مسلسل حسبة عمري يناقش حق المرأة بعد الطلاق

يناقش مسلسل «حسبة عمري» قضية اجتماعية جوهرية، وهي حق المرأة في الكد والسعاية بعد الطلاق، بأسلوب درامي بعيد عن التراجيديا التقليدية. ببطولة روجينا وعمرو عبد الجليل، واستطاع المسلسل أن يثير تساؤلات عن عدالة القوانين الحالية وتأثيرها في حياة النساء بعد الانفصال. فما الذي يجعل «حسبة عمري» عملًا مميزًا في هذا السياق؟

وعلى الرغم أن هذه القضية لا تُناقَش كثيرًا في الدراما العربية، فإن المسلسل يتناولها من منظور مختلف، مبتعدًا عن التراجيديا المعتادة، ليقدمها في إطار يجعل المشاهد يتفاعل معها دون الشعور بالحزن أو الثقل.

مشاهد مهمة تكشف عن أبعاد القضية

نجد في هذا المسلسل مشهدين من المشاهد الرئيسة:

الأول مشهد جمع «هند» الفنانة روجينا مع عبد العزيز مخيون في دور «الشيخ»، ليوضح لها أحقية المرأة فقط بعد الانفصال والطلاق في النفقة والمتعة والمؤخر.

لتطرح عليه سؤالًا أن قيمة المؤخر في وقت زواجها بمبلغ معين وبعد مرور أكثر من عشرين عامًا على زواجهما أصبح مبلغًا زهيدًا، وتوضح فُرُوق القيمة المالية لهذا المؤخر مع مرور السنوات، واقترحت أن يتم ربطه بمتغيرات الذهب على سبيل المثال حتى لا يخسر قيمتة في حالة الانفصال.

المشهد الثاني يجمع الفنانة روجينا وزوجها فاروق «عمرو عبد الجليل»، في المستشفى عقب سقوطه متأثرًا بجلطة، ووقوفها بجانبه في أثناء مرضه باعتباره طليقها أو زوجها السابق وعشرة عمرها، ويبدو هذا موقفًا نبيلًا من «هند» مقارنة بكل المواقف السابقة التي اعتمد فيها «فاروق» إهانة طليقته وتركها بلا مأوى أو نفقات مادية.

أحداث مسلسل حسبة عمري

أثار هذان المشهدان تساؤلات عدة منها:

  • هل يجوز ربط قيمة المؤخر باعتباره قيمة نقدية في عقد الزواج بمعيار متغير مثل «الذهب» على سبيل المثال؟
  • هل يحق للمرأة المطلقة نصيب في ممتلكات طليقها كما هو الحال في البلدان الغربية؟
  • هل منطقي أن تغفر «هند» كل ما مرت به من أحداث ومعاناة وتعود لـ «فاروق» طليقها؟ وكأن شيئًا لم يكن!

الدراما والقانون.. هل يجب تعديل حقوق المرأة بعد الطلاق؟

المسلسل وسط الزخم الرمضاني ذو طابع هادئ لا يسعى إلى إثارة الجدل، بل يفتح باب النقاش حول واقع يعيشه الكثيرون، مستخدمًا طرح «الحالة الإنسانية» كأداة فعالة لتقديم رسالته بطريقة خفيفة وقريبة من القلب دون مشاهد حزينة أو «دراما».

حالة هذا المسلسل تذكرني بمشهد للعظيمة الفنانة «أمينة رزق» في فيلم «أريد حلًا» مع تشابه الحالة وفارق واختلاف أسلوب وطريقة العرض، حيث تُوفيت الشخصية التي تقوم بها الفنانة «أمينة رزق» ضمن سياق الفيلم على أعتاب المحاكم في محاولة منها للوصول لأحقيتها في صرف نفقة تعيش منها بعد طلاقها في خريف العمر أو أواخر أيامها كما ذكرت بالمشهد.

أعمال درامية ناقشت قضايا المرأة بعد الطلاق

فيلم «أريد حلًا» عن قصة الكاتبة «حُسن شاه» وإخراج «سعيد مرزوق» ومن إنتاج «عز الدين ذو الفقار»، وبطولة الفنانة «فاتن حمامة» في دور دورية، والفنان «رشدي أباظة» زوج درية، والفنان «علي الشريف» في دور أبو الوفاء المحامي الشرعي والأزهري.

فيلم أريد حلاً

الفيلم أعجبت به السيدة «چيهان السادات»، وطالبت بتعديل قانون الأحوال الشخصية، وتحدث عنه رئيس الجمهورية آنذاك «محمد أنور السادات» عندما شاهد الفيلم وأن لدية الرغبة في تغيير «قانون الأحوال الشخصية» في عام 1978.

لم يكن فيلم «أريد حلًا» فقط النموذج الدرامي الوحيد في السينما أو التلفزيون، فهناك «أريد خلعًا»، و«آسفة أرفض هذا الطلاق» وغيرها في السينما، أما التلفزيون فلدينا مسلسل «فاتن أمل حربي»، و«قواعد الطلاق الـ 45»، و«إلا أنا - حكاية ربع قيراط»، و«إلا أنا - حكاية على الهامش»، وغيرها.

إن الهدف من كل مسلسل أو عمل درامي هو إثارة تساؤل معين لدى جمهور المشاهدين. فمع النظر إلى كل الحالات والنماذج التي تواجه تحديات مختلفة بعد الانفصال؛ هل ما زال قانون الأحوال المدنية في حاجة إلى تعديل أم توجيه إلزامي بمراحل عمرية مختلفة؟

فريق العمل والإبداع الفني لمسلسل «حسبة عمري»

«حسبة عمري» من بطولة روجينا، عمرو عبد الجليل، محمد رضوان، محمد البزاوي، علي الطيب، ورانيا فريد شوقي، ومن إخراج مي ممدوح، وتأليف محمود عزت. يتكون المسلسل من 15 حلقة، ويُعرض على قناتي DMC وCBC.

روجينا دائمًا ما تقدم أدوارها بإبداع وتفانٍ، كما رأينا عندما حلقت شعرها بالكامل في مسلسل «ستهم» منذ عامين، وقبلها قدمت شخصية «فدوى» في «البرنس» التي كانت إحدى أبرز الشخصيات في العمل؛ ما أسهم في نجاحه على نحو الكبير.

روجينا من مسلسل البرنس

ولديها سجل حافل من الأدوار التي تركت أثرًا في وجدان الجمهور.. وأترك لكم الإجابة عن هذا السؤال؛ هل تعاطفتم مع حالة «هند»، أم أن بساطة تقديم القضية في المسلسل حالت دون ذلك؟

يطرح «حسبة عمري» تساؤلات جوهرية عن حقوق المرأة بعد الطلاق، ويقدمها بطريقة درامية قريبة من الواقع. فهل حان وقت مراجعة القوانين لضمان حياة كريمة للمطلقات؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة