"محمد صلاح" الملك المصري

الحقيقة أن تألق صلاح يطرح عددًا من الأفكار والتساؤلات، وأول سؤال يطرح: لماذا صلاح وحده؟

لدينا عدد كبير من اللاعبين المصريين المتميزين، لكن لم يصل أحدهم إلى أي شيء قريب من إنجازات صلاح، فلماذا صلاح من أصبح الملك المصري فتى ليفربول وإنجلترا، بل أوروبا كلها؟

في السطور القادمة سنحاول أن نجد إجابة عن هذا السؤال.

اقرأ أيضًا هل سيغادر محمد صلاح ليفربول؟

مميزات محمد صلاح

قبل أي شيء وبعد كل شيء وأهم من كل شيء هو توفيق الله سبحانه وتعالى، وإرادته ومقتضى حكمته، فهو مسبب الأسباب، ومن العوامل أو الأسباب أيضًا:

أولًا: السرعة

نعم، السرعة أضعها أول عامل، فهي أكثر العوامل حسمًا إذا تكلمنا عن رياضات كثيرة بما فيها كرة القدم، هذه الميزة بالذات لا تعطي الخصم الفرصة أو المساحة أو الزمن لاتخاذ القرار المناسب، فترى المدافعين وحارس المرمى دون أي حيلة أمام هذه الميزة.

تلك السمة بالتأكيد مثل السمات الأخرى تتحسن بالتدريب، لكنها في الأساس تولد مع الشخص؛ أي إن صاحبها من الميلاد يصبح مؤهلًا لأن يكون سريعًا عندما يكبر، فهي صفة تتعلق بالوراثة والجينات، والتدريب يحسنها، لكنه لا يجعل من متوسط السرعة سريعًا.

أما صلاح فالحمد لله سريع بالفطرة، يجري بلا مشكلة أو تعب كما يقول اللاعب المعروف كيفين ديبروين.

جري صلاح طبيعي انسيابي، لا تشعر معه أنه يعاني شيئًا.

جري صلاح يتميز بتعاون عضلات فخذية الضخمة وجسده النحيل الخفيف الوزن نسبيًا؛ لذلك يجرى جريًا أشبه بالطيران أو بالمحرك الكهربي متعدد السرعات.

هذه السرعة في الجري دون كرة، ثم بالكرة، ثم في سرعة اتخاذ القرار، وسرعة تنفيذه مع التناسق العجيب بين عقله بالغ الذكاء وقدمه بالغة السرعة وجسده بالغ الرشاقة.

كل ذلك يجعل المدربين أمام معضلة صلاح كل أسبوع، يرون في الحقيقة كما في أسوأ أحلامهم صلاح في هجمة مرتدة يقلب النتيجة رأسًا على عقب.

اقرأ أيضًا رحلة هداف الدوري الانجليزي محمد صلاح

ثانيًا: الذكاء

أهداف صلاح تشهد له بالذكاء الشديد، فقد تطور تطورًا هائلًا، فقد أصبح خبيرًا عالميًا في منطقة الجزاء، يعرف كيف يسجل الأهداف، أو يصنع تمريرة حاسمة من أي جزء فيها وبمختلف زوايا الاستلام والتسلم حتى تحت ضغط الخصوم الشديد؛ لأنه أيضًا يصل إلى المرمى من أسهل الطرق وأقلها عرضة للإصابة أو الالتحام العنيف الذي لا يفضله.

وهو ذكي أيضًا خارج الملعب، فهو يعرف كيف يحافظ على نجوميته وشعبيته الجارفة في كل مكان يذهب إليه، وهو يعرف أنه لا بد أن يكسر حاجز اللغة لكي ينجح في بلاد العم سام بذكائه.

لقد أدرك أن اللغة ليست عدة كلمات، بل أسلوب حياة وثقافة وتراث وتفكير، فاجتهد في تعلمها حتى أصبح الآن يصرح في المقابلات التليفزيونية ما يكون حديث العالم بعد ثوان معدودة أيامًا كثيرة.

