مرحلة الطفولة.. التركيز على سلوكيات الطفل

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الانسان؛ ففي هذه المرحلة يُعدُّ الطفل نفسيًّا وذهنيًّا وخُلقيًّا وصحيًّا وسلوكيًّا ليكون شابًّا مؤهلًا لمستقبل مشرق له ولأسرته ومجتمعه. فكل طفل يحتاج إلى رعاية عالية الجودة لتنمية شخصيته.

اقرأ أيضاً علاقة النرجسية بالطفولة المبكرة والمراهقة وهل النرجسية مرض نفسي؟

مرحلة الطفولة المبكرة

توفر مرحلة الطفولة المبكرة فرصة مهمة لتشكيل مسار التطور الشامل للطفل وبناء أساس لمستقبله ولكي يتمكن الأطفال من التعبير عن إمكاناتهم. فهم يحتاجون إلى الرعاية الصحية والتغذية، والحماية من الأذى، والشعور بالأمان، وفرص التعلم المبكر، وتقديم الرعاية اللازمة من الوالدين ومقدمي الرعاية. فكل هذا ضروري لنمو أجسامهم وعقولهم.

تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في حياة الفرد والتي بدأها بالاعتمادية الكاملة على الغير ثم يترقى في النمو نحو الاستقلال والاعتماد على الذات.

ففي مرحلة الطفولة المبكـرة يقـل اعتماد الطفل على الكبار ويزداد اعتماده على نفسه وذاته وينتقل فيها من بيئة المنزل إلى بيئة الحضانة ورياض الأطفال حيث يبدأ في التفاعل مع البيئة الخارجية والمحيطة به، مما يمكِّنه من التعامل بوضوح مع بيئته مقارنةً بمرحلة المهد.

وفي هذه المرحلة تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية وإكساب القـيم والاتجاهـات والعادات الاجتماعية، ويتعلم فيها التمييز بين الصواب والخطأ، وإن كان لا يفهم لماذا هو صواب أو خطأ؟

اقرأ أيضاً متلازمة عض الأظافر.. الأسباب وكيفية التغلب عليها

اهتمام العلماء بمرحلة الطفولة المبكرة

قد اهتم العلماء بهذه المرحلة وصرفوا جزءًا كبيرًا من أبحاثهم لدراسة هذه المرحلة. وقد أجمع علماء النفس على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة وأنهـا في غاية الأهمية. فمدرسة التحليل النفسي مثلًا: ركزت على هذه المرحلة تركيزًا بالغًا.

ففرويد مثلا يـرى أن شخصية الفرد تتكون خلال الخمس سنوات الأولى، التي تشكل مرحلة الطفولة المبكرة منها ثلاث سـنوات، يعتبرها من مراحل النمو الحرجة التي تشكل خبرات الطفولة فيها شخصية الفرد.

فالآباء والأمهات ينبغى أن يهيئوا لأطفالهم الوقت والدعم ليصنعوا بيئة مُحبة وآمنة ينعم فيها أطفالهم بمعادلة الغذاء واللعب والحب التى يحتاجون إليها، وليساعدوا في تنشئة عقول صغارهم.

فلا يجب أن نترك أطفالنا مهملين من قبل الأسرة متروكين دون اهتمام وعناية من قبلنا، فلا يجب أن يُتركوا ليتشكل وعيهم ويتشكل سلوكهم من خلال كل ما يُعرض في البيئة المحيطة بهم دون تدخل وتصحيح كل ما يتلقونه والتمييز لهم بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وما يجب فعله وما لا يجب فعله.

اقرأ أيضاً لماذا تخلَّى الأطفال عن براءتهم؟! الأسباب والمسببات..

التركيز على سلوكيات الطفل 

كما يجب علينا ألا نترك الطفل للعالم الآخر المتمثل في عالم الموبايل والإنترنت والألعاب الإلكترونية وعالم الفيديوهات التي تساهم بشكل كبير في تكوين وتنمية سلوكيات الطفل في المراحل المبكرة من عمره وهي تحتوي على محتويات لا تتناسب مع عمره، فضلًا عن كون بعضها يتضمن محتويات تحض على العنف والكراهية وهو ما ينعكس على سلوك الطفل في تعاملاته مع الآخرين.

كما يجب تنمية الطفل وتدريبه وتربيته على أن يوثِّق علاقاته مع أقاربه سواء من ناحية الأب أو الأم وليس تفضيل علاقته بأقارب الأب على علاقته بأقارب الأم أو العكس، وهو للأسف ما يظهر في الواقع العملى في مجتمعاتنا من خلال الطلب من الطفل الذهاب عند بعض أقاربه ولا يُطلب منه أن يذهب عند البعض الآخر.

وهو ما ينمي لديه حب وتفضيل طرف على حساب طرف آخر وهو ما تساهم فيه الأسرة بتفضيل طرف على حساب طرف أمام الطفل.

كما أن الطفل قد يطلب الذهاب عند أصدقاء العائلة للعب مع أبنائهم ولا يفضل الذهاب عند أقاربه ويكون ذلك بسبب قيام الأب والأم بتوطيد علاقاتهم الاجتماعية مع أصدقائهم أكثر من أقاربهم، وهو ما ينعكس على تصرفات وطلبات الأطفال.

الاهتمام بنفسية الأطفال

كما لا يجب أن نناقش أحاديث العائلة أمام الأطفال والحديث عن أمور تتعلق بأفراد العائلة الكبيرة والذم في شخص والمدح في شخص آخر؛ فهذا يجعل الأطفال ينتمون حبًّا في طرف وينبذون كرهًا في طرف آخر.

لذا وجب علينا أن نهتمَّ ونعتني بمرحلة الطفولة، وأن ننمي وندعم عند أطفالنا كل ما هو إيجابي، مما ينعكس على شخصيتهم مستقبلًا من خلال بناء شخصية قوية سوية نافعة لأنفسهم ولأهلهم ومجتمعهم.   

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة