مدينة العقبة.. تاريخ الصيد والزراعة والمطبخ العريق

تُعد مدينة العقبة من أهم المناطق الساحلية في الأردن، حيث تجمع بين موقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، وتراثها العريق في الصيد والزراعة والمطبخ التقليدي. اشتهرت المدينة منذ القدم بوفرة الأسماك، واحتضنت أنماطًا زراعية محدودة على الرغم من طبيعتها الصحراوية. في هذا المقال، نسلط الضوء على الحياة البحرية والموروث الزراعي وأشهر الأطباق التقليدية في العقبة.

تقع مدينة العقبة في أقصى جنوب الأردن، وتعد نافذته البحرية الوحيدة على العالم، إذ تربط الأردن بالقارة الإفريقية وموانئ آسيا الجنوبية عبر خليج العقبة. وتحيط بها الجبال من جهة، وتمتد مياه البحر الأحمر أمامها، ما منحها طابعًا فريدًا يجمع بين الطبيعة البحرية والجبلية. وتحوي العقبة أشجارًا مختلفة منها النبق والنخيل والكينا والجميز وغيرها.

ويمتاز خليج العقبة بدرجات حرارة وملوحة وتركيب طبوغرافي مختلف، وشاطئين أحدهما رملي والآخر صخري، فيما تتراوح درجات حرارة مياهه بين 20-27 درجة مئوية، وتمتاز بتركز الملوحة فيها، ولونها الأزرق، نتيجة عدم تدفق مياه السيول إليها، لكن زرقة المياه تكدرت نتيجة التلوث الصناعي.

تقع مدينة العقبة في أقصى جنوب الأردن وتعد نافذته البحرية الوحيدة على العالم

أنواع السمك في خليج العقبة

ينتشر 400 نوع من السمك في مياه الخليج الذي يعد جزءًا من البحر الأحمر، فيما تعد سمكة السيف أحد أشهر الأسماك المستوطنة في مياه الخليج.

الصيد في العقبة.. مهنة الأجداد التي تراجعت

كانت مياه الخليج غنية بفرص الصيد، قبل أن تتحول مياهه لمكان مكتظ بالسفن الضخمة، حيث كانت المياه تقدم مئات الأطنان من السمك، ما يغطي احتياجات الأردن وفلسطين معًا، خلال القرن الفائت.

ولم يكن لمهنة الصيد موسم واحد، فقد كانت المياه تجود بالسمك على مدار السنة، فيما لم تكن تخلو أسرة عقباوية -عدا التجار- من شخص يمتهن ويجيد الصيد.

كانت مياه الخليج غنية بفرص الصيد قبل أن تتحول مياهه لمكان مكتظ بالسفن الضخمة

أدوات الصيد التقليدية في العقبة

كانت الصيادون يستخدمون قديمًا قوارب من النخيل، قبل أن تدخل أنواع أخرى، منها الهوري الذي يُحرَّك بالمجاديف، ثم تلك التي تستخدم محركات الديزل.

وأيضًا الصيادون يستخدمون مجموعة من أدوات صيد السمك، مثل: السنارة والخيط، الشباك، السخوة، وكانوا يلجأون للتزود بالطعام، قبل التوجه لعملية الصيد.

وكانت عملية الصيد تتم فجرًا، ويُحفظ السمك بثلاجة صغيرة كانت ترافق الصيادين في رحلات الصيد، فيما تراجعت مهنة الصيد عقب ظهور الحدود السياسية الحديثة، حيث كانت الأسماك تنقل إلى حيفا، عبر شركة كانت تشتري السمك من الصيادين.

الزراعة والثروة الحيوانية في العقبة

على الرغْم من أن العقبة لم تكن بيئة زراعية -فاقتصادها الشعبي كان قائمًا على الصيد- لكن الناس كانوا يزرعون النخيل على وجه الخصوص ضمن حفاير قريبة من الشاطئ.

ويزرع السكان الجرجير والفجل والنعناع والبقدونس والبصل والسلق والبندورة والباذنجان والزهرة والملفوف والبقلة والملوخية، خاصة البدو، وعرف السكان الماشية خاصة الغنم.

المطبخ العقباوي.. نكهات متنوعة وتأثر بالمطبخ المصري

يتميز المطبخ العقباوي بمزيج من النكهات المستوحاة من الثقافات العربية والبحرية، فقد تأثر بالمطابخ المصرية واليمنية والحجازية نظرًا لموقع العقبة على مفرق الطرق التجارة القديمة.

عرف أهالي العقبة جريشة القمح ويُجلب القمح من الكرك ومعان فيما يُصنع الجريش محليًا في العقبة

فعرف أهالي العقبة جريشة القمح، فقد كان القمح يأتي من الكرك ومعان، فيما يُصنع الجريش محليًا في العقبة، ويُجلب الأرز من مصر، وعلى الرغم من كون العقبة عرفت المنسف كحال الأردنيين، لكن المطبخ العقباوي تأثر بالسمك، والمأكولات المصرية، خاصة الملوخية والكشري.

ومن السمك، تشكلت مجموعة من الأصناف الغذائية أبرزها الصيادية، إلى جانب الكشنا والطرطور والطاجن وكبة السمك.

وتعرف العقبة مجموعة من الأطعمة منها: الويكا المعدة من البامية، والبصارة من العدس والملوخية، والبخاري التي تعد منافس المنسف في العقبة، والرجلة وشوربة السبانخ والرقاقة والكشري والفطير العقباوي والحوح وفتة الحلبة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة