حروب ابن الأحمر مع القشتاليين وأهم أعماله في غرناطة

أبو عبد الله محمد الأول المعروف بابن الأحمر، مؤسس مملكة غرناطة، آخر ممالك الأندلس. ولد عام 1194م في مدينة تُسمى أرجونة من حصون قرطبة بجهة الشرق، وهو عام معركة الأرك، وهي المعركة التي انتصر فيها المسلمون بقيادة يعقوب بن يوسف المنصور بالله الموحدي ضد مملكة قشتالة بقيادة ألفونسو الثامن. 

تأسيس مملكة غرناطة 

في عام 1237م أرسل أهل غرناطة لابن الأحمر ليكون حاكمًا عليهم، فبايعوه ملكًا على غرناطة، واستولى على مدينة المرية ومدينة مالقة عام 1238م.

الملك محمد بن الأحمر

وكانت حال الأندلس بعد تأسيس مملكة غرناطة هو تساقط مدنها واحدة تلو الأخرى بيد ملك الإسبان، فقد سقطت قرطبة عام 1236م، وسقطت بلنسية عام 1238م، وفي عام 1248م سقطت إشبيلية، وظلت مدن الأندلس تتساقط حتى انحسرت الأندلس في مملكة غرناطة. وقد سُميت مملكة غرناطة بالأندلس الصغرى.

حروب ابن الأحمر مع مملكة قشتالة 

كان أول اصطدام لابن الأحمر مع مملكة قشتالة عام 1244م، فقد حاصر ملك قشتالة فرناندو الثالث غرناطة مدة عشرين يومًا، ولكنه فك الحصار عنها لوقوع خسائر فادحة في قواته. 

وفى عام 1246م حاصر فرناندو الثالث مدينة جيان التي هي من ضمن مملكة بني الأحمر؛ ما اضطر ابن الأحمر إلى مهادنة ملك قشتالة، فعقد معاهدة مع ملك قشتالة تنص على: 

  • أن يحكم ابن الأحمر مملكة غرناطة باسم الملك فرناندو الثالث. 
  • أن يدفع ابن الأحمر جزية سنوية قدرها 150 ألف قطعة من الذهب. 
  • أن يكون ابن الأحمر عونًا لفرناندو في حروبه. 
  • أن يحضر ابن الأحمر اجتماع المجلس القشتالي النيابي باعتباره من ولاة الملك.
  • أن يسلم ابن الأحمر جيان وأرجونة وبركونة ومدنًا أخرى لفرناندو. 
  • في مقابل هذه الشروط عقد فرناندو هدنة مع ابن الأحمر مدة 20 عامًا. 

حصار قشتالة لغرناطة

واضطر ابن الأحمر فيما بعد بموجب هذه المعاهدة أن يقدم دعمًا عسكريًّا لقشتالة مقداره 500 فارس؛ لمساندة قشتالة في حصارها لمدينة إشبيلة، والتي سقطت فعلًا بيد مملكة قشتالة بقيادة فرناندو الثالث عام 1248م. 

وفي عام 1252م توفي فرناندو الثالث، وتولى الحكم ألفونسو العاشر الذي أعلن الحرب على ابن الأحمر. ففي عام 1266م حدثت معركة بين ابن الأحمر ودون نونيو دي لاري صهر ألفونسو العاشر ومن قواده الكبار، وانتهت المعركة بهزيمة ابن الأحمر.

وفي عام 1267م اضطر ابن الأحمر إلى التنازل عن عدد كبير من المدن والحصون للملك ألفونسو العاشر لمهادنته، ولكن مع ما تنازل عنه ابن الأحمر للملك ألفونسو العاشر ظل ألفونسو العاشر يهاجم أراضي ابن الأحمر. 

وعندما وجد ابن الأحمر نفسه في هذا المأزق من هجمات القشتاليين أرسل إلى سلطان المغرب يعقوب المنصور الموحدي طالبًا العون والنجدة، ولكن ابن الأحمر تُوفي قبل أن يصل إليه رد السلطان يعقوب.

أعمال الملك ابن الأحمر

أنشأ ابن الأحمر مأوى للعميان ودارًا للعجزة، وبنى مستشفيات كثيرة، وبنى كثيرًا من المدارس، وأعد المنازل للغرباء من دون تمييز القوميات والأديان، وكان يعقد مجلسًا عامًّا يومين في كل أسبوع، لتُرفع إليه مظالم من الرعية، وأنشأ مخازن للحبوب وسائر المواد الغذائية، وكانت توزع بأسعار جيدة. 

وفاة الملك ابن الأحمر 

تُوفي ابن الأحمر عام 1273م على أثر سقطة من فوق جواده، وخلفه في الحكم ابنه أبو عبد الله محمد الثاني. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

احسنت النشر ... مقال ممتع جداً
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة