أصبح الجميع يبحث عن شريك لحياته شريك لهمومه شريك؛ لمشاكله من يشكو له آلامه، ويسند عليه رأسه وقت الضيق..
لم يعُد أحدا يبحث عن نفسه ما هي ما الغرض من وجوده في هاته الحياة، ومن يكون، لمَ سمي بهذا الاسم، ولم يسمى بذلك، لماذا هو بالضبط الذي اختير لمثل هاته الحياة التي يعيشها الآن، لمَ له وجه كهذا وليس كذاك، لمَ رزق بهذا ولم يرزق بذاك..
لم يعُد أحدا يفكّر في أن لحياته نهاية كما كانت لها بداية..
لم يعُد أحدا يفكر بأن لتصرفاته عواقب كما كانت لها أسباب لوقوعها..
يقولون إن الكل أصبح يفكر في نفسه لكننا لم نجد أحد بمثل هاته الصفة كما يزعمون، بل هم مجرّد مغرورين يفكرون بآراء الآخرين عنهم وما سيقولون..
لذلك يدّعون أنهم يفكرون بأنفسهم ولا يهم غير ذلك، ولكن كل هذا تحت غطاء التكبر وعزّة النفس الزائدة..
لا يجب أن ندع الأمور تسير على هذا نحو إن أردنا أن نكون أفضل فيما بعد الشعور بالألم يزداد مع ازدياد الأشخاص، ويصبح أشد حينما يمتلئ قلبك ويصعب الفرار منه لفقدان ذاتك واستبدالها بأنا أخرى تصبح حياتنا معرضة للخطر وللنهاية..
عندما نحتاج السلام.. عندما يغيب في حضرة أشخاص اعتقدنا أنهم سيمحنوننا إياه..
في بعض الأحيان نعتقد أن الأمور واضحة لا تحتاج لأيّ تفسير، لكنها تكون عكس ذلك؛ لذا علينا معرفة ذاتناأولاً لأنها أهم من أي شيء آخر أو أي شخص لأجل التطوير والتنمية..
لا يمكن أن نتقدّم إن لم نبدأ من أنفسنا أولاً من أجل الراحة النفسية والجسدية والعقلية أيضاً..
فالحبّ الحقيقي هو حبّ الذات قبل أن يكون حب شريك آخر تدخله لحياتك بداعي الاكتئاب أو المشاكل والضغوطات..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.