مدخل إلى علم المحاسبة ومراحل تطورها

إن المحاسبة لغة التجارة، فهي اللغة التي يسترشد بها رجال الأعمال وغيرهم من الأطراف المعنية بأمور المنشأة الاقتصادية لتحقيق أغراض عدة، منها رسم السياسة المالية والتخطيط الإنتاجي واتخاذ القرارات التي على ضوئها تتخذ الخطوات اللازمة.

وتعد المحاسبة أحد مكونات إدارة منشآت الأعمال، فهي الوسيلة التي بموجبها يصبح لدى المديرين العلم بالوضع المالي لمنشآتهم ومدى تقدمها، وبذلك تسهم المحاسبة في استمرارية العمليات المتعلقة بالتخطيط والرقابة.

تعريف المحاسبة

من الصعب وضع تعريف مناسب للمحاسبة، فالمحاسبة هي ذلك العلم الذي يتضمن دراسة المبادئ والأسس والمفهومات التي يستند إليها في معالجة العمليات ذات القيم المالية في السجلات المحاسبية بتدوينها وتصنيفها.

والمحاسبة علم وفن تقييم العمليات ذات الأثر المالي بوحدات نقدية، وتسجيلها وتصنيفها وتلخيصها وتفسيرها بعدها حقائق مالية تخص المشروعات الفردية وشركات التضامن والشركات المساهمة، والهيئات والجمعيات التي لا تهدف إلى الربح كالجمعيات الخيرية والدينية والثقافية والتعاونية، إلخ.

والمحاسبة كغيرها من العلوم الاجتماعية والإنسانية نشأت وتطورت لتلبية احتياجات الإنسان في تنظيم معاملاته المالية والاقتصادية الناجمة عن تبادل السلع وتقديم الخدمات.

نشأة المحاسبة وتطورها

نشأت المحاسبة وتطورت نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعية وقانونية، وفي العهود البدائية كان أفراد المجتمع يعيشون حياة جماعية أو اشتراكية، فكانوا يمارسون الصيد والحصول على الطعام بمشاركة أفراد الجماعة.

نشأة علم المحاسبة

كان تطور المحاسبة على مدار السنين مثلها مثل المهن الأخرى كالطب والقانون، فتتغير هذه المهن باستمرار مع تغير المجتمع واحتياجات تغير المجتمع.

فالناس عبر التاريخ قد احتفظوا بسجلات لأنشطتهم التجارية، وبعض هذه السجلات لوحات طينية تدل على دفع الأجور في زمن البابليين من عام 3600 ق.م.

ووجدت المحاسبة عند المصريين القدماء والصينيين واليونان والرومانيين، ووجدت بعض السجلات المحاسبية الإنجليزية الأولى التي جمعها وليم الفاتح في القرن الحادي عشر الميلادي.

العوامل التي أدت إلى تطور المحاسبة

  1. الثورة الصناعية: حصلت في بريطانيا من منتصف القرن الثامن حتى أواسط القرن التاسع الميلادي، في تلك المدة تغيرت كيفية إنتاج السلع من الكيفية اليدوية إلى نظام التصنيع في المصانع.
  2. ظهور الشركات المساهمة العامة: خلقت الثورة الصناعية طلبًا عاليًا على رأس المال اللازم لبناء المصانع وشراء المعدات والآلات.
  3. فصل ملكية المشروع عن إدارته: وجدت طبقة متخصصة لإدارة المشروعات الضخمة المساهمة (طبقة المنظمين أو طبقة الإدارة) تدير الشركة نيابة عن المساهمين لتعذر إدارة المساهمين للشركة.
  4. تعدد المستثمرين الحاليين والمتوقعين في المستقبل: كلما كبر حجم الشركة المساهمة زاد عدد الأطراف الذين يعتمدون على التقارير المالية والمعلومات المحاسبية.
  5. زيادة حجم المنافسة بين المشروعات المتشابهة: إن المنافسة بين المشروعات التي تتعامل مع إنتاج سلع متشابهة وبيعها أدت إلى ضرورة ضغط النفقات إلى أقل درجة مع الاحتفاظ بجودة السلعة.
  6. حاجة الحكومة إلى فرض الضرائب على أرباح المشروعات: أدى إلى وجود سجلات منتظمة، تأخذ بالحسبان حصر النفقات التي تكبدها المشروع في الحصول على إيراداته.
  7. ظهور مهنة تدقيق الحسابات: مثل هذا التدقيق كان ضروريًّا لتزويد بعض التأكيدات لمستخدمي التقارير والقوائم المالية المنشورة بأنها صحيحة وعادلة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال مفيد للاخصائيين في مجال التجارة والاقتصاد...وبالأخص لقسم المحاسبة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة