مسلسل حكيم باشا.. حين يتحدث الفن عن فتنة الميراث

مسلسل «حكيم باشا» هو عمل درامي اجتماعي يحمل في طياته رسائل إنسانية وأخلاقية عميقة، فهو يعالج قضايا أسرية معقدة مثل الورث، والطمع، والتفكك العائلي، ويُظهر أثر تلك القضايا على العلاقات بين أفراد الأسرة والمجتمع.

يدور المسلسل حول شخصية «حكيم باشا»، رجل حكيم تجاوز مراحل الحياة الصعبة بعقل راجح وتجربة غنية، ويُعرف في قريته بالحكمة والرأي السديد. وبعد وفاة أحد كبار العائلة «عمه» تبدأ صراعات الورث بين الأبناء وأفراد العائلة، وتبدأ شخصياتهم الحقيقية في الظهور ما بين الطامع والمظلوم والمهمش، ويحاول حكيم باشا تهدئة الأوضاع، وتذكير الجميع بالقيم الدينية والإنسانية، لكن الطمع يعمي الأبصار.

أبطال مسلسل «حكيم باشا»

يضم المسلسل نخبة من النجوم:​

  • مصطفى شعبان في دور «حكيم».

  • سهر الصايغ في دور «برنسة».

  • رياض الخولي في دور «واصل».

  • دينا فؤاد في دور «غزل».

  • أحمد صيام في دور «حفني».

  • محمد نجاتي في دور «بحر».

  • منذر رياحنة في دور «سليم».

  • محمود الشرقاوي في دور «الضابط عمر».

  • محمد العمروسي في دور «خاطر».

  • سلوى عثمان في دور «شوشة».

  • أحمد فهيم في دور «غراب».

  • سلوى خطاب في دور «جلالة».

  • سارة نور في دور «زمن».

  • عايدة فهمي في دور «عظيمة».

  • هايدي رفعت في دور «قسمة».

  • فتوح أحمد في دور «متعب».

وكثير من الأبطال الذين أمتعونا بأدوارهم وتألقوا فيها.

المسلسل من تأليف محمد الشواف، وإخراج أحمد خالد أمين، وإنتاج شركة سينرجي. 

 التحليل الفني والأدبي للمسلسل 

  • السيناريو: يتميز بالحبكة المتماسكة التي تجمع بين الدراما الصعيدية والتشويق، مع تسليط الضوء على قضايا اجتماعية معاصرة.
  • الإخراج: أبدع في تصوير البيئة الصعيدية بأدق تفاصيلها؛ ما أضفى مصداقية على الأحداث.
  • الأداء التمثيلي: أدى جميع الممثلين أدوارهم ببراعة، خاصة مصطفى شعبان الذي قدم أداء مميزًا في أولى تجاربه الصعيدية، ولا ننسى دور سهر الصيغ التي أبدعت وتألقت به لدرجة استفزت المشاهد. 
  • الموسيقى التصويرية: أسهمت في تعزيز الأجواء الدرامية، وأظهرت التوتر والصراعات بين الشخصيات.

مصطفى شعبان من مسلسل حكيم باشا

وبعد أن تعرفنا سويًا على المسلسل، الآن نسلط الضوء على الجانب الأهم وهو القضية التي عرضها المسلسل ويمر بها كل بيت وكل أسرة، وماذا يجب علينا عند التعرض لمثل هذه الأزمة؟ وما التصرف الصحيح؟

مشكلات الورث بين العائلات 

الميراث من القضايا الحساسة التي قد تؤدي إلى تفكك الأسر واندلاع النزاعات بين الأقارب، خاصة عندما يُحرم البعض من حقوقهم الشرعية. هذه الصراعات غالبًا ما تنشأ بسبب الطمع أو الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالميراث.

قضية الميراث من مسلسل حكيم باشا

ففي كثير من البيوت تبدأ الحكاية بلحظة فقدٍ مؤلمة بوفاة الأب أو الأم، ثم يتبعها الصمت، ليس صمت الحزن بل صمت الترقب، ترقب الورث هناك، حيث تُختبر المحبة، وتُكشف النيات، وتُخلع الأقنعة التي ظلت سنوات تلبس وجه الأخ، أو الأخت، أو حتى العم، وبالطبع هذا لا ينطبق على جميع الأسر. 

مشكلات الميراث لا تبدأ عند المحاكم، بل تبدأ في النفوس، حين يشعر أحدهم أنه أحق من غيره، أو حين يُحرم أحدهم من حقه بحجة العرف، أو الطمع، أو التمييز بين الذكور والإناث، وتبدأ القلوب تمتلئ ليس بالحب، بل بالحسد، وتُزرع بذور الفرقة بين من كان يقسم اللقمة معهم.

تتغير الأصوات، ترتفع النبرات، وتختفي تلك «الضحكة» التي كانت تجمع الجميع، وتتحول جلسات العائلة إلى مرافعات، والذكريات إلى أوراق، والمنازل إلى ساحات معركة صامتة.

الأخ يقاضي أخاه، والأخت تُقصى لأنها «أنثى»، وأحيانًا تُزوَّر الأوراق وتُخفى الوصايا، فقط من أجل مال زائل، وأراضٍ قد لا تُزرع، وبيوت قد لا تُسكن.

وما النتيجة؟ قطيعة رحم، أجيال تكبر على الحقد، وأبناء لا يعرفون معنى العائلة. تمر السنوات وتبقى الجراح، وقد تجتمع العائلة في عزاء جديد فيكون اللقاء ميتًا كمن فقدوه.

كل هذا كان يمكن أن يُتجنب لو أن الكل امتثل لأمر الله عز وجل، ورضي بما قسمه الشرع لا الهوى. قال تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} [سورة البقرة 229].

فالميراث ليس تقسيم للمال، بل هو اختبار للقلوب، من يصبر، ومن يرضى، ومن يعدل، ومن فهم الحكمة خلف تقسيم الله، سلم قلبه وسكنت نفسه، وظلت العائلة كما أرادها الله متواصلة، متحابة، لا تمزقها الدنيا.

وهنا تأتي نصيحة من القلب: لا تجعلوا المال سببًا لفقد الأحبَّة، اجعلوا شرع الله مرشدكم، فإن في العدل بركة، وفي الرضا سلامًا، وفي صلة الرحم خيرًا لا يُقدر بثمن.

فالعدل في توزيع الميراث كما أمر الله هو السبيل للحفاظ على وحدة الأسرة وتجنب النزاعات. فلنحرص على تطبيق شرع الله في حياتنا؛ لننعم بالسلام والاستقرار، قال الله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} [سورة النساء 11].

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.