منذ عرض أولى حلقاته، استطاع مسلسل «لام شمسية» أن يلفت الأنظار ويثير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يعرض المسلسل على قناة DMC بداية من النصف الثاني من السباق لمسلسلات رمضان، ويتناول قضية حساسة بأسلوب درامي مشوّق، ما جعله حديث الجمهور على الرغم المنافسة الشديدة في موسم رمضان. فكيف نجح هذا العمل في الجمع بين الفن والوعي الاجتماعي؟
المسلسل بطولة مشتركة لنخبة من النجوم اللامعين، منهم أمينة خليل، ومحمد شاهين، وأحمد السعدني، ويسرا اللوزي، والطفل الموهوب علي البيلي. والمسلسل نتاج ورشة عمل سرد تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي. فما الذي فعله مسلسل «لام شمسية» بالمشاهد ليكون محل جدل ونقاش كبير هذه الأيام؟
التشويق والإثارة.. كيف جذب مسلسل لام شمسية انتباه المشاهدين؟
منذ عرض الحلقة الأولى، والمسلسل يأخذ المشاهد لحالة من الترقب والتشويق لمعرفة الحقيقة المخفية وراء واقعة التحرش بالطفل «يوسف» الذي يؤدي دوره الطفل علي البيلي، لا سيما بعد إنكار «وسام» الذي يؤدي دوره محمد شاهين لهذا الفعل.
وتتوالى الأحداث لتنكشف حقائق صادمة حلقةً وراء الأخرى، ما أثار فضول الكثير من المشاهدين لمعرفة الحقيقة، خاصةً وأن المسلسل، على الرغم من أهمية القضية التي يناقشها، فإنه ليس من نوعية الأعمال التي تعتمد على المط والتطويل وحشو الأحداث دون داعٍ، ما أكسبه طابع الجاذبية لدى المشاهد ومشاهدة كل مشهد بترقب دون الشعور بالملل من الأحداث.
قضية التحرش في لام شمسية.. دور الفن في نشر الوعي
خلق مسلسل «لام شمسية» حالة من المتعة يشعر بها المشاهد منذ الدقائق الأولى، ليس فقط لكونه عملًا دراميًّا يؤدي فيه الأبطال أدوارهم بحرفية شديدة بقصة مشوقة، ولكنه يلقي الضوء أيضًا على قضية مهمة وفي غاية الخطورة والحساسية في المجتمع، وهي قضية التحرش وأثرها النفسي على حياة من يتعرض لمثل هذا الفعل، سواء كان طفلًا أو بالغًا.
وكذلك يرصد المسلسل ردود أفعال المجتمع المختلفة ما بين مؤيد لفضح المتحرش، ومعارض بحجة عدم الفضيحة. وهذا هو الغرض الأساسي للمسلسل: نشر الوعي عن قضية التحرش من جوانب عدة، بداية من معرفة حدود الطفل الجسدية والنفسية، وصولًا لأهمية الإفصاح عن المتحرش وعدم التستر عليه لحماية المجتمع من مثل هذا النوع من الأذى.
وكل ذلك في إطار درامي ممزوج بالتشويق الذي يجعل المشاهد يرغب في معرفة مزيد عن هذه القضية الشائكة دون أن يشعر بملل أو حتى حرج. وهذا هو الدور الحقيقي للفن، ليس فقط للمتعة، ولكن أيضًا لنشر الوعي.
لماذا أثار مسلسل لام شمسية كل هذا الجدل؟
مع أنَّ المسلسل من نوعية الأعمال الدرامية التي تُعد نوعًا ما ثقيلة على المشاهد، حسب قول مخرج المسلسل كريم الشناوي والكاتبة مريم نعوم، فإن مسلسل «لام شمسية» كسر هذه القاعدة بامتياز؛ فردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي كانت فوق توقعات صناع العمل.
فبمجرد التصفح لأي منصة، تجد مئات المنشورات ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن مسلسل «لام شمسية»، ما بين الإعجاب بأداء الممثلين والقصة وتناول هذه القضية المهمة، وبين آراء متخصصي الصحة النفسية ونصائحهم بأهمية التوعية بقضية التحرش ومعرفة المزيد عنها.
وكذلك ظهرت ردود أفعال وإشادة كبيرة بأداء الطفل علي البيلي، والدور الرئيس الذي يؤديه في أحداث المسلسل، وعن كمِّ الموهبة والاحترافية التي يتمتع بها.
استطاع مسلسل «لام شمسية» أن يجمع بين الترفيه والرسالة الهادفة، ما جعله واحدًا من أبرز الأعمال الرمضانية، سواء كنت مهتمًا بالقضايا الاجتماعية أو تبحث عن دراما مشوّقة، فهذا العمل يستحق المشاهدة. هل تابعت المسلسل؟ شاركنا رأيك!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.