تعد مرحلة الحمل من أهم المراحل وأصعبها في حياة المرأة، وقد تؤثر تأثيرًا كبيرًا في صحتها وصحة مولودها بعد عملية الولادة، لا سيما تلك المرأة التي تعاني مسبقًا من مرض أو حالة طبية تستلزم معاملة خاصة في أثناء مرحلة الحمل، مثل النساء المصابات بالسمنة والمصابات بأمراض في القولون، لذا يجب مراعاة بعض المحذورات، إضافة إلى الالتزام بالنصائح ومتابعة الطبيب باستمرار للمرور بسلام من هذه الأشهر الصعبة.
وفي هذه المقالة نقدم بعض النصائح للنساء الحوامل، لا سيما اللائي يعانين السمنة وأمراض القولون وبعض المحذورات...
اقرأ أيضاً أعراض الحمل الشائعة وكيف تعرفين أنكِ حامل
نصائح لتجنب سمنة الحمل
تعد زيادة الوزن في أثناء الحمل أمرًا شائعًا لدى جميع النساء في العالم، إلا أن الأطباء والخبراء يحذرون دائمًا من بدانة الأمهات في أثناء مدة الحمل التي يكون لها أحيانًا مخاطر كبيرة على الأم والطفل ما يؤدي إلى تغييرات مباشرة في منطقتين بالمخ، وهما قشرة الفص الجبهي والجزيرة الأمامية.
يمكن أن تؤدي السمنة لدى الأمهات إلى آثار صحية سلبية لكل من الطفل والأم مثل الإصابة بسكري الحمل وتسمم الحمل، ويتعرض الجنين لمخاطر الولادة بالتشوهات الخلقية، إضافة إلى خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي، الذي يؤدي إلى مشكلات صحية دائمة، ويؤثر في صحة القلب، وهو ما يدفعنا إلى أن نقدم النصائح الآتية لتجنب بدانة أو سمنة الحمل:
-
ممارسة الرياضة في أثناء الحمل
تعد ممارسة الرياضة في أثناء الحمل عاملًا مساعدًا ومهمًا جدًا في تخفيف أعراض الحمل من احتباس الماء وتجلط الدم، إضافة إلى الهدف الرئيس، وهو عدم اكتساب المرأة الحامل وزنًا إضافيًا للمرأة الحامل.
ومن الرياضات المفيدة جدًا في هذه المدَّة رياضة المشي والسباحة مع تجنب التمارين القاسية، لا سيما تمارين عضلات البطن الشاقة والتمارين التي تعرض المرأة للجفاف وارتفاع الحرارة، وتُنصح الحامل بالاستعانة بخبراء في مجال التدريبات والتمرينات الرياضية التي لا يكون لها تأثير سلبي على المرأة الحامل.
-
اتباع نظام غذائي مناسب
من الأمور المهمة للمرأة الحامل لا سيما المرأة التي تعاني زيادة الوزن قبل الحمل أن تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومشبعًا في الوقت نفسه، ونحذر من الأكلات الضارة التي يكون لها تأثير عكسي وسريع على الأم والجنين، لذا نوصى بالاعتدال في تناول الطعام دون إفراط في تناول وجبة معينة أو الابتعاد تمامًا عن قائمة وجبات معينة.
بل يجب أن يكون الأمر باعتدال شديد مع دخول الأطعمة الصحية في النظام الغذائي لاكتساب القوة دون الوزن كالدهون غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون، وزيت الفول السوداني والحبوب الكاملة مع الابتعاد قدر الإمكان عن الدقيق الأبيض، والفواكه والخضراوات الطازجة فهما عنصران أساسيان في أي نظام غذائي، إضافة إلى الأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل السبانخ والفاصوليا والفراولة.
ويجب التنبيه إلى المحذورات التي ينبغي للمرأة الابتعاد عنها من الأطعمة الضارة لا سيما في مرحلة الحمل، منها:
- الدهون المشبعة مثل الصلصات والمايونيز والسمنة.
- العصائر والحلويات الصناعية والمعبأة.
- الوجبات السريعة مثل الآيس كريم والبسكوت والرقائق التي يفضل تناولها مرتين أو ثلاث في الشهر فقط.
- الأطعمة التي تحتوي على ألوان ونكهات صناعية.
-
تناول الطعام باعتدال
من الأمور الشائعة التي تتناقلها النساء من جيل إلى جيل هو أن تقول المرأة الحامل إنني آكل لإطعام اثنين تقصد نفسها والجنين، وهو أمر خاطئ تمامًا، فالجنين يتغذى على الفيتامينات الموجودة في جسم المرأة الحامل، لا سيما في الأشهر الأولى التي لا يحتاج فيها إلا إلى كميات صغيرة، ثم يبدأ في الاحتياج إلى كميات كبرى من الفيتامينات في الأشهر المتقدمة، التي لن يحصل عليها من كميات الطعام الكبيرة، بل سيحصل عليها من الأطعمة الصحية التي ستتناولها الأم باعتدال.
-
تناول الفيتامينات
هذا الأمر مرتبط بالنقطة السابقة، فتناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات باعتدال يسهم في نمو الجنين، فلا تكون المرأة مجبرة على تناول كميات كبيرة من الطعام، وهو أمر مهم جدًا في مرحلة الحمل خصوصًا إذا كانت المرأة تعاني أساسًا من نقص في فيتامينات معينة، وهو ما يجعل متابعة الطبيب وإجراء التحاليل في بداية الحمل أمرًا مهمًا لتحديد نوعيات وكميات الفيتامينات التي يجب الالتزام بها طوال مدة الحمل.
-
الإكثار من شرب السوائل
إذا كان شرب السوائل أمرًا مهمًا إلا أنه يكون أمرًا بالغ الأهمية في مدة الحمل لتجنب الشعور بالتعب والآلام التي ترافق الحمل، لا سيما تناول الماء قبل الوجبات، ما سيقلل الشعور بالجوع وينظم عملية الهضم لمنع اكتساب وزن إضافي، إضافة إلى ضرورة تجنب المشروبات الغنية بالدهون كالعصائر الاصطناعية والقهوة المنكهة والمشروبات الغازية واستبدال البدائل الطبيعية مثل العصائر والأعشاب بها.
اقرأ أيضاً تغييرات الحمل على الجلد والجسم والأعضاء.. هل ستزول بعد الولادة؟
القولون العصبي في أثناء الحمل
تعد الإصابة باضطرابات القولون العصبي من الأمور الشائعة جدًا عند النساء في أثناء مرحلة الحمل لعدة أسباب، منها تمدد الأمعاء وتباطؤ الحركة الدافعة للطعام، ما يؤدي إلى انتفاخ المعدة، إضافة إلى تناول المكملات الغذائية في أثناء الحمل مثل الحديد والكالسيوم اللذين يسببان حالات الإمساك.
أما إذا كانت المرأة مصابة أساسًا بمتلازمة القولون العصبي، فإن ذلك يضاعف الأعراض، إضافة إلى التوتر المصاحب لمرحلة الحمل الذي يزيد من تهيج القولون العصبي.
وتتجلى خطورة الإمساك المستمر في أثناء الحمل بالإصابة بالبواسير والآلام الحادة التي قد تصل إلى النزيف في أثناء عملية التبرز، وتعاني بعضهن من الإسهال الحاد الذي قد يؤدي إلى سوء التغذية.
اقرأ أيضاً دليل شامل على أعراض الحمل وطرق التعامل معها
أضرار القولون العصبي
لذلك توجد نصائح وإرشادات، إضافة إلى محذورات مهمة تساعد المرأة الحامل في تخطي هذه المرحلة بأقل قدر ممكن من أضرار القولون وأعراضه مثل:
-
تناول كثير من الألياف ضمن النظام الغذائي للمرأة الحامل، إضافة إلى تناول السوائل التي تقلل من نوبات الإمساك.
-
ممارسة التمارين الرياضية التي يكون لها تأثير مزدوج في موضوع الحمية وعدم فقدان أو اكتساب الوزن الزائد، إضافة إلى مسألة القولون العصبي، فالتمارين الرياضية تساعد على عملية الإخراج إخراجًا طبيعيًا وسليمًا، وتقلل التوتر الذي يزيد من أعراض القولون العصبي.
-
استبدال جلوكونات الحديد بمكملات الحديد التي تحتوي كبريتات الحديد التي لا تسبب الإمساك، ويجب على المرأة التي تعاني أساسًا من متلازمة القولون العصبي أن تخبر الطبيب المتابع لحالتها بذلك ليصف لها أنواع الحديد التي لا تسبب الإمساك.
-
تناول الطعام الغني بالحديد، فمن الممكن أن يساعد في خفض كمية أقراص الحديد التي تكون سببًا في حدوث الإمساك في أثناء الحمل.
-
الابتعاد تمامًا عن التدخين في أثناء الحمل لأنه يضاعف من أعراض القولون العصبي وكذلك الكحول والكافيين.
-
الاتجاه إلى علاج القولون أو التقليل من أعراضه بتناول الأعشاب، مثل الشمر الذي يطرد الغازات، والزنجبيل الذي يهدئ الأمعاء، إضافة إلى الكراوية والنعناع والكمون والينسون، فهذه الأعشاب تقلل من التوتر وتعالج التقلصات والإمساك.
وننصح بتناول الأعشاب مع متابعة الطبيب ومعرفته بنوع الأعشاب؛ لأن بعضها يتناسب مع شهور الحمل الأولى وبعضها يتناسب مع الشهور المتقدمة، حتى لا يتسبب نوع من الأعشاب إلى انقباضات أو تقلصات نتيجة الاستخدام الخاطئ.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.