يشعر الأطفال بالخوف من عدد كبير من الأشياء والمواقف، كالخوف من الظلام أو الحيوانات أو الأصوات المرتفعة أو الخوف من الدم، وتسبب هذه المخاوف إعاقة الحياة الاجتماعية للطفل، ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، سوف نتحدث في هذا المقال عن:
تعريف الخوف عند الأطفال، ومظاهره، وأعراضه، وأنواع المخاوف التي يشعر بها الأطفال وأسباب هذه المخاوف، وكيفية وقاية الأطفال من الخوف، وسنختم هذا المقال ببعض الأساليب العلاجية التي تساعد الآباء على كيفية التعامل مع مخاوف أبنائهم.
اقرأ أيضًا تحدي الخوف
1- تعريف الخوف
هو انفعال يشعر به الطفل نتيجة إحساسه بوجود خطر ما، وينشأ عن هذا الخوف سلوكيات التجنب.
مظاهر الخوف عند الأطفال
ويظهر هذا الخوف في صورة (صراخ- غضب شديد- تسمر في مكانهم- يرتمون في أحضان والديهم ويمسكون بهم بشدة).
ويستمر الخوف لدى الأطفال الأقل من (18) عامًا مدة (6) أشهر في الأقل.
أعراض الخوف عند الأطفال
التعرض للموضوعات المخيفة يتسبب في حدوث استجابات فسيولوجية مثل: (الدوار- ضيق التنفس- زيادة معدل ضربات القلب- الإغماء).
أنواع المخاوف
يوجد نوعان من المخاوف:
أ- المخاوف العادية
وهي الأكثر انتشارًا عند الأطفال مثل الخوف من الرعد والبرق والحيوانات والأماكن العالية، وقد يخاف الطفل من مقابلة الغرباء والظلام والثعابين، ويخاف من دخول الامتحانات والرسوب فيها.
والطفل بطبيعته يميل إلى المبالغة والتضخيم من المخاوف، ولكن تنتهي هذه المخاوف بنمو الطفل ومعرفته أن الأشياء التي كان يخاف منها هي أشياء طبيعية.
وفي الغالب نجد أن عدد المخاوف لدى الأطفال يقل مع التقدم في العمر.
ب- المخاوف المرضية
وهي مخاوف غامضة لا يُعرف لها سبب وهي دائمة ومتكررة، ويخاف الطفل فيها من أشياء لا تُخيف، كالخوف من الأماكن المرتفعة والخوف من رؤية الدم والخوف من الحقن.
ونتيجة لهذه المخاوف يتجنب الطفل الوقوف في مكان مرتفع أو يتجنب تناول الحقن حتى لو كان مريضًا، وتسبب هذه المخاوف إعاقة الحياة الاجتماعية للطفل كالخوف من ذهابه للمدرسة والخوف من مواجهة الناس.
اقرأ أيضًا كيفية التخلص من الخوف؟
أسباب ظهور المخاوف المرضية
1- الجينات لها دور مهم في ظهور المخاوف المرضية، فمثلًا الآباء الذين يعانون الرُهَاب (المخاوف المرضية) نجد أن أبناءهم غالبًا يعانون أيضًا هذا الرُهَاب.
2- استماع الطفل إلى قصص مخيفة عن الحيوانات المفترسة ومشاهدته الأفلام المرعبة التي تقلقه وتشعره بالخوف.
3- ترك الأم طفلها أوقاتًا طويلة، يُشعره بفقدان الأمن، وينتج عن ذلك مخاوف متعددة.
4- تأثر الطفل بمخاوف الآخرين، فعندما يشاهد الطفل والدته تخاف من الحيوانات أو الظلام، يتعلم منها ويخاف هو أيضًا من الحيوانات أو الظلام.
5- التحذيرات أو التهديدات التي يرددها الآباء كل يوم كأن يقول الأب لابنه: "إذا أكثرت من شقاوتك، سنتركك ونغلق عليك الباب".
6- يستخدم الطفل المخاوف لكي يؤثر في والديه، فمثلًا: الطفل الذي يخاف من الذهاب إلى المدرسة، ويسمح له أبواه بالبقاء في المنزل، يحصل على ما يريد من تجنبه لذهابه للمدرسة وبقائه في المنزل.
7- قد يؤدي النقد الزائد للطفل وتوبيخه إلى شعوره بالخوف، وشعوره بأنه ليس لديه القدرة على فعل أي شيء صحيح، ويظهر على الطفل الجبن والخضوع والاستسلام.
8- تؤدي الصراعات المستمرة بين الوالدين إلى جو متوتر في المنزل، ما يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان، وتجعله أيضًا غير قادر على التعامل مع مخاوف الأطفال العادية، ويشعر الطفل بالخوف الشديد عندما يدرك عدم قدرة والديه على مواجهة مشكلاتهما.
6- نسبة الانتشار
نجد أن المخاوف تنتشر بنسبة أكبر بين الإناث مقارنة بالذكور.
اقرأ أيضًا أسباب الخوف ودوافعه ووظيفته لدى الإنسان
طرق الوقاية من المخاوف عند الأطفال
1- على الوالدين أن يكون سلوكهما متزنًا وخاليًا من الفزع إذا مرض طفلهما أو أصابه مكروه، لأن الطفل يتعلم الخوف والفزع من والديه ويقلدهما ويعمم هذا الخوف والفزع على بقية مواقف حياته.
2- تهيئة الوالدين لطفلهما الجو العائلي الهادئ، لأن الاضطرابات الأسرية تضعف ثقة الطفل بنفسه.
3- يجب أن يشعر الطفل بالحب والأمان والطمأنينة من والديه، وفي الوقت نفسه يتسم الوالدان بالحزم وليس الفوضى.
4- إذا شعر الطفل بالخوف، يجب على الآباء ألا يساعدوه على النسيان؛ لأن كبت الخوف ونسيانه يسبب له عددًا من الأمراض النفسية في المستقبل.
ولكن يجب عليهم أن يتحدثوا مع الطفل ويوضحوا له الأمور، لأن الطفل قد يكون غير قادر على فهم أمور معينة، ونتيجة لذلك نجده يخاف من أشياء لا تخيف.
أساليب علاجية تساعد الآباء على التعامل مع مخاوف الأبناء
1- يقل شعور الطفل بالخوف عندما نربط موضوع الخوف لديه بأي شيء سار.. فمثلًا الطفل الذي يخاف من الظلام من الممكن أن يلعب لعبة الاستغماية في غرفة مظلمة، فيختبئ الأب ويبحث عنه الطفل ثم يختبئ الطفل ويبحث عنه الأب.
والطفل الذي يخاف من الحيوانات من الممكن أن نجعله يشاهد صور الحيوانات في كتاب ثم يرسمها ويلونها ويكتب قصصًا عنها، ويناقش هذه القصص مع إخوته.
ومما سبق نستنتج أن :
التعرض المتكرر لموضوع الخوف يؤدي إلى تقليل الشعور بالخوف، على عكس تجنب المواقف المخيفة قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالخوف.
2- تهيئة الطفل للموقف، فإذا كان الطفل يخاف من الذهاب إلى المستشفى للعلاج، فعلى الآباء أن يهيئوا الطفل للذهاب إلى المستشفى، ولا يفاجئوه بالوجود فيها حتى لا يشعر بالخوف الشديد، أو مشاهدة الآباء مع أطفالهم لأفلام أو مسلسلات يوجد فيها أطفال -من أعمارهم- يذهبون إلى المستشفى للعلاج حتى يشعر الأطفال أن هذا الأمر شيء عادي ولا يستدعي الخوف.
3- التدعيم الإيجابي: فمثلًا يجب تشجيع الطفل وتقديم المكافآت المادية له عند ذهابه إلى مدرسته إذا كان يخاف الذهاب إليها، وعلى الآباء عدم تدعيم جلوس الطفل في المنزل عن طريق اهتمامهم به واللعب معه، حتى لا يعتاد الطفل الجلوس في المنزل وعدم الذهاب للمدرسة.
4- الاسترخاء العضلي مفيد جدًا للأطفال والمراهقين (بعد الثامنة من عمره)، لأن شد العضلات وإرخاءها يتعارض مع الشعور بالخوف.
تمارين الاسترخاء تتمثل في: (غلق اليدين بشدة مدة 3 ثوانٍ ثم فتحها ببطء مدة 3 ثوانٍ)، ومن الممكن عمل تمارين الاسترخاء في القدمين أيضًا والكتفين والعينين بالطريقة نفسها السابق ذكرها في اليدين.
ومن الممكن في أثناء ممارسة الطفل تمارين الاسترخاء أن نَصِفْ له المشاهد التي تخيفه (من أقل درجة لأعلى درجة)، وهذه الطريقة تجعل الطفل يقل الخوف لديه شيئًا فشيئًا.
والاسترخاء يمكن أن تستخدمه مع طفلك بمفرده ويمكن أن تمزجه مع وصف المشاهد المخيفة له.
ولكن في حال استخدامك الأساليب العلاجية السابقة، واستمر شعور الخوف لدى طفلك، فعليك الذهاب إلى (الطبيب النفسي/ المعالج النفسي) لعلاج حالته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.