آثار مقتل جورج فلويد من قبل رجال الشرطة الأمريكية شعور من تعرضوا للتمييز العنصري في جميع أنحاء العالم، ومنها ألمانيا التي تعتبر من الدول التي تعاني من مشكلة التمييز العنصري، وبناء على ذلك وكما ورد في مجلة "ياتست زود دويتشه تسايتونج" (Jetzt von süddeutsche Zeitung) تم تأسيس مشروع على إنستغرام أطلق عليه مشروع "ما لا تراه" ضد العنصرية.
اقرأ ايضاً التنمر والعنصرية للهجات العربية عبر التواصل الاجتماعي والمجتمع
دومينيك لوتشا ومشروع "ما لا تراه"
مؤسس مشروع "ما لا تراه" هو باحث ماجستير في مجال الإعلام، يدعى "دومينيك لوتشا (Dominik lucha) جاء من ولاية رافنسبرج (Ravensburger)، ويقيم حاليا ببرلين "Berlin" أكد أنه من الجيد أن تدرك أنك لست بمفردك.
وأشار أن العنصرية جزء من حياته اليومية؛ فعندما يذهب لمقابلة أصدقاء جدد له تظهر مسألة أصوله ونشأته، فيقول: "إن نشأتي كانت في جمهورية "هاييتي" أحد بلدان البحر الكاريبي وأن السؤال عن النشأة يعتبر عنصرية أيضا، ولكن هذا ما يعلمه الآخرون، فلم تكن واضحة للجميع أنها عنصرية".
شارك "دومينيك" في البداية المنشورات وبعض مقاطع الفيديو عبر حسابه الخاص على "إنستغرام" قبل تخصيص حساب خاص بمشروعه، وأشار أنه قام بسؤال الأصدقاء ذوي البشرة السمراء عما يواجهوا من عنصرية في ألمانيا.
وقدم الكثيرون نماذج من حياتهم تدل على ما تعرضوا له من عنصرية ومن هنا بدأ مشروعه على إنستغرام تحت عنوان " ما لا تراه"، والعديد من المتضررين يشعرون أن هذا المشروع أستطاع أن يفهمهم ويشعر بهم.
اقرأ ايضاً نبذ العنصرية
ما لا تراه.. مشاركات تظهر العنصرية "إنستغرام"
جاءت بعض العبارات تعبر عما تعرض له الأشخاص ذو البشرة السمراء في ألمانيا، وكانت عبارة عن مشاركات ضمن المشروع وجاءت على النحو الآتي بلسان من مروا بها:
- في عيد ميلاد اقترب مني رجل عجوز وقال لي: "إذا كنت تستحم بشكل مستمر ما كان لك هذا اللون الأسود!" وكان هذا أمام الجميع ولم أجد رد فعل من أحد.
- كان عمري 12 عامًا وذهبت مع والدتي لصالون تصفيف الشعر وقالت لي مصففة الشعر وهي تنظر لي أنني لن أصفف شيئًا مثل هذا هنا.
- عندما قاما والدي ببناء منزل استدعى الجيران الشرطة وجاءت دورية الشرطة لموقع البناء!
- عندما كنت في الصف السادس دعاني أحدهم بالزنجي بعد أن طلبت منه خفض رأسه لأتمكن من رؤية شيء.
- الذي سوف أتذكره دائمًا عندما كنت في 13 من عمري قال لي أستاذي: "أرى المعنى الحقيقي لكلمة أسود متمثلة فيك".
اقرأ ايضاً الخطيئة والعنصرية ... لماذا كان اللون الأسود وسما للعبودية في الذهنية الغربية
العنصرية في ألمانيا
هذه المشاركات جاءت بشكل مجهول، وبلغ عدد المتابعين أكثر من 36 ألف متابع، وأضاف "دمينيك" أن أي شخص يدعي أنه لا يوجد عنصرية في ألمانيا فهو كاذب، وأشار أنه ينام عدد ساعات قليلة فهو الآن يكتب أطروحة الماجستير ويجمع الأخبار، يقوم العديد من النشطاء المعروفين مثل "Tarik Tesfu" بإعادة نشر بعض المشاركات من حساب مشروعه (wasihrnichtseht) ما لا تراه، ورغم أن المشروع يجلب العديد من المتابعين والمشاركات؛ إلا أنه يشعر بالحزن؛ لأن كل هذه الأشياء تحدث وحدثت بالفعل، وأن العديد من هذه التجارب مع العنصرية لم تكن مرئية أي لا يعلم بها أحد.
وقال: "إن الغالبية من ذوي البشرة السمراء والملونين لا يتحدثون عن العنصرية فإذا كان لديك صديق ذو بشرة سمراء، فأنت لا تعلم شيئًا مما يتعرض له من تمييز عنصري، فهو من يتعرض لهذه التجربة بنفسه"، ويشرح ضرورة إظهار هذه التجارب؛ كدليل أن العنصرية جزء من الحياة اليومية لكثير من الأشخاص في ألمانيا.
وأضاف أن هدفه هو أن يحصل البيض على معلومات، وأن يتعلم الأطفال ماذا تعني العنصرية؟ وكتب له الكثير من الأشخاص أنهم ممتنون لعمله، وأنه حقيقي بالفعل وأن كل ما تم نشره صحيح، ومن خلال صفحته هذه لم يعد المرء يشعر بالوحدة.
https://www.instagram.com/p/CBYuCYSH5TQ/?igshid=spdjppuohqc9
ما لا تراه مشروع ضد العنصرية ويأمل "دومينيك" أن يستمر المشروع مدى طويلًا؛ لأنه سيعطي إمكانية للتبادل والنقاش في اتجاهين أو جانبين وهما: مشاركة تجارب من تعرضوا للعنصرية وتعرف الأشخاص ذوو البشرة البيضاء على هذه التجارب، حيث يكتبون له أنهم لم يكونوا على دراية بذلك والآن أدركوا ما يحدث، وقد يكون هذا النوع من النقاش بمثابة حل لمشكلة العنصرية، وأنهى دومينيك حواره بمقولة "إنه من المهم أن تدرك أنك لست بمفردك".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.