السمنة من أبرز المشكلات الصحية التي يتعرض لها الإنسان، وتُصاب بها فئات عدة من المجتمع ومن جميع الأعمار، وهي سبب رئيس في كثير من الأمراض المزمنة.
وتُعرف السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون في الجسم؛ ما يؤثر في صحته ووظائفه الطبيعية وفي حيويته ونشاطه. ويكون تحديد السمنة عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يحتسب بالعلاقة بين الوزن والطول، فإذا كان مؤشر كتلة الجسم يساوي أو يتجاوز 30 يُشخَّص الشخص بأنه يعاني السمنة. ولحساب كتلة الجسم (اقسم وزنك على مربع طولك) وهذا ما يحدده الطبيب، إضافة إلى قياس نسبة الدهون في الجسم، وبذلك يمكن تشخصيك هل أنت مريض سمنة أم لا؟ ولكن الأهم من معرفة مصطلح السمنة معرفة الأسباب التي أدت إليها.
أسباب السمنة
تتعدد أسباب السمنة، وقد تكون نتيجة لعوامل عدة وراثية وبيئية وسلوكية. وأهم هذه الأسباب:
أسباب وراثية
للجينات دور مهم في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالسمنة. فبعض الأشخاص قد يكون لديهم ميول وراثية لتخزين وتكوين الدهون في الجسم على نحو أسرع من الآخرين، ويصعب على الجسم التخلص منها على نحو طبيعي، وهذه من أهم وأشهر العوامل التي تؤدي للسمنة.
النظام الغذائي غير المتوازن
تناول الأطعمة الغنية بالدهون والمشبعة بالسكريات والوجبات السريعة يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية على نحو مفرط، وتناول الأطعمة المعالجة التي تحتوي مكونات صناعية يمكن أن يُسهم في تراكم الدهون، وهذا مع الأسف نظام يتبعه كثير منا بسبب طبيعة الحياة السريعة.
قلة النشاط البدني
عدم ممارسة الرياضة يوميًّا أو في الأقل ثلاثة مرات بالأسبوع هو سبب رئيس للسمنة. وقلة الحركة عامة بسبب طبيعة العمل أو غيرها، وقد زاد هذا في عصر التكنولوجيا، وأصبح الجميع أقل حركة بسبب استخدام الأجهزة الإلكترونية والجلوس أمامها مدة طويلة.
أسباب نفسية
قد يسهم التوتر النفسي والاكتئاب في زيادة الوزن مع بعض الأشخاص، ويلجأون إلى الأكل المفرط للتعامل مع المشاعر السلبية والهروب من ضغوطات الحياة، وهذا يسبب الخمول وعدم القدرة على ممارسة الأعمال اليومية على نحو طبيعي.
أسباب مرضية
بعض الأمراض تسبب السمنة مثل (اضطرابات هرمونية، قصور الغدة الدرقية، مقاومة الأنسولين، تكيس المبايض عند النساء) وغيرها من الأمراض التي تسبب زيادة الوزن وصعوبة خسارته.
أسباب دوائية
بعض الأدوية تساعد في زيادة الوزن، ويشمل ذلك بعض مضادات الاكتئاب وبعض أدوية السكري، وأدوية الهرمونات كموانع الحمل، وبعض أدوية ضغط الدم. ويختلف سبب زيادة الوزن مع الأدوية لكل دواء، بحيث إذا سبَّب لك هذا الدواء مصدر قلق يجب أن تراجع طبيبك الخاص بدلًا من التوقف عن تناول الدواء؛ لأن هذا قد يكون له أثر سلبي شديد الخطر على صحتك.
مضاعفات السمنة
للسمنة مضاعفات كثيرة، منها ما قد يسبب خطرًا على صحتك. ومن أهم المضاعفات:
توقف التنفس في أثناء النوم
الأشخاص المصابون بالسمنة هم أكثر عرضة لتوقف التنفس في أثناء النوم وعودته بالتدريج.