اقرأ أيضًا محمد صلاح.. قصة إلهام من نجريج إلى أحد أفضل لاعبي العالم

ثالثًا: الاستقامة والحياة المعتدلة

هذا العامل لا يقل أهمية عن العوامل السابقة، فالاستقامة وعدم الانجراف وراء المغريات والملهيات في أوروبا تتطلب نفسًا ملتزمة أخلاقيًا، نفسًا ثابتة لها جذور في ثقافتها وتراثها، ولديها هدف ولديها عزيمة، ولا تضيع وقتها الثمين فيما لا يفيد.

ففي الوقت الذي يتراجع مستوى كثير من النجوم بسبب عدم التزامهم الأخلاقي، نرى صلاح يعيش حياة سوية مستقيمة مع أسرته الجميلة حفظهم الله جميعًا من كل شر وعين حاسد، وبارك فيهم وفي جميع خطاهم.

اقرأ أيضًا محمد صلاح.. معلومات لم تعرفها من قبل عن فخر العرب

رابعًا: التواضع

رأينا كيف يعامل صلاح نجم مصر والنادي الأهلي أمير القلوب محمد أبو تريكة، وكيف يعتز به ويراه النجم الحقيقي؟

فالتواضع صفة تجعلك لا تغتر بما وصلت إليه، ودائمًا تدرك أنه يوجد ما هو أفضل؛ لذا تحاول أن تحسن من نفسك دائمًا، وهذا ما نراه مع صلاح.

فتطوير أدائه عملية مستمرة متواصلة فنجد صلاح من بداياته يتميز بالسرعة الشديدة واللياقة البدنية العالية، ما كان يجعله في مواجهة المرمى أكثر من غيره، فيعمل على أن يحسن إنهاء الهجمات، ونرى تدريبه المكثف على دفع الكرة إلى المكان الذي يريده باستمرار.

اقرأ أيضًا " محمد صلاح " فخر العرب وأهم ما قاله المشاهير عنه

علاقته بجماهير ليفربول

وتقريبًا كما يقول جماهير ليفربول وهي تتغنى باسمه في أغان أصبحت تعرفها جماهير إنجلترا كلها، فهي تحمل طابعًا احتفاليًا وحماسيًا يظهر حب جماهير ليفربول له وتقديرهم لأدائه ومن أشهر الأغاني التي يغنونها له:

محمد صلاح

محمد صلاح يجري على الجناح

صلاح، لا لا لا لا لا لا

الملك المصري

إنه فخر مصر

وهو ابننا المفضل

يلعب لنادي ليفربول، وهو الرقم واحد.

محمد صلاح

هدية من الله

جاء من روما

وعندما يسجل

نهتف باسمه

محمد صلاح-لا-لا-لا-لا-لا، الملك المصري!

  إذا أصبح الأمر مملًا، فها هو محمد صلاح يسجل!

هذه الأغاني تظهر محبة الجماهير لصلاح وتقديرهم لموهبته ومكانته، ليس فقط صلاح اللاعب، بل مصدر فخر مصر.

وتظهر أيضًا كيف أن تسجيل صلاح للأهداف أصبح عملية شبه روتينية وتقريبًا مملة؛ لأنها تتكرر كثيرًا وبانتظام ومتوقعة، وهذا فعلًا نجاح باهر يمثل رعبًا للمنافسين.

بإذن الله سيظل محمد صلاح مدة كبيرة مصدر إلهام وتشجيع لكثير من الشباب المصري والعربي.

إن النجاح ليس مستحيلًا إذا تمسكت بأهدافك، ولم تحد عنها، وأخذت بكل أسباب النجاح المتاحة، فما المانع أن يكون لدينا مثل محمد صلاح في المجالات الرياضية والعلمية والثقافية والتجارية المختلفة وغيرها.

مصر بلدنا الغالي، ووطننا العربي الأكبر مملوء بالشباب الفتي ذي المواهب والإمكانيات العالمية في شتى المجالات، كل ما يحتاجون إليه فقط بعض التخطيط والتنظيم والرعاية، وهم قادرون بتوفيق الله وفضله أن يحملوا رسالة وطنهم ويرفعوا رأس أمتهم في شتى المجالات.

وقد رأوا بأنفسهم عندما لم يلتفت أحدهم إلى كل هذا الكم من الإحباط والمعوقات. 

والأهم لم يلتمس لفشله عذرًا، بل رفض الفشل، وشرع في العمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل.

فأصبح فخر مصر وفخر العرب وحديث العالم كله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة