بعد انتشار الإسلام في العصر الأمويّ لم يعد المسلمون من العرب فقط، بل صرنا نجد مسلمين أقباطاً، ومسلمين أحباشاً، ومسلمين أتراكاً، ومسلمين فرساً، ومسلمين من الرّوم؛ أي أصبح المسلمون من أصول مختلفة عربيّة وغير عربيّة.
ولكن أثناء تولّي المناصب كان الملك الأموي يلجأ إلى العرب دون غيرهم من الجنسيات؛ ممّا أدّى إلى أن يثور أبو مسلم الخرسانيّ على الدّولة الأمويّة عام 132م لرغبتهم في تولّي المناصب كما يتولّاها العرب المسلمون، قتل فيها الملك مروان بن محمّد، وكان آخر خليفة أمويّ، وبهذا انتهى العصر الأمويّ، وقام عصر جديد سمّي بالعصر العبّاسيّ، وقامت الدّولة العبّاسيّة.
اقرأ أيضاً
مظاهر تأثر العرب بالفرس
نقل العبّاسيّون مقرّ الخلافة من دمشق إلى بغداد، وأصبحت الدّولة العبّاسيّة تعتمد على الفرس أكثر من العرب؛ لأنّهم ساعدوهم في الثّورة ضدّ الأمويّين؛ ممّا أدّى إلى امتزاج الثقافة العربيّة والفارسيّة.
أولا الجوانب الاجتماعيّة
تأثّر العرب بالفرس في الأكل، والشّرب، والمسكن، والملبس، وغيرها من مظاهر الحياة.
ثانياً الجوانب الدينية
بدأت بعض الأفكار الدّينيّة الغريبة تتسرّب إلى الدّولة العبّاسيّة، مثل:الدّيانة الزّرادشتيّة، والدّيانة المانويّة، والدّيانة المزدكيّة، وانتشرت الزّندقة.
لم يكن المجتمع العبّاسي مجتمعاً ماجنًا فاسدًا، بل كان هناك بعض النّاس زنادقة فاسدين فقط، وأدّى وجود بعض الزّنادقة الفاسدين إلى ظهور الزّهد بين الناس، فكما كانت تمتلئ الخمّارات بالشّباب السّكارى والخمور، كانت المساجد تكتظّ بالعابدين والمصلّين.
ثالثًا الجانب الثقافي
ازدهرت الثّقافة في العصر العبّاسيّ لما كان من أثر الحضارة الفارسيّة على الحضارة العربيّة في العلوم والثّقافة، ومن مظاهر هذا الأثر
ازدهار التّرجمة: بدأ العلماء بترجمة كتب بعدّة لغات إلى العربّية ليضيفوها إلى حصيلة الكتب.
ظهور بعض العلماء المسلمين "المعتزلة"، الّذين شكلوا فرقة من المسلمين تردّ على الأفكار الدّينيّة الغريبة مع بداية ظهور الفلسفة الإسلاميّة (علم الكلام).انشغال العلماء بالدّراسات اللّغويّة والقرآنيّة والفقهيّة.
ظهور المذاهب الفقهيّة الأربعة وكتب الصّحاح للأحاديث النبويّة كصحيح البخاريّ وصحيح مسلم.كان بعض الخلفاء يزنون الكتب ذهبًا وإعطائها هديّة لأصحاب الكتاب تقديراً منهم لقيمة العلم وأهميّة الكتب وتقدير الكاتب في العصر العبّاسي.
اقرأ أيضاً
ازدهار العلوم الأدبية واللغوية
من مظاهر ازدهارها
كان النّحو لا يُدَرَّس، بل كان يُؤخذ استماعًا من العرب، لكن مع دخول غير العرب الإسلام ظهرت مدرستان في علم النّحو: مدرسة الكوفة، ومدرسة البصرة.
ظهرت عدّة مدارس أدبيّة شعرًا ونثرًا، مثل: المجدّدين، والشّعر القديم، والطّبع، والصّنعة.
تعدّدت الأغراض الشعريّة بظهور الجديد منها.
تجدّد النّثر، والتنوّع بين الخطابة والكتابة.
أصبحت الدّولة العبّاسيّة الأولى ثقافيًّا وعلميًّا على مستوى العالم كلّه بسبب ازدهار الثقافة فيها، وتقديرهم لقيمة العلم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.