كان الزواج عند المدنيين ميسّرًا، ليس فيه من المظاهر التي نشاهدها الآن، وليس فيه من النفقات ما يثقل كاهل أهل العروسين، ليس فيه سهر حتى الفجر، ولا تعب ومشقة يتحملها الجميع، وكان يتم في يسر وسهولة بخطوات تفرح الجميع وتدخل البهجة على أهل العريس والعروس.
وكان الشباب يتزوجون مبكرًا، ولا سيما عندما يتحمل الشاب والفتاة المسؤولية كاملة، فالشاب قد أصبح رجلًا سنه قارب الـ18 ربيعًا، تخرج في الكتاب أو المدرسة التحضيرية، وأصبح قادرًا على تحمل المسؤولية، والفتاة قد بلغ سنها 15 عامًا، وأصبحت قادرة على تحمل أعباء البيت، وقد أجادت التطريز والخياطة، وألمَّت بمبادئ القراءة والكتابة.
وكان همُّ الآباء والأمهات أن يسعدوا أولادهم وبناتهم، ويفرحوا بهم عندما يرونهم متزوجين يملؤون البيت عليهم بالأولاد والبنات، فكانت الخطوات كالتالي:
عرض الفكرة
تعرض الأم فكرة الزواج على ابنها وتحسِّن له الزواج المبكر حتى تأخذ منه موافقة.
تحديد موعد الدخلة
تتم زيارة أهل العريس لأهل العروس، ويقدمون التهنئة ويحددون موعد الدخلة والزفاف وإقامة حفل الزواج.
جهاز العروس
يؤمِّن والد العروس جهاز العروس وفرش غرفة العروسين في بيت العريس، إلى جانب مستلزمات البيت من أدوات ووسائل إضاءة... إلخ.
خروج الفراش
ينقل جهاز العروس إلى بيت العريس قبل أسبوع من الموعد المحدد للدخلة، ويخرج الفراش من بيت العروس محمولًا بواسطة حُمّال، يراوح عددهم بين 50 و60، كل واحد منهم يحمل شيئًا، وسط فرحة الأطفال والسير مع هذا الموكب.
الاستعدادات
أن يقيم العريس حفلة الزواج في بيتهم، وكذلك أهل العروس، ويهتم شباب الحوش بتنظيف رحبة الحوش وفرشه بالمفارش والسجاد لأنهم الفزيعة في الأفراح، كما يعتني أصحاب البيوت ببيوتهم، ويقدمون مياه الشرب المبخرة بالمستكة، ويحضرون الشاي والقهوة، ويحضِّرون الأدوات اللازمة.
العزومة
قبل أسبوع من موعد الدخلة، يوجه والد العريس الدعوة، ويعزم جميع الأهل والأصدقاء والجيران بالشخوص إليهم بنفسه، أو بواسطة عمدة الحارة.
المدَّادة
تستعين والدة العريس (بالمدّادة) وهي المرأة التي تُكلَّف بإبلاغ الدعوة للنساء، مقابل مبلغ تهديه إياها والدة العريس.
القُوْد أو الرِّفْد
القود أو الرفد أو النقوط عبارة عن الهدية التي يقدمونها مشاركة في هذه المناسبة الغالية، وهي من العادات الجميلة التي تزيد الترابط بين أفراد المجمع، وغالبًا تكون قبل موعد الدخلة بيوم أو يومين أو أكثر، وعادة ما تكون من الخراف أو أكياس الأرز والسكر والشاي والدقيق والبن والهيل أو تنك السمن أو النقود.
النَّصَّاصة
النصاصة هي السيدة المتخصصة في تزيين العروس وتلبيسها لباس العرس والزفاف.
قيِْلة الحِنَّة
قبل ليلة الدخلة يجري الاحتفال بهذا اليوم من قبل أهل العروس ويسمى قيلة الحنة، وفيه يحتفل أهل العروس بحنة العروس على اليدين والقدمين، ثم يتم تحميم العروس.
الدُّخْلَة
ليلة الفرح أو ليلة دخول العريس بعروسه، وهي الليلة التي يتم فيها زفاف العروس.
المُسَرِّيات
هن النسوة المرافقات للعريس وأهله، وهن النسوة الكبيرات العاقلات المحتشمات، اللاتي يتصفن برجاحة الفكر وبعد النظر وسلامة المنطق.
التَّعْتِيمَة
وجبة العشاء المقدمة للمدعوات في وقت العتمة بعد العشاء بساعة، وتتكون من الشريك أبو السمن، والششني، والهريسة، والطرمبة، والحلاوة الطحينية، والجبن، والزيتون.
الصَّباحِيَّة
الصباحية أو الصبحة أو التصبيحة هو اليوم البهيج الذي تصبح فيه العروس وهي في بيت عريسها، وهو اليوم الذي يقدم فيه العريس هديته إلى عروسه وكذلك والده ووالدته.
ويطبخ الطباخ (الزلابية)، ويعدها من الشيرة، لزوم الإفطار للعروسين والأهل والجيران والأصدقاء.
الغداء
يوم الصبحة يتناول المدعوون من الرجال طعام الغداء عند أهل العريس.
الأسبوع
يبدأ للعروسين ابتدًا من يوم الصبحة، إذ جرت العادة ببقاء العروسين في بيتهم مدة 7 أيام، وبعدها يقيم أهل العروس وليمة يدعى إليها العريس وأهله وتقتصر على الأهل فقط.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.