مشكلات تناسلية
فالسمنة تؤثر سلبًا في الخصوبة والإنجاب، وتسبب اضطرابات هرمونية.
مشكلات الجهاز الهضمي
السمنة تزيد احتمالية إصابتك بحرقة المعدة وأمراض المرارة ومشكلات الكبد وارتجاع المريء.
الإصابة بالسكري من النوع الثاني
تؤثر السمنة في طريقة استخدام جسمك للأنسولين والتحكم في مستويات السكر في الدم.
أمراض القلب والسكتات الدماغية
تعرضك السمنة للإصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول غير الطبيعية؛ وهذا يسبب خطرًا كبيرًا لا قدر الله قد يصل إلى سكتة دماغية أو مرض بالقلب.
السرطان
للسرطان علاقة وثيقة بالسمنة، لإنها تتسبب في بعض أنواع السرطان (سرطان الكبد، سرطان الرحم وعنق الرحم وبطانة الرحم، سرطان القولون والمستقيم، سرطان البنكرياس، سرطان البروستاتا) وغيرها كثير من أنواع السرطان، لا قدر الله.
كيفية تشخيص مريض السمنة
لتشخيص مريض السمنة يجب معرفة التاريخ المرضي للمريض وعائلته، والقيام ببعض الفحوص الطبية (التحاليل والأشعة) وفحص العلامات الحيوية للمريض وقياس كتلة جسمه ومعرفة المناطق المخزنة بالدهون.
طرق العلاج
بعد التأكد من أنك مريض سمنة يجب اتباع خطة علاج مناسبة لحالتك الصحية، وهذا ما يحدده الطبيب. وطريقة العلاج تختلف من شخص لآخر، إما باتباع حمية وممارسة الرياضة، وإما عن طريق إضافة بعض الأدوية المناسبة أو التدخل الجراحي.
ممارسة الرياضة
يجب ممارسة الرياضة يوميًّا وتحت إشراف متخصص إن أمكن أو المشي مدة 35 دقيقة في الأقل يوميًّا، مع اتباع نظام غذائي مناسب لك ولحالتك الصحية.
علاج دوائي
في بعض الحالات يصف الطبيب بعض الأدوية للمريض لتساعده في تخفيف الوزن كونها وسيلة مساعدة، ولا يمكن الاعتماد عليه كليًّا، ويجب توخي الحذر من استعمال هذه الأدوية دون الرجوع للطبيب؛ لأن لها آثارًا سلبية كثيرة.
علاج جراحي
يلجأ الأطباء في بعض الحالات للتدخل الجراحي، وهذا القرار يرجع للحالة الصحية للمريض؛ لأنه توجد أنواع مختلفة من جراحات السمنة (كتحويل المسار والتكميم وغيرها)، ويحدد الطبيب الإجراء الأنسب للمريض (وبإذن الله نتحدث باستفاضة عن هذا الموضوع في وقت لاحق).
ولأن الوقاية خير من العلاج يجب اتباع بعض التعليمات للوقاية من الإصابة بالسمنة، ومنها:
-
تقليل استهلاك السكريات.
-
تجنب الدهون المشبعة.
-
ممارسة الرياضة.
-
اتباع نظام غذائي يحتوي على جميع العناصر الغذائية.
-
الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.
-
تنظيم عدد ساعات النوم.
- الاهتمام بالصحة النفسية.
تُعد السمنة مرضًا معقدًا يتطلب معالجة شاملة تجمع بين التوعية الصحية والتغييرات الغذائية والنشاط البدني والدعم النفسي، والوقاية من السمنة هي الخيار الأمثل، ولكن إذا كانت السمنة قد تطورت فتوجد كثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها، والالتزام بنمط حياة صحي هو الخطوة الأولى نحو الحفاظ على وزن صحي وحياة ممتلئة بالطاقة والصحة.
ونسأل الله السلامة والصحة للجميع.
مقال رائع
شكرا جزيلا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.