انا جيداء طبيبة نفسية بمصحة رفق .. بدأت قصتي منذ أن ماتت أمي وانا في السنة الأولى بالجامعة ..
تزوج أبي لفترة لم تتعدى السنة .. عانيت كثيرا خلال هذه الفترة القصيرة من حياتي ..احترمت رغبة ابي في أن يكون لديه شريكة حياة .. لم يكن اعتراضي على فكرة الزواج بحد ذاتها ولكن كان لابد أن يتأنى ويحسن الإختيار .. بالرغم من أنني كبرت وقضيت سنوات حياتي في بلد أجنبية .. لكنني كنت متشبعة بأفكار أمي وروحها الطاهرة ..رحيلها عني لم يكن الشيء الذي يخرجها من قلبي وعقلي وأفكاري .. هناك أشخاص يرحلون عنا فقط بأجسادهم ولكنهم يبقون معنا بأرواحهم وذكرياتهم ..وتظل كلماتهم محفورة بقلوبنا .. وتبقى مواقفهم وآثارها بداخلنا ومصدر الإلهام لنا حتى آخر لحظة في العمر .. كانت أمي تغرس بداخلي القيم الدينية الراقية التي لايعرف عنها الغرب شيئا .. كان يتعامل معي الجميع على أنني مريضة نفسيا ذات عقد داخلية.. كانوا يتهمونني بأنني شخصية متطرفة..
قد كان إلتزامي دينيا نوعا من المرض النفسي هنا بلندن.. وبالتالي لم يكن لي أصدقاء..
أمي كانت تقول دائما أننا مقصرين في حق الله .. بالرغم من كل ما نفعله من صلاة وصيام وحفاظ علي أجسادنا من التعري قدر الإمكان في بلد العري الجسدي والفكري ..
كانت تقول ليس هذا الذي نرتديه هو الحجاب المفروض في ديننا .. وان هناك ما يسمي بالسنن والنوافل .. أشياء لم أكن افهمها جيدا في ذلك الوقت ولكنني عندما كبرت قرأت وتمعنت أكثر فأكثر حتي فهمت ديني جيدا ..
رحم الله أمي ..وغفر الله لها كانت إنسانة نقية ..ليس بداخلها غل او حقد .. لم تكن أبدا تكن اي مشاعر سيئة لأحد .. كانت بشوشة وهادئه لا أذكر مرة أنني رأيتها ترفع صوتها علي ابي أو توبخه علي أفعاله .. وهو أيضا كان يحبها بل ويعشقها .. كيف فكر بعد وفاتها بشهور بسيطة بالزواج من أخري .. وهل لأمي بديل ؟!
لا أعرف ولكن هذا هو المتعارف عليه بمجتمع الرجال ..
كنت أعلم جيدا أن هذه العلاقة لن تستمر كثيرا .. فقد كان أبي سئ الطباع لن يستطيع أحد تحمله بعد امي .. خاصة أنه ذهب وتزوج سيدة أجنبية .. كانت نقيض أمي بكل شئ من أين جاء بها لا أعرف ..
ولكن كان لابد أن يمر بهذه التجربة كي يعرف قيمة أمي .. ويدرك جيدا أنه لن يجد من يشاركه الحياة بعدها .. لن يجد سيدة مثل أمي .. تتقبل بشاعة تصرفاته بوجه باسم وقلب صبور ..
عندما مات ابي بعد أن أتممت دراستي بكلية الطب النفسي بجامعة كامبريدج بلندن .. أحسست أنني لم يبق لي مكان بهذا البلد .. لم يكن لدي ما ابكي عليه أو أفتقده إن رحلت ..
أشعر بالغربة فقد كانت أمي الوطن والأهل .. البيت والأمان .. اي مكان بعد امي غربة وسفر .. ليتني أموت لأعود الي وطني .. انا في غربة حتي آتي إليك يا أمي ..
يتبع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد
جميل اوى
رائعة وأسلوب الكتابة جذاب أنتظر قراءة باقي الأجزاء
شكرا جدا 😊
اسلوبك جميل جداااا
جميله جدآ😍😘
احسنتى يااستاذة
انتظر المزبد 👏👏👏👏
كم اشتقت الى تكملة القصة
انا منتظرة الجزء الثانى على نااااار بسبب جمال الجزء الأول
أجزاء القصه كلها نزلت شكرا علي المتابعه ❤️🌹
جميلة جدا احاسيسك انا اسلام مدمن متعافى وكتبت مقال عن الادمان اتمنى ان اسمع رأيك فيه
شكرا جدا بس فين المقال ؟؟
أسعدتوني جدا بكلامكم أتمني تتابعوا باقي أجزاء القصة وأسمع رأيكم فيها 🌹❤️
انا كاتب مقالتين وقصة لم اكملها بعد كتبت منها جزئين باسم عندى أمل والمقالتين الحب الغير مشروط ونعم الادمان عند التعافى لو دخلتى على قائمة مقالاتى ستجديهم اسمى الثلاثى اسلام ابوبكر عبد العزيز والايميل eslam_elbasha1014@faceboo;or yahoo وارجو ان تقرايهم لاتعلم منك واصحح أخطائى
هذه هى القصة اتمنى ان تشاركينى لاتعلم منك
هذه مقالة الحب الغير مشروط
لقد كتبت قصة سميتها عندى أمل نشرت 3 اجزاء وسأكمل الباقى ولكن أريد ان اعرف تعليقك ورايك فيما كتبت لانى معجب بأسلوبك وتعليقك على ما كتبت سيجعلنى أعرف أخطائى وأكتب بقية الأجزاء أفضل أرجو الرد هذه المرة
راءع سوف أنتضر أجزاء قصة
راءع سوف أنتضر أجزاء قصة
مثير هذا حفزني للقراءة الاجواء الاخرى
ملفت للافكار