تعد معان جنوب الأردن إحدى المحافظات الرئيسة التي لها مكانة في الحياة الشعبية الأردنية، فهي معقل أول من استقبل الهاشميين في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، وهي التي تضم تضاريس صحراوية وماطرة في آن واحد، وفيها تقع فيها أكثر السلاسل الجبلية ارتفاعًا في البلاد وهي (جبال الشراة).
مزايا بيئية وجغرافية وطبيعية
مثَّلت طبيعة معان المعتمدة على طريق التجارة والحج فرصةً لتكوين حياة مدنية في معان تعتمد على التجارة والخدمات، فقد عمل أهالي معان بالتجارة مع الشام وفلسطين، وعزز مشروع الخط الحديدي الحجازي الطابع الحضري عقب تأسيس الدولة العثمانية له عام 1908م.
وعرف أهالي معان نوعًا من زراعة الحبوب في الحيازات الزراعية الصغيرة الخاصة، إلى جانب تربية الماشية وإنتاج الفاكهة والخضار للاستخدام الأسري.
وتمتد معان على موضع من هضبة الحماد، من وادي السرحان حتى صحراء النفوذ في الجزيرة العربية، فيما تتكون من منطقة سهلية مغطاة بالحجارة والصخور البركانية، وتتميز المنطقة بمناخ صحراوي حار صيفًا، وبارد شتاءً، وتتراوح كمية الأمطار بين 100-150 ملم سنويًا، لكنها تشهد سيولًا بفعل الأمطار من جبال الشراة.
مع ذلك تتوافر في معان مياه جوفية، ويوجد فيها سيلان مشهوران، هما سيل الشامية، وسيل معان، وانتشرت أشجار النخيل إلى جانب التين والعنب والمشمش والخوخ والرمان، وزرعت بعلًا القمح والشعير والعدس والحمص والكرسنة والذرة، إلى جانب المزروعات المروية مثل البندورة والكوسا والفقوس والبطيخ والشمام والزيتون والعنب والتين والسفرجل والمشمش واللوز.
ونتيجة السيول المتدفقة من جبال الشراة تقول المصادر المتوافرة إن شجرة الخروب انتقلت إلى معان، ونجحت في التكيف مع توافر الرطوبة والمياه الجوفية في المنطقة، ونجد في معان أيضًا الزيتون المعمر (الرومي) ما يؤكد أن معان كانت ذات مناخ معتدل.
نشاطات أهلية متنوعة
قدّم أهالي معان خدمة التخزين للبدو، فخزنوا الحبوب والجميد والسمن في مخازن مخصصة، وشاركوا في قطاف الزيتون في الطفيلة، وزرعوا الزيتون في الشامية، واهتمت الأسر بتربية الماشية؛ لسد الحاجات المنزلية، حين كان البدو يرعون نيابة عن أهالي المدينة.
ولتمتع معان بالبيئة الصحراوية كان لبيئتها دور في الترحال، فاعتنى أهالي معان بتربية الإبل، وتناولوا لحمها، وعمدت النسوة إلى تربية الدجاج للبيض واللحم.
وارتبطت معان تجاريًا بتركيا والحجاز والشام، وتاجرت بمختلف السلع من الأقمشة والحلي والعطور وخلافها، فقد كانت تباع للبدو، ولم تكن تلك التبادلات التجارية لولا الخط الحجازي الذي ربط معان بالشام وتركيا، وكان أهل معان يبيعون السلع إلى أبناء مناطق الشراة والشوبك ووادي موسى.
البيوت في معان
تمتاز البيوت المعانية بكيفية بنائها الفريدة المعتمدة على الطوب المصنع من الطين والتبن، وتقصر الجدران على الطين، وكانت السقوف من القصب والجريد وسعف النخيل واللزاب، وأسهم توافر عنصر السليكا في التربة المعانية في ضمان ثَبات بيوت يمتد عمرها نحو 300 سنة، على الرغْم من الظروف الطبيعية التي مرت بالمنطقة.
وتتكون البيوت المعانية من القناطر والكواير والأقواس والحوش المسور بالجدران، حين كان باب البيت منخفضًا حتى إن صاحب البيت يضطر إلى الانحناء حتى لا يرتطم رأسه بسقف الباب.
وصفات غذائية معانية
نقل المؤلف المعزب رباح عن فايز سليمان الدويرج قوله إن أهالي معان عالجوا مرضى المفاصل بواسطة هرس التمر بحليب الإبل، ثم تصفيته بقطعة قماش قبل أن يمنح للمريض.
واستفاد أهالي معان من أشجار الكمأ والخبيزة والزعتر البري، وتفردت عشيرة العقايلة بتربية النحل، واستخدام العسل استخدامًا تجاريًّا، وقد كانت عملية التربية تجرى بعبوات شاي السيلاني الكبيرة.
وفي الجفر فضلًا على وادي موسى والشوبك نشط أهالي معان في ممارسة الصيد سواء صيد الطيور، أم الحيوانات البرية، وسواء للتسلية أم الكسب والتجارة وتناولها للأكل.
واشتهرت في معان مجموعة من الأكلات الشعبية، أبرزها الأرز الحامض، والمجللة التي كانت تعمل بخبز العربود العويص والمخبوز بالجمر، كذلك البخاري.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.