درة الشرق الأوسط، وذات موقع فريد وساحر، وتتمتع بجمال الطبيعة الخلابة من جبال، وسهول، وبحيرات، وصحاري شاسعة.
ونهر عظيم يجري في وسط أراضيها، ومناخ جميل معتدل، فكل هذه النعم والهبات التي منحها الله مصر؛ جعلتها مطمعًا للشعوب والدول الكبرى، فقد تكالبت عليها الدول الاستعمارية منذ آلاف السنين، ومن ضمن هؤلاء الطامعين الدولة العثمانية (تركيا الآن).
اقرأ أيضاً مم تتكون عناصر الحكم في مصر الفرعونية؟
الاحتلال العثماني لمصر
جاء العثمانيون إلى مصر عام ١٥١٧م عندما استطاع السلطان سليم الأول هزيمة المماليك في معركة الريدانية (العباسية الآن)؛ ما تسبَّب في سيطرة العثمانيين على حكم مصر. ومنذ ذلك الحين بدأ الحكم العثمانى لمصر، وأصبحت مصر ولاية عثمانية تابعة للأتراك يفعلون فيها ما يحلو لهم.
بعد أن سيطر العثمانيون على مصر عام ١٥١٧م وتمكَّنوا من حكمها بالقوة وقبضوا على آخر حكامها من المماليك (السلطان طومان باي)، وشى الحاقدون من أعداء طومان باي وطلبوا من السلطان سليم الأول قتله؛ حتى يخلو له حكم البلاد دون منافس، وبالفعل أمر سليم الأول بشنق السلطان طومان باي على باب زويلة، وظلَّت جثته معلقة على الباب ثلاثة أيام حتى دُفن في القاهرة.
وقد بكى عليه المصريون بكاءً شديدًا وودَّعوه بالدموع والحرقة الشديدة على فراقه، فقد أحبه الشعب المصري بشدة؛ لما عرفوا عنه من حسن الأخلاق، والشجاعة والغيرة والدفاع عن الدين والوطن، فقد تربَّى وعاش في مصر وأحبَّها حبًّا شديدًا، ودافع عنها حتى آخر لحظة في حياته، ولم يدخر جهدًا في الدفاع عنها، فحبها يجري في عروقه ويختلط بدمائه.
اقرأ أيضاً محمد علي وانعزاله في مصر ج1
مساوئ الحكم العثماني لمصر
كان الحكم العثماني من أسوأ الاحتلالات التي بُليت بها مصر على مر التاريخ؛ بسبب ما فعله الأتراك بالبلاد من ظلم وتشريد وقتل للمصريين، وفرض الضرائب الباهظة، حتى وصل بهم الأمر إلى تشريد الصناع والحرفيين المصريين المهرة وإرسالهم إلى تركيا؛ لكي يعملوا على ازدهار الصناعة فيها؛ ما تسبب في تدهور الصناعة في مصر.
ولم يكتفِ الأتراك بذلك فقد تسببوا في تدهور وإفساد مصر في جميع المجالات والميادين: كالتعليم والزراعة والتجارة وغيرها؛ ما جعل مصر بؤرة فساد بعد أن كانت جنة فيحاء في عصر المماليك.
وهذا كله جعل المصريين يكرهون الحكم العثماني كرهًا شديدًا، وأدى إلى توالي ثورات المصريين ضد العثمانيين حتى اضطر العثمانيون للخروج من مصر بلا رجعة بعد أن استطاع محمد علي باشا حكم مصر عام ١٨٠٥م وخلعها من الحكم العثماني.
وفي النهاية نرى أن مصر ابتليت بالحكم العثماني مدة كبيرة من الزمن، وقد عانت مصر هذا الاحتلال البغيض، وذاقت الأمرَّين من ظلم وفساد الأتراك، إلى أن تحررت من حكمهم وخرجوا منها بعد أن دام حكمهم لمصر مئات السنين.
سبتمبر 24, 2023, 4:51 م
موضوع جميل جدا بارك الله فيك
سبتمبر 24, 2023, 6:27 م
أشكرك جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.