مدينة أخيتاتون.. العاصمة الجديدة لإخناتون

إخناتون أحد أشهر الملوك المصريين عبر التاريخ، وأكثرهم إثارة للجدل وغرابة، فقد هجر دين المصريين القدماء، ومنع عبادة الآلهة المصرية في البلاد، حتى إنه هجر مدينة طيبة، وبنى مدينة خاصة به؛ لتكون عاصمة للبلاد.

وعلى ذكر تلك المدينة، ألا تود أن تتعرف إلى تلك المدينة؟ أن تعرف بعضًا من تاريخها وآثارها ومعالمها، إذن أنت في المكان الصحيح، جهز مشروبك المفضل، واستعد للسفر عبر الزمان.

قد يهمك أيضًا أسرار وغرائب عن لعنة الفراعنة

ما قصة إخناتون؟

في البداية قد ولد إخناتون في قصر ملكي، فأبوه كان الملك أمنحتب الثالث، وأمه كانت الملكة تيي المشهورة بالملكة الكبرى، ولد باسم أمنحتب الرابع، وكان أصغر أبناء الملك أمنحتب الثالث، ويقال إن والده الملك أمنحتب الثالث قد أشركه في الحكم معه حتى وفاته مدة تصل إلى 12 عامًا.

حكم مصر بعد ذلك، وعندما وصل إلى الحكم كما نعرف جميعًا غيّر اسمه إلى إخناتون، ودعا الناس إلى عبادة إله واحد، وهو آتون إله الشمس، وحرم عبادة الآلهة الأخرى.

حكم مصر 17 عامًا، وأبرز ما في مدة حكمه الوضع الديني الذي أثر في سياسة البلاد إلى درجة أن رقعة البلاد تقلصت في عهده، ويُروى أنه في أواخر حكمه تفرغ للعبادة، وترك شؤون الحكم في يد والدته الملكة تيي حتى إن واقعة موته عليها كثير من علامات الاستفهام.

فالبعض من العلماء يروي أنه مات موتًا طبيعيًا، والبعض الآخر يروي أنه قد مات بمرض أو وباء، أما الرأي الثالث يقول إنه قد اغتيل إثر انقلاب.

قد يهمك أيضًا بعد 7000 سنة.. الفراعنة تريند

ما مدينة أخيتاتون اليوم؟

تقع موقع مدينة أخيتاتون الآن في مركز تل العمارنة في مدينة دير مواس بمحافظة المنيا على بعد 45 كم جنوب مقابر بني حسن، وقد خربت تلك المدينة بعد أن هجرها توت عنخ آمون، وأعاد العاصمة إلى مدينة طيبة مرة أخرى.

وقد أخذت المدينة اسم تل العمارنة نسبة إلى قبيلة بني عمران التي استقرت في تلك المنطقة مدة من الزمان.

قد يهمك أيضًا قراءة في كتاب نفرتيتي الجميلة

ما المدينة التي بناها إخناتون؟

المدينة التي بناها إخناتون مدينة أخيتاتون، والسبب في بنائها يرجع إلى التضييق على إخناتون ودعوته الدينية الجديدة، فوجد أنه لا مفر من الهجرة، وانتقل إليها في العام الرابع من حكمه.

وتميزت تلك المدينة عن سائر المدن بأنها بنيت سريعًا جدًّا إلى درجة أنها أصبحت عاصمة البلاد في العام الرابع أو الخامس من حكم إخناتون، ومن شدة السرعة بنيت معظم المباني بالطوب اللبني، والطوب الأبيض.

قد يهمك أيضًا ما لا تعرفه عن الفرعون المصري سيتي الأول

سمات مدينة إخناتون

ما ميز مدينة أخيتاتون عدة نقاط، هي:

الموقع

ما ميز مدينة أخيتاتون موقعها المتميز جغرافيًا ودينيًا، فمن الناحية الجغرافية لها موقع مميز، فهي تقع بين النيل والجبال، ومن الناحية الدينية تميزت تلك الأرض بأنه لم يعبد عليها إله من آلهة المصريين القدماء قط، ولم يسكنها بشر من قبل.

ويُروى أن إخناتون قد زاره الإله آتون في المنام، وألقى حجرًا في ذلك المكان، ما جعل إخناتون يعد ذلك الأمر إشارة إلهية لبناء المدينة في ذلك المكان.

أيضًا كانت توجد ميزة جغرافية لذلك المكان، بُعدها عن طيبة وحكامها وكهنتها الذين أضمروا الكراهية والعداوة للملك بسبب دعوته الدينية؛ لذا كانت أخيتاتون أرضًا خصبة لنشر دعوته والهجرة إليها وأتباعه الذين يروى أن نفرتيتي زوجة إخناتون أقنعت نحو مئة ألف امرأة بالهجرة معها.

قد يهمك أيضًا تعرف إلى المعتقدات الدينية في مصر القديمة

الفن

بفضل إخناتون ومدينته الجديدة شهد الفن في مصر القديمة طفرة كبيرة، فمثلًا اتخذت الأشكال والتماثيل حرية أكثر ومرونة في حركاتها، وتميزت التماثيل والرسومات والنقوشات بالواقعية على نحو كبير عما سبق.

فمثلًا رأس نفرتيتي المسروق من مصر الذي يثبت وجوده الآن في برلين، وأيضًا النحت على المعابد والمقابر والتماثيل تجد فيهم كمًا كبيرًا من التفاصيل المنحوتة التي تصل إلى نحت الأظفار ولون البشرة، فقد اعتاد الفنانون في أخيتاتون أن يلونوا الملكات بألوان بشرة أفتح من الرجل.

أيضًا تميز الفن بتعبيرات أكثر حميمية، فمثلًا قد ترى تمثالًا لإخناتون وهو يقبّل ابنته، وترى تصويرًا لإخناتون وهو حزين على وفاة ابنته.

أيضًا تميز الفن في تلك المرحلة ببعض من العناصر الغريبة، فمثلًا توجد تماثيل عدة لإخناتون بجسد أنثوي ممتلئ الفخذين وله ثديين، وتجد أيضًا الوجوه طويلة وكذلك الرقبة والأطراف والأقدام، مع نحت العيون بهيئة أضيق. 

أيضًا تميزت الأعمال الفنية بسلوك غريب، وهو العري الذي انتشر بين الأعمال الفنية، فنادرًا ما تجد تمثالًا بملابسه.

أترى كل ما تحدثنا فيه عن الأسلوب الفني كان متطورًا على نحو كبير إلى درجة أن سمّي بأسلوب العمارنة نسبة إلى تل العمارنة التي امتلأت بالقطع الأثرية من تلك الأنواع التي تحمل أسلوب العمارنة.

فعلًا عزيزي القارئ إذا أردنا أن نشكر إخناتون، فإننا لا بد أن نشكره على الثراء الفني الذي أسهم في تركه ذلك الملك بحياته الغريبة، لكنها بقدر ما كانت غريبة كانت ممتعة ومبهرة لنا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة