مشكلات القولون وسبل الوقاية منها

يومًا بعد يوم.. تتزايد مشكلات القولون الصحية، والتي من أهمها: التهاب القولون الأميبي/الباسيلي، والعصبي/المخاطي، والتقرحي، وسرطان القولون، فما تفاصيل تلك المشكلات، وأسبابها، وسبل الوقاية منها؟

ستجد أيضًا على منصة جوك تشخيص القولون العصبى و أعراضه وعلاجه الدوائي

ما دور القولون في عملية الهضم؟

صنَّف أطباء حضارتنا العربية الإسلامية، ومنهم "أبو بكر الرازي"، والشيخ الرئيس "ابن سينا"، رسائل وأراجيز عديدة في مشكلات القولون منها: "القولنج"، "القولنج وأنواعه ومداوته"، "رسالة قولنج من مجموع نوادر الطب"، و"رسالة في أوجاع البطن"... إلخ.

وقد عرَّفوا "القولنج": "مرض معوي مؤلم يصعب معه خروج البراز والريح"، وسببه "التهاب القولون". ويذكر أن الشيخ الرئيس "ابن سينا" قد توفي بسبب مضاعفات إصابته بالقولنج التي عجز -بعد محاولات عديدة- عن علاجه بنفسه.

والقولون (الأمعاء الغليظة): قناة عضلية مبطنة بغشاء مخاطي، ويصل طولها نحو متر ونصف تقريبًا، وتصل بين نهاية المعي الدقيق والمستقيم، وهو ينقسم إلى القولون الصاعد، فالمستعرض، فالنازل/الهابط، ثم المستقيم، ويليه الشرج.

ووظيفة القولون امتصاص بعض السوائل والأملاح من فضلات الطعام، ومن ثم تكوين براز متماسك، وعضلات القولون -بمساعدة جداره الداخلي الأملس وما عليه من مادة مخاطية زلقة- تقوم بعمليتي الانقباض والانبساط، فتدفع بتلك الفضلات -التي تظل به طبيعياً ما بين 2-3 أيام لإتمام عمليتي الامتصاص والتخمر- باتجاه المستقيم فالشرج، للتخلص منها خارج الجسم.

ستجد أيضًا على منصة جوك القولون العصبي.. أعراضه وأسبابه وعلاجه

مشكلات القولون

تأتي مشكلات القولون على رأس قائمة الأمراض المعاصرة الناتجة عن أنماط من التغذية غير المتوازنة وغير الصحية، مثل: البروتينيات الحيوانية الدسمة، والأطعمة الحريفة، والأطعمة التي تنتج غازات كثيرة مع قلة الألياف النباتية، والإسراف في تناول المنبهات كالشاي والقهوة، والأكل والمضغ السريع، وشيوع القلق والتوتر، فالقلق والتوتر يجعل اللعاب قليلًا والهضم سيئًا، وسرعة مرور الطعام نصف مهضوم.

وتوجد شواهد سريرية عامة تشير إلى الإصابة بمشكلات القولون منها: الشعور بألم متكرر بالبطن، الانتفاخ، امتلاء القولون بالغازات، تخمر الطعام أو بلع الهواء، أصوات مسموعة في البطن، الإمساك، الإسهال، أو الاثنان معًا.

ستجد أيضًا على منصة جوك نصائح للتعايش مع القولون العصبى

التهاب القولون الأميبي "الباسيلي"

توجد أنواع رئيسة من التهابات القولون: التهاب القولون الأميبي/ الباسيلي، والتهاب القولون العصبي/المخاطي، والتهاب القولون التقرحي.

عادة ما يحدث جراء تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة بطفيليات الأميبيا وبكتريا الشيجلا، ومن أعراض ذلك الالتهاب الدوسنتاريا القولونية الأميبية/ الباسيلية، وتشنجات ومغص حاد بالبطن، وإسهال وحمى، وقد تتكون قروح حادة وعميقة في القولون.

فتؤدي إلى ثقبه مُحدثة التهاب الصفاق Peritonitis (التهاب حاد أو مزمن في الغشاء البريتوني المبطن لتجويف البطن). ما قد يتسبب في جعل الأنسجة التليفية تنمو داخل بعضها فتحدث التصاقات تعيق قيام الأمعاء بوظيفتها، أو قد يحدث خراجًا أميبيًّا حادًّا كمضاعفات للدوسنتاريا الأميبية، ويصف الأطباء لهذا النوع من الالتهاب عقاقير، وقد يستدعي الأمر تدخلًا جراحيًّا عند حدوث ثقب في جدار القولون.

ستجد أيضًا على منصة جوك علاجات جديدة لمرض القولون العصبي .. من بينها التنويم المغناطيسي!

التهاب القولون العصبي "المخاطي"

التهاب القولون المخاطي أو "القولون التشنجي/ التقلصي/ العصبي/ المتهيج" عبارة عن: مجموعة من الأعراض المتباينة تتميز بنوبات من آلام بالبطن، جراء تشنجات عضلات جدار القولون، واضطراب في الإخراج، وتقلب ما بين الإسهال والإمساك وغيرها، وقد يحتوي البراز على مخاط غير مدمم، وحدوث انتفاخ بسبب تراكم الغازات، وتنشط هذه النوبات بالإثارة العصبية أو الغذائية عوامل نفسية وعضوية.

وهو يعود لاضطراب وظيفي/عصبي في الطريقة التي تعمل بها الأمعاء، وكذلك التوازن الطبيعي للجهاز البكتيري المعوي، ما يؤثر على حركة الأمعاء الغليظة، ويسبب التهاب جدارها.

وقد تحدث نوبات من المغص الحاد Acute Colic، تظل لمدة أيام، ثم تختفي لتعاود الظهور مرة أخرى، خاصة عند جود قلق متزايد وتوتر نفسي، وقد تكثر هذه الآلام عند سيدات مع الدورة الشهرية، وتعد نسبة حدوث القولون العصبي مرتفعة نسبيًّا، من تنامي حالات الضغط/ التوتر النفسي والقلق، ومشكلات سوء التغذية أو عقب الإصابة بالدوسنتاريا الأميبية والبلهارسيا، وتوصف عقاقير وحميات خاصة للتخلص من الأعراض.

ستجد أيضًا على منصة جوك ماذا تعرف عن الأمراض المزمنة؟

التهاب القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis: مرض معوي التهابي، يصاحبه عادة ألم في البطن، وإسهال حاد، وحمى، ومخاط وصديد في البراز، مع ظهور دم ونزف، وعندما تزداد حدة الالتهاب تنشأ تقرحات Ulcers أكالة على بطانة القولون، محدثة جروحًا (غالبًا ما تبدأ في المستقيم ثم تمتد إلى القولون).

ما قد يسبب الانثقاب وتسرب محتويات المصران وحدوث التهاب الصفاق Peritonitis. ويزيد التهاب القولون التقرحي بدرجة كبيرة من احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لذلك يُراقب المصابون به بانتظام.

وفي الحالات الشديدة لالتهاب القولون التقرحي يمكن أن تحدث بعض المضاعفات مثل: ظهور طفح جلدي، والتهاب ملتحمة العين، ورواسب دهنية في الكبد، وتكون حصى في الكلي والمرارة، والتهابات المفاصل، والتهاب الفقرات الروماتزمي.

وتساعد العقاقير (تقلل من عدد النوبات وتسكن الألم) على التخفيف من حدة الالتهاب، لكن قد تدعو الحاجة إلى التدخل الجراحي باستئصال جزء من القولون في الحالات البالغة الخطورة، أما الالتهابات المزمنة فإن احتمال إصابتها بالسرطان كبيرة؛ لذا يجري الأطباء تدخلات جراحية حسب كل حالة.

ستجد أيضًا على منصة جوك القولون العصبي .. أسبابه ونتائجه وكيفية علاج القولون

التهاب تقرحي في جزء من القولون

في بعض الحالات يتعيّن إزالة القولون بكامله، حيث ينتهي المعي عند اللفائفي (القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة). وبعد ذلك يعيد الجراح توجيه اللفائفي نحو فتحة اصطناعية في البطن، ويوصل كيس بهذه الفتحة من أجل تفريغ محتويات الأمعاء.

ويسعى الجراحون إلى تشكيل جيب تخزين جديد من المعي اللفائفي ووصله بنهاية المستقيم؛ ليكون باستطاعة المريض قضاء حاجته كالمعتاد، ورغم أن البراز يكون أكثر رخاوة؛ فإن ذلك يمكن أن يترك قسمًا صغيرًا من القولون معرضًا للإصابة بالتهاب القولون التقرحي في المستقبل.

مشكلات القولون من زوائد إلى سرطان

هل تسهم البكتريا في علاج التهابات؟

يوجد في جسم الإنسان أكثر من 400 عائلة من سلالات البكتريا المسالمة المفيدة، تعيش داخل الأمعاء وتعمل على تحقيق التوازن الطبيعي للجهاز البكتيري المعوي.

وفقد هذا التوازن يأتي من أسباب منها: سوء التغذية -إفراطًا ونقصًا-، وتناول الوجبات السريعة، والإسراف في السكريات، والتدخين، وأنماط الحياة المعاصرة، الإرهاق، وإدمان تعاطي المضادات الحيوية، وبعض الأدوية. وفي هذه الحالة فإن عدد البكتيريا الضارة تفوق النافعة ما يسبب الخلل في الجهاز المعوي وحدوث مشكلات القولون.

وحديثاً.. تم التعرف -تحت الظروف المعملية والطبيعية- على سلالات بكتيرية مثل بكتيريا Lactobacillus; Streptococcus and Bifidobacteria، وإمكانية تكوين توليفات متعددة منها، ما أنتج ما بات يعرف بالبروبيوتك: المعويات الصحية Probiotics، والبريبيوتك: المغذيات المعوية Prebiotics.

فالبروبيوتك هي بكتيريا نافعة تدخل في تركيب عديد من أنواع الزبادي المتخمر (اليوجورت الصحي Bio-yoghurt) أو الجبن، أو الكريمة أو منتجات الألبان الأخرى، وللتغلب علي بعض المعوقات التي تقف دون عمل فعال لهذه البكتيريا عبر مرورها بالمعدة، وتأثرها بحامض الهيدروكلوريك.

أو جدوى إمكانها أخذ موطئ قدم داخل المستعمرة البكتيرية الهائلة بالأمعاء، تعطى للمريض عبر كبسولات، أو إضافة مواد تنشيطية -مغذيات قولونية لا تهضم-، لتستقر مباشرة في القولون، وتساعد المعويات الصحية المستقرة بالقولون في نشاطها.

ستجد أيضًا على منصة جوك الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط في شرب القهوة.

ما دور الكبسولات التنشيطية على صحة القولون؟

وهذه المنتجات تقوم -أثناء نموها أو حثها وتنشيطها للبكتريا الموجودة بالأمعاء- بدور مهم في تنشيط الجهاز المناعي للجسم، وبخاصة الجهاز الليمفاوي المعوي لإنتاج الخلايا المناعية مثل خلايا الدم البيضاء، وتساعد على إفراز مضادات حيوية سائلة تشكل سدًّا منيعًا ضد البكتيريا الضارة.

وتسهم في بتعزيز مقاومة الجسم الطبيعية، ما يساعد على إعادة التوازن الصحي، ومن ثم تحقق عدة منافع صحية منها: تحسين تمثيل الدهون بالجسم، وإزالة الكولسترول والدهون الثلاثية، كذلك علاج القولون المخاطي، والقضاء على الإسهال المصاحب لاستخدام المضادات الحيوية، والتقليل من المشكلات الناتجة عن الحساسية، وتحسين عملية امتصاص المعادن مع زيادة إنتاج الجسم للفيتامينات... إلخ.

ودور البروبيوتك المتمثل في تبطين غشاء القولون المخاطي، وإنتاج مواد سائلة مشابهة للمضاد الحيوي، تقاوم إفرازات البكتريا الضارة وتُحيدها، ما يعزز مقاومة الجسم الطبيعية للبكتيريا، فالبروبيوتك تنتج أحماضًا دهنية قصيرة لتغذية خلايا ذلك الغشاء، وترفع الحامض في القولون.

مع وجود فيتامينات ومعادن تضاف إلى البروبيوتك للمساعدة على تحفيز عمل الخمائر، وتسهيل عملية الامتصاص لبعض الفيتامينات والمعادن، كامتصاص الكالسيوم، وتنتج البروبيوتك فيتامينات (B1)، وحامض الفوليك، وفيتامين (K)، ما يسهم في علاج القولون العصبي، والتهاب القولون التقرحي.

ستجد أيضًا على منصة جوك كل ما تريد معرفته عن التهاب القولون التقرحي من أسباب وأعراض وطرق العلاج

سرطان القولون

سرطان القولون هو ثاني الأسباب الرئيسة للوفاة من السرطان في الولايات المتحدة، يعتقد أنه ينشأ -إلى حد ما- بسبب عادات تناول أطعمة عالية الدهون/ قليلة الألياف، وإدمان التدخين، وتؤدي الوراثة دورًا أيضًا، فنحو 25% من مرضى سرطان القولون لديهم أفراد من العائلة أو أقارب مصابون به.

ومعظم حالات سرطان القولون Colon Cancer/ أو السرطان القولوني المستقيمي تبدأ من بوليبات ورمية غدية، ونسبة صغيرة من البوليبات التي تنشأ في القولون (نحو 1%) تصير سرطانية فيما بعد، ويحدث التغير من البوليب الورمي الغدي إلى السرطان القولوني ببطء (من 5 - 10 سنوات) بسبب سلسلة من التغيرات الجينية، لكن إذا استؤصل البوليب قبل أن يصبح خبيثًا، فإنه بالطبع لن يتحول إلى سرطان قولوني.

بيد أن كلًّا من البوليبات غير السرطانية والسرطانية لا تسبب عادة أعراضًا معينة، فالأعراض قد تتشابه مع أعراض قولون عصبي أو بواسير، بل إن 90% من مرضى سرطان القولون/المستقيم يعانون أيضًا من وجود بواسير شرجية.

فعامة الأعراض (خاصة عندما تكون حديثة) هي كثرة الغازات، إمساك حديث مستمر، دم فى البراز، آلام مستمرة فى البطن، تغير فى شكل البراز، الإحساس بعدم التفريغ الكامل للفضلات، نقص الوزن، والإجهاد السريع، والفحص غير الدقيق قد يفوت فرصة التشخيص، ما يفاقم من المشكلة.

وإذا تحولت البوليبات إلى سرطان، فإن الأعراض تكون غير واضحة إلى أن يصير الورم ضخمًا ليسد الأمعاء الغليظة أو يحدث نزفًا في البراز، حين يحدث هذا قد يكون السرطان الخبيث قد اخترق جدار الأمعاء وانتشر إلى الغدد اللمفاوية في البطن أو إلى أعضاء أخرى.

عند حدوث نزيف (دم أحمر قاني) من المستقيم يُرجح أنه آت من نهايات القولون (الأقرب إلى المستقيم والشرج)؛ لذا فالفحص بالمنظار السيجمي المرن يكون غالبًا أول وسيلة للتدخل، وقد يجرى اختبار حقنة الباريوم الشرجية Rectal barium enema، أو الفحص بمنظار القولون.

ويمكن أثناء الفحص بمنظار القولون أخذ عينات من ورم –يحتمل أن يكون سرطانيًّا– لفحصها أو استئصال بوليبات نازفة من أي نسيج يبدو غير طبيعي وفحصها أيضًا للكشف عن السرطان، وقد ينصح بإجراء فحوص بمنظار القولون بانتظام للأشخاص المُعرضين بدرجة عالية للإصابة بسرطان القولون.

وفي طريق التشخيص، يتحدد أيضًا استبعاد الأسباب الأخرى للنزيف كالبواسير، والتهاب المستقيم، والبوليبات غير السرطانية أو البوليبات السرطانية التي تتحول فيما بعد إلى سرطان قولوني.

ستجد أيضًا على منصة جوك الميلاتونين وعلاج قرحة المعدة

ما هي درجات سرطان القولون؟

يُصنف سرطان القولون إلى درجات أو مراحل، ويعتمد العلاج على الدرجة، وينصح بإجراء جراحة لاستئصال جزء من المعي -أو كله- لكل درجة منها، ويمكن إجراء الجراحة باستخدام منظار داخلي، وهذا الإجراء يكتنفه الجدل، وأحيانًا ما تتبع الجراحة بالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الإثنين معًا.

والوقاية من سرطان القولون تتمثل في نظم الغذائية منخفضة الدهون، عالية الألياف مع حصص يومية متعددة من الفواكه والخضراوات والحبوب، وتناول غذاء غني بالكالسيوم والفولات -مادة غذائية يحتاجها الجسم بكميات قليلة، وتوجد في الخضراوات الصفراء والخضراء الورقية-، مع الإقلاع عن التدخين.

وينخفض خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تترواح بين 30- 40% عند النساء اللاتي يتناولن -تعويضيًا- هرمون الإستروجين بعد سن انقطاع الطمث، واستئصال البوليبات الورمية الغدية يعمل على التخلص من مصدر محتمل للاورام الخبيثة.

ورغم أن الباحثين لا يعلمون السبب؛ فإن تناول العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب NSAIDs لسنوات يبدو أنه يخفض معدلات الإصابة بالسرطان المعوي، مع ذلك فإن التناول المنتظم للأسبرين، وهو نوع من تلك العقاقير، لا يقلل خطره.

ستجد أيضًا على منصة جوك فوائد إكليل الجبل للقولون

 نقص الألياف النباتية

تكرر ذكر الألياف النباتية ونقصانها، فما شأنها؟ يوجد نوعان من الألياف النباتية: نوع قابل للذوبان في الماء، فيكون هلامًا سميكًا يؤخر عملية الهضم، ويطيل الشعور بالشبع، ويجعلنا نكتفي بعدد أقل من الوحدات الحرارية، ويوجد في الخضار والفواكه والشعير.

أما النوع الآخر فهو غير قابل للذوبان يوجد في أنواع من الحبوب ومشتقاتها والخضار، وهذا النوع ينتفخ في الماء، ما يزيد من حجم ورطوبة الفضلات ويسهل الحركة المعوية (1جم من الألياف يضيف 15 جرامًا من الماء إلى الفضلات، فيلينها ويسهل إخراجها).

وحصة الألياف الموصي بها يوميًّا نحو 20 ـ30 جرامًا، وهي تعمل منظمًا داخليًّا وصديقًا حميمًا للجهاز الهضمي، وتقاوم الإمساك ومضاعفاته، وتؤثر في البكتريا المفيدة بالأمعاء، فتزيد من نسبتها على حساب الضارة منها.

 ولها دورها المهم في صحة جدار الأمعاء، وتفكيك الكربوهيدرات، وتصنيع فيتامين ب12، وتلك التي تمد بفيتامين E، وتوفر نحو 10% من الطاقة التي يحتاج إليها جسم الإنسان، في حين تسهم في نقص امتصاص أملاح الصفراء -المسئولة عن نقل الكولسترول إلى تيار الدم- مما يخفف من ارتفاعه.

لذا فنقصها يجعل الفضلات الغذائية جافة، ويزاد فترة عبورها، وتراكمها/ وتهيجها لجدار الأمعاء والقولون، وضعف حركة/ وعضلات القولون؛ لذا فهي تسهم في علاج الإمساك، ومنع البواسير، وتكوُّن الجيوب القولونية، وتقلل من نسبة الأورام السرطانية فى كثير من الأحيان.

لذا يجب الحرص علي الوجبات الغنية بالألياف النباتية، وفيما يلي بيان بكمية الألياف فى بعض أنواع الطعام: نصف فنجان من اللوبيا 6 جم، ومن الفاصوليا 4.5 جم، وحبوب الإفطار بالردة/ السيريال 5 جم، وقطعة خبز من القمح الكامل 2 جم، وفنجان من الأرز البني 3.5 جم، ومن الأرز الأبيض 1جم؛ أما حبات متوسطة من التفاح 4 جم، والكمثرى 4 جم، والخوخ 2 جم، واليوسفي2 جم، واحدة من الجزر 1.5 جم، وفنجان من الملفوف 2 جم، والخس 1 جم، وحبة متوسطة من الطماطم 1 جم.

ستجد أيضًا على منصة جوك سرطان القولــون

الوقاية والتغلب على مشكلات القولون

- مضغ الطعام جيدًا، وتناوله ببطء، والامتناع عن ملء المعدة، وتوفير الجو الهادئ بعيدًا عن القلق، فمَن تنتابه تقلصات القولون يحتاج إلى ملاحظة سلوكياته اليومية والتعرف على أسباب قلقه وتوتره ليتقيها.

- التقليل من الدهون والزيوت، والأطعمة المقلية والمحمَّرة، وعدم الإسراف في تناول النشويات والسكريات، والابتعاد الأطعمة التي تسبب مشاكل في الهضم/ وفي القولون، وتلك التي قد تسبب التحسس.

- ضم البقول والخضراوات والفاكهة إلى الوجبات الرئيسة، ويُفضَّل تناول الزبادي أو اللبن الرائب، وتناول السلطة الخضراء والفاكهة، والخبز الأسمر المحتوى على الردة والنخالة.

- شرب كوب ماء قبل الإفطار يوميًّا -من لتر إلى لترين ونصف يوميًّا، وتناول ما يساعد على ليونة الإخراج -ملعقة صغيرة من سلفات الماغنسيوم، أو شراب اللاكتيلوز، أو مسحوق أعشاب الإسباجولا-.

- تسبب المشروبات الغازية بعض الانتفاخ، ويفضل الاعتدال في تناول الشاي والقهوة وأكل الشوكولاتة.

- تحديد طرق الاسترخاء الذهني والمشاركة في التمرينات الرياضية كالمشي، وشغل وقت الفراغ بالهوايات المحببة.

ـ عند حدوث أزمات القولون: يجب الإقلال مما قد يسبب إنتاج كميات من الغازات -الكرنب، الفلفل الحار، العدس، الحمص، الفول، والذرة- والبهارات والمخللات والمسبك والمقلى، والاكتفاء بالمسلوق، وتقشير الفاكهة، وعدم أكلها على معدة خالية.

وبعد أن تهدأ الحالة يمكن استعمال أنواع الخبز والشوفان التي تحتوي على الألياف، وينبغي مراجعة الطبيب دوريًّا لإجراء منظار تشخيصي أو علاجي عند الضرورة.

وصفوة القول: تبقى الحاجة مستمرة لمواصلة الوعي الصحي بما هو مفيد لصحة الإنسان، وتبقي رسالة الصحة الوقائية: التعريف بآليات سلامة الأعضاء والأجهزة وعافيتها، والإعلام بأسباب الأمراض.

وكيفية الوقاية منها، باتباع الإرشادات التي تضبط نمط الحياة، النفسية والمادية، من مآكل ومشرب بلا إفراط أو تفريط، مصداقًا لقوله تعالى: {... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، متعنا الله تعالى جميعًا بالصحة والعافية والسعادة.

ستجد أيضًا على منصة جوك قولوا وداعاً للقولون العصبي بإستعمال هذه النبتة !