرات وطالبوا بمنعها. ومن الطريف ما روي في هذا الخصوص، أن بعض الفقهاء الذين حلَّلوا شرب القهوة قالوا إن منقوع البن هو القهوة (بكسر القاف، وليس القهوة المفتوحة القاف) التي هي الخمرة.  

وبعد هذا لا بد لنا من الوقوف على الصورة التي كانوا يعدون بها مشروب القهوة في أوائل معرفتهم لها. قال صاحب "عمدة الصفة في حل القهوة":  

- اعلم أن القهوة هي النوع المتخذ من قشر البن أو منه مع حبه المُجَحَّم (بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الحاء المهملة المفتوحة أيضًا)، أي المقلي.  

وصفتها هو أن يُوضَع القشر، إما وحده (وهي القشرية)، أو مع البن المُجَحَّم مدقوق (وهي البنية) في ماء، ثم يُغلَى عليه حتى يخرج خاصيته. وتسمى عندهم باصطلاح ذوي المعرفة "المحكمة الاستواء" (بتشديد الكاف)، ثم يُترك، ثم تُشرب. 

وقد وجد المتصوفة في هذا المشروب، كما رأينا، ضالتهم؛ لأنه يساعدهم على السهر، ولذلك شاع استعماله عندهم. ثم إن أصحاب الأذكار والمديح كانوا يتعاطون شربه على طريقتهم الخاصة.  

وذُكِر أن أصحاب الأذكار في مصر في أوائل القرن العاشر كانوا يشربون القهوة كل ليلة اثنين وجمعة، إذ كانوا يضعونها في ماعون كبير من الفخار الأحمر، ويغترف منها نقيبهم بسكرجة صغيرة، ويسقيها مَن على اليمين، فمَن على اليمين، مع ذكرهم المعتاد وهو: "لا إله إلا الله الملك الحق المبين".  

وقد قال العلامة الشيخ عبد الغفار: "وكل ممن يحضر معهم وشربناها، فوجدناها في إذهاب النعاس والكسل، كما قالوا، بحيث إنها تسهرنا معهم ليالي لا نحصيها إلى أن نصلي الصبح مع الجماعة من غير تكلف".  

وشُربت في حارة الجامع الأزهر، وبِيعَت بها ظهرًا في عدة مواضع. ولم يتعرَّض أحد طول المدة لشاربيها، ولا أُنكر شربها لذاتها، ولا لوصف خارج عنها، عن إرادة وغيرها، من اشتهارها بمكة وشربها في نفس المسجد الحرام وغيره، بحيث لا يُعمَل ذكر أو مولد إلا بحضورها.  

وليست في الموالد والأذكار فقط، بل أصبحت صديقة كل مفكر وكل دارس. وأصبحت ملائمة للكلمة، والحفلات، والأصدقاء، وجلسات العلم والثقافة، وهواة السهر والليل والفن والتفكير والتدبير.  

قد يعجبك أيضًا ما هي فوائد شرب القهوة؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة