مسلسل «قهوة المحطة» أحد أبرز الأعمال الدرامية القصيرة في رمضان 2025، إذ يجمع بين الإثارة والغموض بقصة مميزة من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج إسلام خيري. وتدور الأحداث عن جريمة قتل غامضة داخل محطة قطار، ويكشف التحقيق عن أسرار صادمة عن الضحية والشخصيات المحيطة به، ويأتي المسلسل في 15 حلقة فقط؛ ما منح الأحداث إيقاعًا مكثفًا، وأسهم في زيادة جرعة الإثارة والتشويق، ومنذ عرض الحلقات الأولى، حصد المسلسل إشادات واسعة وأثار جدلًا كبيرًا حول نهايته المفاجئة
قصة مسلسل «قهوة المحطة».. غموض وتشويق منذ الحلقة الأولى
تدور أحداث «قهوة المحطة» عن وكيل نيابة يتولى التحقيق في جريمة قتل غامضة راح ضحيتها مؤمن الصاوي، وهو شاب من صعيد مصر قرَّر السفر إلى القاهرة سرًا للمشاركة في اختبار تمثيل؛ سعيًا لتحقيق حلمه في أن يصبح نجمًا سينمائيًا دون علم والده. ومع توالي الأحداث يكشف التحقيق عن خيوط مفاجئة تقلب مجرى القصة.
مع نزول مؤمن محطة القطار تُسرق أمواله، ويضطر للمكوث في قهوة المحطة والنوم فيها. ويبدأ المسلسل بطرد رياض (صاحب المقهى) لمؤمن من المكان دون سبب معلوم، وبعدها ينقطع التيار الكهربائي ثم يعود، فيجد الزبائن مؤمن الصاوي غارقًا في دمائه أمام المقهى.
تفاصيل جريمة القتل في «قهوة المحطة».. من قتل مؤمن الصاوي؟
يبدأ وكيل النيابة عمر موافي التحقيق في جريمة القتل، فيجد نفسه أمام خيوط متشابكة من الأدلة والشهادات المتضاربة، ومع تقدمه في التحقيق يكتشف أن الجريمة ليست حادثًا عابرًا، بل تقف خلفها شبكة معقدة من الأسرار والمصالح المتضاربة.
يُبرز المسلسل فكرة الصراع الطبقي، فيسلط الضوء على شخصيات متنوعة من خلفيات اجتماعية مختلفة، تظهر تباين مستويات المعيشة داخل المجتمع المصري. فيوجد رجال الأعمال والعمال والبسطاء الذين يرتادون محطة القطار يوميًّا، ولكل منهم قصته الخاصة التي تتشابك مع اللغز الأساسي.
أبطال مسلسل «قهوة المحطة»
- أحمد غزي: يؤدي دور مؤمن الصاوي، وهو شاب صعيدي يحاول تحقيق حلمه ليصبح ممثلًا مشهورًا، لكنه يُقتل في إطار جريمة غامضة.
- أحمد خالد صالح: يؤدي دور المقدم عمر موافي، الذي يتولى التحقيق في جريمة القتل.
- بيومي فؤاد: يؤدي دور المعلم رياض صاحب القهوة التي وقعت فيها جريمة القتل.
- علاء مرسي: يؤدي دور الحاج صاوي والد الضحية مؤمن الصاوي.
- رياض الخولي: يؤدي دور الملك، وهو إحدى أبرز الشخصيات التي تحيط بها علامات الاستفهام.
- فاتن سعيد: تؤدي دور شروق، صديقة الضحية مؤمن، التي تدور الشبهات حول والدها في اتهامه بقضية القتل.
سيناريو وإخراج مسلسل قهوة المحطة
عبد الرحيم كمال المعروف بأسلوبه السردي المميز، قدَّم في «قهوة المحطة» نصًا متماسكًا يحمل بصمته الفريدة. يتميز السيناريو ببناء درامي قوي، حيث تتداخل الشخصيات وتتشابك الأحداث بطريقة تجعل المشاهد متشوقًا لمعرفة مزيد من التفاصيل.
لم يعتمد المسلسل على الإثارة فقط، بل تطرَّق إلى قضايا مجتمعية مهمة مثل الفساد والعدالة والفروقات الاجتماعية.
تميَّز الحوار بأنه واقعي وطبيعي؛ ما جعل الشخصيات تبدو أكثر قربًا من الجمهور. ونجح المؤلف عبد الرحيم كمال في تقديم شخصيات ثرية نفسيًا، ليكون لكل منها دافعها وأسرارها الخاصة؛ ما جعل المشاهد يظل في حالة ترقب مستمر حتى النهاية.
وقد تميز إخراج إسلام خيري في هذا العمل بأسلوبه الواقعي الذي يظهر أجواء محطة القطار بكل تفاصيلها الدقيقة. وتم تصوير المشاهد في أكثر من 20 موقعًا مختلفًا، بين القاهرة ومحافظات الصعيد؛ ما أضفى مصداقية على الأحداث. وقد استخدمت الكاميرا زوايا ديناميكية لتعزيز الإحساس بالغموض والتوتر، خاصة في مشاهد التحقيق والمطاردات.
ردود أفعال الجمهور عن مسلسل «قهوة المحطة».. نجاح أم جدل؟
منذ عرض الحلقات الأولى، حظي المسلسل بإشادة واسعة من قبل النقاد والجمهور، وعدَّه بعضهم تجربة درامية مختلفة ومميزة، خاصة في ظل اعتماده على التشويق والإثارة بدلًا من الدراما التقليدية.
أثنى كثير من النقاد والجمهور على الأداء التمثيلي، خاصة أحمد غزي، وبيومي فؤاد، فقد قدَّما أدوارًا استثنائية. وأشاد النقاد أيضًا بالإخراج والتصوير، وعدُّوه من أفضل الأعمال التي قدمت بيئة المحطة بطريقة بصرية ممتعة. في المقابل رأى البعض أن النهاية جاءت مفتوحة بعض الشيء؛ ما ترك المشاهد في حالة من التساؤل حول مصير بعض الشخصيات.
مسلسل «قهوة المحطة» ليس فقط دراما عادية، بل تجربة مشوقة ممتلئة بالغموض والتشويق. ونجح العمل في جذب المشاهدين بأحداثه السريعة وقصته المثيرة. ومع تزايد الجدل في النهاية، يتساءل الجمهور: هل تؤثر هذه التجربة في مستقبل المسلسلات القصيرة في الدراما المصرية؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.