يعد نمو الطفل رحلة مذهلة تبدأ منذ الولادة وتستمر حتى مرحلة المراهقة، فيتطور الطفل في مختلف الجوانب العقلية والعاطفية والجسدية والسلوكية. في هذه المقالة، سنستعرض مراحل تطور الطفل بالتفصيل، بدءًا من تعلم اللغة والتفكير، وصولًا إلى بناء الشخصية والمهارات الاجتماعية، مع تسليط الضوء على العوامل المؤثرة في نمو الطفل وكيفية دعمه الدعم الصحيح.
معنى مصطلح الطفولة.. تعريف علمي لمراحل النمو
يُشير مصطلح الطفولة إلى المرحلة التي تبدأ منذ اكتساب اللغة في عمر سنة أو سنتين حتى بداية المراهقة في عمر 12 أو 13 عامًا، تُعد هذه المرحلة حجر الأساس في نمو الطفل من جميع النواحي، سواءً العقلية، أو العاطفية، أو الجسدية، أو السلوكية.
التطور اللغوي عند الأطفال.. متى يبدأ الطفل بالكلام؟
تتميز نهاية مرحلة الرضاعة وبداية الطفولة بقدرة الطفل على الكلام في عمر سنة إلى سنتين. وفي عامهم الثاني يُحرز الأطفال تقدمًا هائلًا في اكتساب اللغة في عامهم الثاني، فيُظهرون مفردات متزايدة باستمرار، واستخدامًا متناميًا للكلمات المركبة، وفهمًا متعمقًا لقواعد النحو والصرف. وبحلول عامهم الثالث، يميل الأطفال إلى استخدام جمل تتكون من خمس أو حتى ست كلمات، وبحلول عامهم الرابع، يمكنهم التحدث بجمل مكتملة تشبه جمل البالغين. ويُظهر الأطفال في سن الخامسة والسادسة إتقانًا لقواعد اللغة المعقدة.
مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المبكرة (2 – 7 سنوات)
تشمل مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المبكرة، التطور العقلي، وتنامي الوعي العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال:
التطور العقلي عند الأطفال.. كيف ينمو الدماغ خلال الطفولة؟
الطفولة المبكرة هي أيضًا المرحلة التي يتعلم فيها الأطفال استخدام الفكر الرمزي واللغة للتحكم في بيئتهم، فيتعلمون إجراء عمليات عقلية متنوعة باستخدام الرموز، والمفاهيم، والأفكار لتحويل المعلومات التي يجمعونها عن العالم من حولهم. وتبدأ بدايات المنطق، بما في ذلك تصنيف الأفكار وفهم الوقت والعدد، في مرحلة الطفولة المتأخرة «من 7 إلى 12 سنة».
وتتطور ذاكرة الأطفال باستمرار خلال مرحلة الطفولة، ما يدعم عددًا من التطورات المعرفية الأخرى التي يحرزونها في تلك المرحلة، ومع تحسن الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى، يُظهر الأطفال سرعة متزايدة في التذكر، ويمكنهم البحث في ذاكرتهم عن المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر.
تنامي الوعي العاطفي والاجتماعي لدى لأطفال
يؤدي تنامي وعي الأطفال الصغار بحالاتهم العاطفية، وخصائصهم، وقدراتهم إلى التعاطف؛ أي القدرة على تقدير مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم، ثم إن التعاطف وغيره من أنواع الوعي الاجتماعي مهم في تنمية الحس الأخلاقي. ويمكن القول إن أساس الأخلاق لدى الأطفال يتطور بالخوف من العقاب والألم إلى حرص على الحفاظ على رضا الوالدين.
العوامل المؤثرة في نمو الطفل وكيفية دعمه في كل مرحلة
من الجوانب المهمة الأخرى للنمو العاطفي للأطفال تكوين مفهومهم عن الذات، أو هويتهم، أي شعورهم بذاتهم وعلاقتهم بالآخرين، ولعلَّ هوية الدور الجنسي هي أهم فئات الوعي الذاتي، وتظهر عادةً في سن الثالثة. وبداية التغيرات الجسدية والعاطفية التي تحدث في سن البلوغ، واكتساب العمليات المنطقية لدى البالغين، ويمثلان نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة.
النمو البشري ليس عمليةً بسيطةً وموحدةً لزيادة الطول أو ضخامة الجسم، فمع نمو الطفل تحدث تغيراتٌ في المظهر، وتركيب الأنسجة، وتوزيعها. ففي حديثي الولادة، يُمثل الرأس نحو ربع الطول الإجمالي، في حين يُمثل في البالغين نحو سُبعه. وكذلك تُمثل العضلات لدى حديثي الولادة نسبةً أقل بكثير من إجمالي كتلة الجسم مقارنةً بالشباب. وفي معظم الأنسجة، يتكون النمو من تكوين خلايا جديدة واستيعاب مزيد من البروتين أو مواد أخرى في الخلايا الموجودة فعلًا؛ ففي المراحل المبكرة من التطور، يسود انقسام الخلايا، ثم تمتلئ الخلايا لاحقًا.
وتنضج أنسجة الجسم المختلفة ومناطقه المتعددة بمعدلات متفاوتة، ويتكون نمو الطفل وتطوره من سلسلة معقدة للغاية من التغيرات. ويشبه الأمر نسيج قماش لا يتكرر نمطه أبدًا، إذ تتفاعل الخيوط الكامنة، كل منها يخرج من بكرته بإيقاعه الخاص، مع بعضها بعضًا باستمرار، بطريقة منظمة ومحكمة دائمًا. في الوقت نفسه، يُعد الطول في معظم الحالات أفضل علامة فردية للنمو، وكونه مقياسًا لنسيج واحد «نسيج الهيكل العظمي»، أما الوزن فهو مزيج من جميع الأنسجة، ما يجعله معيارًا أقل فائدة في المتابعة طويلة المدى لنمو الطفل.
وأنتم، أعزائي القراء من الآباء، والأمهات، والمربين، شاركونا آراءكم بالتعليقات أسفل هذه المقالة في أبرز مظاهر النمو لدى الطفل في مرحلة الطفولة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.