مسببات الخمول والتعب بعد الأكل والوقاية منها

من منا لم يشعر بتلك الرغبة في الوقوع بين أذرع مورفي -كما يقال بالفرنسية-، وهو الشعور بالنعاس الذي تصاحبه حالة من الخمول أو نقص التركيز؟ وذلك بعد الأكل.

فما مسببات هذه الحالة عند كثير من الأشخاص التي تسبب إحراجًا حقيقيًّا للبعض، وتؤثر في كفاءة بعضنا في إنجاز الأعمال المخولة لهم؟ وفي بعض الحالات يكون الشعور بالنعاس في حد ذاته مشكلة؛ لأنه قد يكون مصدرًا للحوادث مثل حوادث الطرق أو حوادث العمل على آلات حادة أو غيرها.

اقرأ أيضًا: أفضل فيتامين لعلاج الخمول والكسل وتعزيز الطاقة وأهم مصادره

أسباب النعاس والكسل بعد الوجبات

اشتملت الدراسات عن هذه الظاهرة على معلومات متنوعة حصرت أسباب النعاس والكسل بعد الوجبات، وخاصة وجبة الغداء فيما يلي:

- تعد عملية الهضم من بين العمليات المعقدة التي تستهلك طاقة الجسم، فاحتواء الأكل على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية يؤدي لإفراز هرموني: الكوليستروكينين (المساعد في تكسير البروتين والدهون)، والسيروتونين والميلاتونين وهي هرمونات الاسترخاء المفرزة بواسطة الجسم عند تناوله أطعمة تحتوي على التريبتوفان (المادة الموجودة في اللحوم البيضاء، الحليب والخبز والشوكولاتة والجبن) مع أطعمة ممتلئة بالكربوهيدرات.

- حساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة المسببة لاضطرابات هضمية مثل حساسية الغلوتين.

- تناول كثير من الدهون والكربوهيدرات يؤدي إلى فرضية الإصابة بمرض السكري؛ بسبب ارتفاع نسبة الغلوكوز أو السكر في الدم، المسببة لظهور حساسية الإنسولين المؤدي للخمول والشعور بالنعاس في النهار.

اقرأ أيضًا: هل تعاني الإرهاق والخمول وانخفاض طاقة جسمك؟ إليك الأسباب والحل

أمراض قد تصاب بها بسبب الخمول بعد الأكل

- احتمالية الإصابة بأمراض شديدة الخطر ومتنوعة منها:

* انقطاع التنفس الانسدادي النومي الذي يتسبب في توقف التنفس في أثناء النوم، وكذا اضطراب إيقاع النوم.

* الخدار وهي حالة عصبية تسبب عدم استطاعة الدماغ تنظيم دورة النوم، والاستيقاظ على نحو صحيح. 

* اضطرابات النمو العصبي، كنقص الانتباه، مع فرط النشاط.

* حالات قصور الغدة الدرقية.

* مرض السمنة أو زيادة الوزن.

في الحالات المزمنة من النعاس وتكرار الشعور بهذا العارض يوصى باستشارة أخصائيين للكشف المبكر عن هذه الأمراض، وذلك بإجراء الفحوص اللازمة والتشخيص المبكر؛ لعلاجها في الوقت المناسب.

اقرأ أيضًا: سبب الشعور بالنعاس والتخمة بعد الأكل

تدابير وقائية لعدم الإصابة بالخمول بعد الأكل

أما في الحالات الأخرى فيوصى باتخاذ التدابير الوقائية التالية:

* تحسين نوعية النوم خلال الليل، وذلك باللجوء إلى السرير والاستيقاظ في أوقات محددة، والمداومة على الروتين نفسه والحفاظ على هدوء وظلمة غرفة النوم، مع مراعاة تهوية الغرفة قبل النوم. 

* تجنب القيلولة خلال النهار.

* عدم الإفراط في تناول المنبهات بأنواعها المحتوية على الكافيين كالقهوة والشاي خلال النهار، وعدم تناولهما بعد الساعة الخامسة مساءً.

* عدم الإفراط في الأكل، ولا سيما عند الذهاب إلى الفراش، وكذا خلال النهار، وتناول الأطعمة الصحية قدر المستطاع.

* الابتعاد عن الهواتف والأجهزة عند اقتراب موعد النوم. 

* التعرض لضوء ساطع في أثناء النهار. 

* أداء بعض التمارين الرياضية قدر الإمكان، ولو مرتين في الأسبوع، بوتيرة تتماشى والقدرة الجسمانية للشخص، وذلك ما يحدده الطبيب حسب سن ووضعية الشخص الصحية.

* تفادي الجلوس مباشرة للعمل في المكتب أمام الحواسب أو غيرها من الأجهزة التي تستدعي الانتباه والتركيز، ولا سيما بعد الوجبة، مع أخد مخزون وفير من الأكسجين الذي يساعد في عملية الهضم كالمشي غير المجهد، وشرب كميات مناسبة من الماء قبل الأكل وبعده، ولا بأس بقليل من الكافيين بعد الغداء لتحسين عملية الهضم.

وأخيرًا يمكن التقليل من الشعور بالخمول والنعاس بعد الأكل إذا كان عارضًا، ولكن الإحساس المتكرر والمبالغ فيه قد يكون دليلًا على الإصابة ببعض الأمراض التي تستدعي استشارة طبية عاجلة، ثم إن الاستسلام للخمول والنعاس مباشرة بعد الأكل قد يسبب أمراضًا ومضاعفات لا يُحمد عقباها، كأمراض القلب والسكري لا قدر الله، لا سيما بعد وجبة مشبَّعة بالدهون والكربوهيدرات.

دمتم أصحاء، ودمتم أوفياء. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة