تكون المخطوطات عادة ذات قيمة علمية وأثرية، وكلما كانت عتيقة زادت قيمتها، نحن هنا أمام مخطوطة قدر العلماء عمرها بـ600 عام، وجاءت في 272 صفحة ما بين رسوم وأشكال وكلمات ولكنها بلغة غير مفهومة، وقف العلم والعلماء على مر التاريخ أمامها عاجزين لم يستطيعوا فك رموزها أو معرفة مؤلفها والغرض منها.
مخطوطة كبيرة الحجم، ورغم ضياع وفقد تقريبًا 28 صفحة منها على مر الزمان، فإنها ثرية بدرجة لا تصدق، إذ تحتوي على 6 أقسام موزعة كالآتي:
اقرأ أيضًا مخطوطة ابن إسحاق وصلاة الممسوس والمرتد.. ملخص روايات حسن الجندي
أقسام مخطوطة فوينيتش
1- قسم الأعشاب
فقد احتوى القسم الأول من المخطوطة صورًا لنباتات وأعشاب، ونظرًا لما هو متعارف عليه عن أشكال النباتات، فإن العلماء لم يتبينوا حقيقة أي شكل منها، كونها تختلف عن النباتات المعروفة لدينا أو بالأحرى في عالمنا المادي.
2- الفلك
أيضًا احتوت المخطوطة على رُسُوم لأقمار وشموس ومدارات فضائية كان من المستحيل رؤيتها في زمن كتابتها، وأيضًا بها 12 تخطيطًا للأبراج.
3- علم الأحياء
الغريب أن غالب الكائنات والرسومات في الكتاب أو المخطوطة كانت من النساء العاريات.
4- خريطة جغرافية (على ما يبدو)
فقد احتوت على أشكال بركانية وهندسية.
5- علم التداوي بالأعشاب
فنجد رموزًا وقوارير ونباتات وغيرها من الأغراض العلاجية.
6- وصفات ونصوص كتابية.
يعتقد أنها وصفات علاجية ولا يحتوي هذا القسم على أي رموز أو أشكال هندسية.
يعتقد أيضًا أن الكتاب استُخدم فيه علم التعمية أو علم التشفير، وذلك لعدم قدرة علماء اللغة على تفسير تلك اللغة المكتوبة بها المخطوطة.
كتبت المخطوطة بدقة ونظام على جلد ماعز، لعدم اكتشاف الورق في زمن كتابتها.
كتبت الكلمات من اليسار لليمين بطريقة مرتبة ما يوحي بأن الكاتب كان يعلم ويدرك ما يفعل تمامًا.
وقد حدد العلماء زمن كتابتها بمنتصف القرن الخامس عشر (1404 إلى 1438) تقريبًا بواسطة التحليل الكربوني.
اقرأ أيضًا شيفا- مخطوطة القرن الصغير
من أين جاءت تسميتها بهذا الاسم؟
جاءت تسميتها وفقا لآخر مالك أصلي لها "ويلفريد فوينيتش"، وهو بولندي ويحمل جنسيتين -أمريكية وبريطانية- وكيميائي ومؤرخ وصيدلي، وكان ثائرًا على النظام، يهوى الآثار، ومهووسًا بالكتب، لذا أطلق عليها اسمه.
رغم أن نشأة وتداول المخطوطة يكتنفها الغموض، فإنه توجد روايات عدة عن ملاكها الأوائل، فيقال إن مالكها الأول هو "جورج باريس" كيميائي إيطالي، وعهد بها لـ"أثانيسيوس كيرتشر" عالم في اللغة، وهو أبو المصريات في القرن السابع عشر، الذي ترجم اللغة الهيروغليفية ولكنه أخفق في معرفة لغة المخطوطة أو الغرض منها.
وبعد وفاة جورج أخذها صديقه "جوهنس مارسي" وفشل أيضًا في معرفة أي شيء عنها، وانقطعت أخبارها مدة تزيد على 200 عام، ويقال إنها في تلك المدة حفظت في (جامعة رومانو).
وعندما احتاجت المكتبة للمال، بيعت مع عدد من الكتب والمخطوطات الأخرى، وهكذا وصلت لـ"ويلفريد فوينتيس".
اقرأ أيضًا ملخص رواية "مخطوطة وُجِدت في عكرا ".. للكاتب باولو كويلو
من مؤلفها؟
من الأساطير التي نسجت حولها أن مؤلفها هو "روجر باكون" الكاتب والفيلسوف الذي باعها للملك "رودلف الثاني"، ولكن يوجد من ادعى أن منجِّم القصر "جون دي" ومساعده "إدوارد كيلي" وراء كتابتها لأخذ مبلغ كبير من الملك، ومؤيدو تلك النظرية اعتمدوا فيها على ادعاءات الأخير أن ملائكة السماء قد اختطفوه.
وأنه قد رأى عوالم وكيانات عجيبة فريدة، وأيضًا ادعى أنه يفهم لغة الجان، وقد قيل إن اللغة المكتوبة لغة جان أو لغة أحد الكيانات القديمة، وتحتوي على أسرار عدة بشأن الكون وغيبياته.
يوجد من يصدق تلك الروايات، وآخرون يعتقدون تزييفها من أجل التربح والخداع فقط.
وأنت عزيزي القارئ من أي فصيل؟ وما رأيك في تلك المخطوطة؟!
لم ينتهِ مقالنا هنا، إذ توجد محاولات عدة لتفسير واكتشاف لغة المخطوطة حاليًّا، ففي عام 2018 أعلن عالمان كنديان في جامعة ألبرتا توصلهما لحل لغز المخطوطة وفك شفرتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فقد أنشآ برنامج حاسوب خاصًّا باللغات وأدخلا عليه نص المخطوطة ليجدوا أن 80% من اللغة هي اللغة العبرية القديمة، ويعتقد أن الـ20% الأخرى هي اللغة الملاوية المندثرة أو العربية.
وقد أعلنا ترجمة 72 كلمة من قسم الأعشاب، وأيد عالم ألماني عام 2020م صحة ما أقره العالمان الكنديان.
ولكن، لعالم الرياضيات الروسي "يوري أرلوف" رأي آخر، فقد أقر باستحالة ترجمة المخطوطة، وأن رواية العلماء لها أهداف خفية، وذلك طبقًا لبعض المعادلات والتحليلات العلمية التي أجراها.
وبذلك نكون انتهينا من مقالنا اليوم، ولكن لم ينتهِ اللغز ولم يحل حتى الآن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.