كثير من الزوجات يشتكين انشغال الزوج، وهذا الأمر يصبح مزعجًا للغاية للزوجة، وربما يعكر صفو الحياة الزوجية.
لذلك هدف المقال إلى تحليل هذه المشكلة من الرؤية النفسية وإيجاد العلاج الزواجي، ولأننا نشخص قبل العلاج كعادتنا لذلك علينا أن نحدد أركان المشكلة ابتداءً.
اقرأ أيضًا المطلقات.. هل الطلاق قلة وعي أم سوء اختيار لشريك الحياة؟
قضية انشغال الزوج وأحيانًا انشغال الزوجة
هي كما يلي:
الركن الأول: الزوج المشغول.
الركن الثاني: الزوجة الواقع عليها أثر هذا الانشغال.
الركن الثالث: طبيعة الانشغال نفسه.
الركن الأول من المشكلة: طبيعة الزوج المشغول وسمات شخصيته
ربما كان انشغال الزوج لضعف ثقته في نفسه، ولذا فهو يسعى إلى هذا الانشغال كي يعالج الأمر داخله (هكذا يتصور بعض الناس).
وربما كان من هؤلاء الذين ينتمون إلى ما يسمى الفئة (أ)، وهم الذين يسعون طوال الوقت العمل ويكدحون حتى إن كانوا أغنياء (هكذا هي طبيعتهم).
كان لزامًا أن تُكتشف هذه الطبيعة في أثناء الخطوبة من خلال جلسات الخاطب وحواراته ومكالماته الهاتفية، لا أدري لماذا تنفقون كل هذا الوقت في الغزل والكلام المعسول ولا توجهون الوقت لاستكشاف الطباع والصفات، وحينها تكونون على بينة لتقرروا هل هذا مناسب لكم أم لا!
الركن الثاني من المشكلة: طبيعة الزوجة وسمات شخصيتها
ربما كانت شخصية الزوجة حساسة انتقادية أو شخصية غير راضية دائمًا، وهنا ربما كان اتهام الزوج بأنه مشغول عنها نتيجة لسمات شخصيتها وليس لأن الزوج مشغول بالفعل.
وربما كانت من الشخصيات الانعزالية اجتماعيًّا، لذلك حين يعمل الزوج ويؤدي التزاماته الاجتماعية تتهمه بالانشغال عنها.
وتكون العلة هنا في طبع الزوجة وطبيعة شخصيتها ونشأتها وليس لأن الزوج مشغول فعليًّا (تريده انعزاليًّا مثلها، فمجرد ذهابه للعمل أو لزيارة أسرته أو أصدقائه يعد انشغالًا عنها!).
وبعض الزوجات لا تؤدي واجباتها المنزلية، فتكون في احتياج دائم إلى وجود الزوج بجوارها (لأنها متفرغة حتى من مهام البيت، ولا تهتم لشيء إلا للخروج والفسح أو مشاهدة التلفزيون، فتريد الزوج أيضًا أن يُفضلها ويقضي معها الوقت كله وأن تنطلق معه هنا وهناك!).
وكان لزامًا عليها أن تؤدي مهامها أولًا من الاهتمام بشؤون بيتها وأبنائها، ثم تنظر بعد ذلك هل الزوج مشغول عنها أم لا!
الركن الثالث من المشكلة: طبيعة الانشغال نفسه
هل هو مشغول بشيء ينفعنا أم بشيء لا ينفعنا؟ لأن المشغول بالعمل لا يُقارَن أبدًا بالمشغول بالانطلاق مع أصدقائه مثلًا بحثًا عن متعته هو! لذلك علينا أن ننظر إلى طبيعة الانشغال ذاته، فإذا كان انشغاله بالعمل فعلى الزوجة أن تراعي هذا وتُقدره، لأن انشغاله في حقيقته هو انشغال من أجلها هي وأبنائها.
هذه ليست دعوة لأن يُهمل الزوج زوجته بحجة الانشغال الدائم في العمل، ولكن رسالتي أن نراعي هذا ونقدره ونحترمه، وفي الوقت ذاته أقول للزوج لا تنسَ زوجتك والاهتمام بها في ظل انشغالك بعملك يا سيدي.
فالمرأة في بنيتها النفسية تحتاج إلى أمور ربما تراها أنت تافهة ولكنها بالنسبة إليها غاية في الأهمية، لذا عليك أن تنتبه فالمرأة قد تغفر لك القسوة والظلم ولكنها لا تغفر لك عدم الاهتمام بها.
اقرأ أيضًا كيفية التعامل مع زوجتك واحترامها وعدم إهمالها
هل يجوز للزوج أن يبرر انشغاله عن زوجته؟
هنا يجب أن نقيم أثر هذا الانشغال في الطرف الآخر، فبعض الزوجات تعُد عمل الرجل الإضافي مثل ضرتها التي تزاحمها زوجها، وهذه إشكالية في طريقة التفكير.
ولكن ورغم هذا علينا أن نراعي طبيعة الزوجة وطريقة تفكيرها بأن نحاول التقليل من أثر الانشغال عليها قدر ما نستطيع حتى لا تحدث فجوة ربما لا نستطيع علاجها.
وعلى الزوجة أيضًا ألا تبالغ في شكواها هذا الأمر فالرجل في النهاية مشغول في عمله لا في شيء آخر كما أوضحنا سابقًا.
علينا أن نقيم الوقت الذي نقضيه معًا، بصرف النظر عن مقداره ومدته، فربما يقضي زوج وقتًا قصيرًا في بيته لكنه يكون فعالًا جدًّا في هذا الوقت، فعلى الزوجة أن تنظر إلى جودة الوقت لا إلى مدته.
اقرأ أيضًا 10 نصائح ذهبية للزوجة لحياة زوجية سعيده
نصيحة للزوجة ورسالة إلى الزوج
على الزوجة الذكية أن تستغل الوقت الذي يكون فيه الزوج مشغولًا، بأن تهتم بأمور تخدم حياتها الزوجية، مثل أن تهتم برشاقتها وبنفسها حتى إذا عاد الزوج كانت له السكن والراحة بعد تعب اليوم كله.
فيزيد هذا من صلابة العلاقة الزوجية ويزيد من حبهما لبعضهما، ويرى فيها الزوج الراحة والسكن والدفء. وربما تسعى لمشاركته بعض الأفكار التي تساعده في عمله إذا كانت عاقلة وحكيمة، وإذا كانت لا تفهم طبيعة عمله فيكفي أن تشعره بالحب والدفء فيدفعه هذا إلى الإسراع إليها.
رسالة إلى الزوج، كما قلت في بداية المقال قد تغفر لك المرأة القسوة والظلم ولكن لن تغفر لك عدم الاهتمام بها.
فعليك أن تكون ذكيًّا أيضًا وأن تسعى جاهدًا لأن توفق بين هذا وذاك، فإذا كان لعملك عليك حق فلزوجتك عليك ألف حق، وإذا كان لأصدقائك حق عليك فلبيتك عليك ألف حق.
وحتى إذا كان نشاطك الاجتماعي أو الدعوي أو الثقافي الذي تمارسه سببًا في انشغالك فأنا هنا أذكرك بحق زوجتك عليك وبواجبك الملزم تجاهها، وبأن تحترم طبيعتها الأنثوية وتدرك بنيتها النفسية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.