يعتقد كثير من الناس أن فكرة الاقتراب من الموت هي مجرد فكرة معتادة في الواقع، ولكنها تبعد بعدًا كبيرًا عن الحقيقة، فهي مجرد فكرة في عقول البشر وخيالات يرويها بعض البشر، أو أنها تغيرات كيميائية في دماغ البشر عندما يشعرون أنهم سيغادرون الحياة. ولكن توجد كثير من القصص التي تشابهت فيها تجربة الاقتراب من الموت ومفارقة الحياة رغم اختلاف ثقافات وأديان الذين مروا بهذه التجربة، ولكنهم يروون قصصهم في تجارب الاقتراب من الموت، فهذا دليل واضح على صدق هؤلاء البشر المختلفين في الثقافة والدين.
ويعتقد آخرون أنها تأثيرات محددة توجد داخل بيولوجيا الدماغ نتيجة أخذ أدوية معينة أو الإصابة بمرض معين، ولكن يوجد من يرى أن للدين رأيًا آخر في هذه التجربة، فالدين لا ينكر حقيقة العودة من الموت، أو أن أشخاصًا قد فارقوا الحياة بالفعل ثم أراد الله رد روحهم لهم فعادوا إلى الحياة مرة أخرى.
وبين أيدينا بعض القصص التي سنرويها تتحدث عن مشاهير في الوسط الفني عاشوا تجربة العودة للحياة من جديد بعد الموت، ورووا ما مروا به وما رأوا في هذه التجربة.
اقرأ أيضاً فنانات جميلات تعرضن للخيانة.. لن تصدق بعض الأسماء
الفنانة زينب وهبي
القصة الأولى لفنانة اسمها زينب وهبي.. تحكي هذه الفنانة أنها في ولادة طفلها الثاني عندما شعرت بألم الولادة نُقلت فورًا إلى المستشفى القريبة منها، وعندما كان الأطباء يُجرون عملية الولادة، توقفت عضلة القلب عن العمل، وأحست أنها تركت الحياة، رغم محاولة الأطباء عمل صدمات كهربية على القلب لإعادته للعمل من جديد.
وتحكي الفنانة أنها رأت جسمها تحرك وكأنه يطير فوق سقف غرفة الولادة، وعُرض أمامها شريط حياتها منذ كانت طفلة بعمر ثلاث سنوات إلى الوقت الذي كانت تلد فيه، ورأت ذكرياتها أمامها، ورأت أنها خرجت من الغرفة محلقةً في الهواء، ورأت الأطباء في المستشفى.
ورغم ذلك قالت إنها كانت لا تشعر بأي ألم رغم أنها وضعت منذ قليل، ومن الطبيعي أن تشعر بآلام الولادة، ولكنها لم تشعر بأي ألم.
وقالت إنها ظلت تحلِّق حتى وصلت إلى بيتها، وأنها رأت ابنها الأول داخل البيت، ووصفت الملابس التي كان يرتديها، وذهبت مرة أخرى لترى زوجها الفنان المخرج حمادة عبد الوهاب وهو في عمله مع الفنانة رغدة، وتحكي أنها لم تعلم بذلك، ولم تعلم أن زوجها في عمل، وقالت إنها ظلت محلِّقة حتى رأت نفقًا مظلمًا جدًّا على هيئة أسطوانة.
ولم تكن قادرة على التحكم بجسدها، فظلت تندفع داخل النفق بسرعة شديدة، وكانت ترى في نهاية هذا النفق ضوءًا أبيض شديدًا، حتى رأت والدتها المتوفاة بالفعل، فاستقبلتها بلهفة شديدة، وكانت ترتدي ملابس ناصعة البياض، فجرت زينب لتحتضن والدتها بقوة ولكن والدتها ابتعدت عنها بسرعة، وقالت لها -وكأنها كانت تعيد لها حياتها مرة أخرى- إنه ليس وقتك يا زينب.
وبالفعل أفاقت بعد أن توقف قلبها، فأحست بنفسها وكأنها تسقط فوق سريرها بالمستشفى بعد أن كانت تحلق في سقف الغرفة، ورأت الأطباء والممرضات منزعجين، ويستخدمون الصدمات الكهربية معها، ويقولون لها إنها قد أُصيبت بتسمم حمل، ولكن الله كتب لها عمرًا جديدًا فعادت إلى الحياة بعد أن فارقتها بالفعل.
اقرأ أيضاً الموت... أشرف من العيش تحت حكم الفاسدين!
ما حدث للفنان وائل علاء
وما حدث للفنانة زينب وهبي حدث للفنان وائل علاء مع اختلاف الأحداث، يحكي الفنان وائل علاء أنه بالفعل عاش تجربة العودة من الموت.
ففي عام 2015 تعرض وائل علاء لحادث مروع عندما كان يقود دراجة بخارية فوق أحد الكباري، فصدمته سيارة وسقط من فوق الكوبري إلى أسفله.
بعدها وصلت سيارة الإسعاف ونقلته إلى المستشفى. وبعد مرور ثلاث ساعات في غرفة العناية المركزة ومحاولات لإبقائه على قيد الحياة، لم تنجح هذه المحاولات، ومات الفنان وائل علاء ونُقل إلى ثلاجة المشرحة؛ لأنه تُوفي في حادث.
بكته زوجته وأصدقاؤه وجهَّزوا مراسم الدفن. وبعد ساعة عندما دخل عليه أحد الممرضين لينقل جسمانه كي يشرِّحه، كانت الصدمة! فقد وجد وائل علاء على قيد الحياة! ففزع الممرض وأسرع يروي للطبيب ما رآه، فأسرع الطبيب إلى المشرحة ووجد وائل بالفعل على قيد الحياة. قال له: لقد كُتب لك عمر جديد.
يروي الفنان وائل علاء في أحد لقاءاته ما حدث له، يقول: عندما استيقظت لم أستطع رؤية شيء، وهذا أمر طبيعي؛ لأنني داخل ثلاجة الموتى، ولكنني لم أشعر بشيء سوى برودة شديدة، فكنت متأكدًا أنني بالفعل قد مِتُّ ودُفنت وفي انتظار الحساب. ولكني بدأت أسمع أصواتًا حولي، وفوجئت بالطبيب والممرض وهما يقولان لي: لقد كتب لك عمر جديد.
والعجيب في قصة وائل علاء ليس حادث موته أو رجوعه للحياة فقط؛ فتوجد قصص كثيرة تشبه قصته، ولكن الغريب ما حدث لوائل بعد عودته للحياة. القصة الأولى التي حكاها وائل أنه عندما كان داخل الثلاجة كان يحلم بأنه داخل مباراة كرة، وفجأة نزل له المدرب وقال له إن هذا الوقت ليس وقتك، وفجأة أفاق وائل من حلمه وعاد للحياة.
وهذه كانت الحكاية الأولى التي يحكيها وائل، ولكن هذا الحادث غيَّر حياة وائل، فكان لا يستطيع النوم؛ لأنه طوال نومه كان بإمكانه سماع كل شيء والإحساس بكل شيء، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل كان يحكيه بالتفصيل.
وبالفعل كان يحدث كل ما يقوله وائل؛ لذلك كان لا يستطيع النوم؛ لأن ذلك كان بالنسبة له شيء صعب. واستطاع وائل أيضًا تفسير الأحلام بطريقة واقعية، فكان إذا حكى له أحد شيئًا يستطيع تفسيره، وبعد مدة قصيرة يحدث ما حكاه وائل دون أي تغيير.
اقرأ أيضاً الموت و الحياة - سأنهض من جديد
قدرة الفنان وائل علاء على تفسير الأحلام بعد رجوعه من الموت
ففي إحدى المرات حكى له أحد أصدقائه أنه سوف يسافر مع والده وأصدقائه إلى أحد البلاد، فقال له وائل: لا تذهب لأنني رأيت أنكم ستتعرضون لحادث هناك. فلم يقتنع صديقه بهذا الكلام. وبالفعل سافر وتعرَّض هو وأصدقاؤه للحادث الذي تنبأ به وائل. وعندما عاد صديقه سأله: كيف عرفت ما سيحدث؟! ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل كان وائل يستطيع أن يذهب بروحه فقط إلى أي مكان، ويرى أشخاصًا بعدد معين، ويستطيع سماعهم ويحكي بعد ذلك ما حدث.
وفي كل مرة كان يحكي فيها شيئًا يحدث بالفعل. ولكن وائل لم يحب حياته بهذه الطريقة؛ فمن الصعب أن تعيش وأنت تعلم ماذا سيحدث بعد قليل، فهذا كان صعبًا عليه. وفي الحقيقة أن الذي حدث لوائل وما مرَّ به صعب علي أي شخص وليس على وائل فقط.
اقرأ أيضاً موت الغفلة
ما حدث لصلاح قابيل
والآن دعونا ننتقل إلى قصة جديدة من قصص الفنانين العائدين من الموت. في هذه المرة ستكون قصة فنان على قدر عالٍ من الشهرة، الفنان الذي دُفن حيًّا، وهو الفنان صلاح قابيل.
هذه الحكاية كان يتحدث بها الناس كثيرًا منذ أكثر من عشرين عامًا، وانقسم الناس فريقين، منهم من صدَّق أن صلاح قابيل دُفن حيًّا، ومنهم من كذَّب هذا الأمر.
ويقال إن صلاح قابيل بعد دفنه عاد للحياة مرة أخرى وهو داخل القبر. ويقال في رواية أخرى إنه دُفن حيًّا دون التأكد من موته.
والدليل على ذلك أن بعد مدة قصيرة من دفنه توفي شخص قريب له، فذهبت عائلته لدفن هذا الشخص، حينئذٍ كانت المفاجأة! فقد وجدوا بعد فتح المقبرة أن الفنان صلاح قابيل كان قد نزع كفنه من على جسده، وكان يجلس في وضع القرفصاء وهو يضع يديه الاثنتين فوق رأسه، وهذا يؤكد أنه حاول فتح المقبرة أو الاستعانة بشخص قبل أن يموت بالفعل.
ولم تتوقف الحكاية عند ذلك، بل إن كل من يسمعها كان يضيف إليها معلومة جديدة، فمن الناس من قال إن صلاح كان في غيبوبة وتسرَّعت عائلته بدفنه قبل التأكد من وفاته وأنه دُفن حيًّا.
وعندما كثرت الأقاويل خرجت عائلته عن صمتها وقالت إن الفنان صلاح قابيل توفي بسبب نزيف في المخ، وأن الطبيب سيد الجندي كان رئيسًا للفريق المختص بعلاج صلاح وكان يتابع حالته من البداية حتى وفاته، وأن صلاح جلس في ثلاجة المستشفى لمدة ثلاثة أيام قبل أن يُدفن، وبعد وفاته لم يمت أحد من أقاربه كما يُقال، وكانت مقبرته بعين واحدة، وهو الذي أعدَّها بنفسه قبل وفاته، ولم تُفتح أبدًا بعد دفنه بها.
ولكن رغم تكذيب أسرة الفنان الراحل صلاح قابيل فبعض الصحف والجرائد كتبت عن آراء الطب في هذا الأمر، وأكد الأطباء أن التشخيص الخاطئ في حالة الموت لم يكن موجودًا على الإطلاق وخاصة في حالة نزيف المخ، وحتى لو كانت غيبوبة فإنه استمر داخل الثلاجة لمدة ثلاثة أيام قبل الدفن، وهذا يكفي للتأكد من موته. والآن يدور بعقولنا سؤال هو: لماذا حدث كل ذلك مع صلاح قابيل خاصةً؟!
وبالفعل لا يوجد تفسير طبي لتحرك جثمان صلاح داخل القبر. وقال بعض الأشخاص إن الفنان الراحل دُفن بطريقة خاطئة، أو أن روحه لم تكن قد صعدت إلى بارئها بالفعل، أو أنه كان في غيبوبة وأفاق منها داخل القبر وحاول الخروج منه ولكنه لم يستطع... وظلت الأقاويل تنتشر، وحتى الآن لا نعلم ما الحقيقة.
هذه كانت بعض قصص الموتى الذين عادوا للحياة، فمنهم من غيَّرت هذه التجربة حياته، ومنهم من مات ولم يستطع التحمل.
وأخيرًا لا بد أن نعلم أن للموت أسرارًا.. وفي هذا المقال حاولنا كشف بعض هذه الأسرار من خلال قصص عودة بعض الفنانين من الموت، أمثال زينب وهبي، ووائل علاء، وصلاح قابيل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.